إن الردة عن الإسلام هي أكبر الكبائر وأعظم الجرائم التي يرتكبها المسلم في حياته، كما أن الشرك الذي يكون عليه المشركون، فكلٌ منهما كفر بالله تعالى، فإذا مات عليه الشخص فهو من أهل النار مخلداً فيها أبدا ولا يغفر الله له، أي حرم عليه الجنة ولا يدخلها أبداً حتى يلجُ الجمل في سم الخياط، وهذا أثرٌ واضح من آثار الردة على الفرد وإضافة إلى آثار كبيرة أخرى فلم تقتصر هذه الآثار على الفرد وحده، بل شملت المجتمع الذي يعيش فيه بأكمله، فنجد في ذلك آثاراً كثيرة سيئة ومن هذه الآثار السيئة في إباحة الكفر في مجتمع المسلم ما يلي:
إن الحدود التي تقام في حق الناس تعتبر خيرٌ لهم، ومن هذه الحدود، حد الردة، فإذا أبيحت الردة تعطّل هذا الحدّ وتعطّل ما سواه من الحدود؛ لأن الحاكم الذي لا يغار على دين الله، ولا ينتصر لله، ولا لرُسله، لا يمكن أن يغارُ على شخصٍ انتهك عرضه، أو ينتصر لأحد من المسلمين، فلا يمكن إذا سرق من مال شخص أن يتتبع السارق حتى تُقطع يده، وإذا قذف عرض مسلمٍ أن يتتبع القاذف حتى يقيم عليه الحد؛ لأن الإنسان ليس عنده من الإيمان ما يحثّه لأجل أن يقيم هذه الحدود، بل إن هذا الشخص قد يكون واقعاً في بعضها، فهل للحاكم أن يقيم الحد على أحد وهو واقع في هذا الفعل، وهذا ما لا يكون أبدا ولا يتصور في الواقع البتة، ولأجل هذا الأمر، وهو عدم الغيرة على الشرع وعلى حدوده، وقد حرّم الإسلام تنصيب حاكم علماني، أو غير مسلم لعدم وجود الغيرة الدينية في قلوبهم على حدود الله وشرعه.