آثار ما قبل الإسلام بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
آثار ما قبل الإسلام بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

آثار ما قبل الإسلام بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
 
تتسم الفترة الواقعة بين العصر الحجري الحديث وظهور الإسلام بأنها فترة استقرار، فقد انتقل الإنسان من مرحلة الرعي وتربية الحيوانات بوصفها مرحلة رئيسة إلى مرحلتي الزراعة والتجارة، فأدى ذلك إلى نشوء المجمعات الاستيطانية، التي تحول بعضها بمرور القرون إلى مدن؛ لذا فإن المعلومات عن آثار هذه الحقبة التاريخية في منطقة مكة المكرمة، وبخاصة في المدن تبدو أكثر صعوبة وتعقيدًا، لأسباب ثلاثة, هي
تركز النشاط الاستيطاني السكاني خلال تلك الفترة في المدن الرئيسة مثل: مكة المكرمة، وجدة، والطائف، وقد شهدت هذه المدن الثلاث تطورًا عمرانيًا كبيرًا قضى على كثير من الآثار التي تنسب لتلك الحقبة
عدم إجراء أعمال تنقيب أثري في المستوطنات المندثرة التي ترجع لهذه الفترة
عدم الاهتمام بآثار تلك الفترة، بسبب النظرة إليها على أنها آثار تذكر بالحقبة الوثنية، إذ تفشت خلالها عبادة الأصنام والأوثان، على الرغم من معرفة سكان المنطقة لبعض الأديان السماوية مثل: الحنيفية ملة أبينا إبراهيم عليه السلام، واليهودية، والنصرانية
وقد تميزت هذه الحقبة التاريخية بتنوع المظاهر الحضارية مقارنة بعصور ما قبل التاريخ، فانتشرت الرجوم، والرسوم الصخرية، والكتابات والوسوم، والمستوطنات الأثرية، والمناجم، والمحاجر، والموانئ البحرية، والمقابر، والأسواق، وطرق القوافل التجارية، وهو ما سيتبين من خلال العرض التالي
 

الرجوم

تعد الرجوم (المنشآت الحجرية) نقلة كبيرة في تاريخ الإنسان في منطقة مكة المكرمة بعد مرحلة طويلة من العيش في المغارات والكهوف، ويعكس هذا التوجه الجديد الذي سلكه الإنسان رغبته في الاستقرار، وفق المعطيات البيئية والمناخية التي جدَّت في حياته
وقد انتشرت الرجوم في كثير من المواقع بمنطقة مكة المكرمة، على سفوح الجبال، وعند قواعدها، أو فوق مصاطب الأودية، بأشكال معمارية مختلفة، فمنها ما يوجد به على الأقل جدار واضح، ومعظمها محاط بجدران دائرية مبنية بالحجارة فقط، ويحتوي بعضها على مداخل مسدودة، وحجرات داخلية صغيرة، وفي حالات نادرة كان الرجم على جدران تميل إلى الداخل على شكل قبة، وعدد منها ضم أساسات مربعة، أو احتوى على ملاحق دائرية، وشبه دائرية، ومستطيلة وجميعها مشيدة بالصخور الجافة
وفي مجموعة أخرى من الرجوم نجد أنها غالبًا ما تقترن بدائرة حجرية، أو جدار حلقي، أو طرف مستدق الذيل، وبارتفاع طبقة أو طبقتين، وسمك يراوح بين 1 و 8م، وأن المنطقة المركزية فيها خالية دائمًا، وفيما يتصل بالجدران الحلقية فتختلف عن الدوائر الحجرية في أنها مشيدة بالحجارة فقط بارتفاع يراوح بين 1و2م، وقطر يصل إلى 50م، وفي كل حالة كان هناك رجم داخل الجدار الحلقي. أما الأطراف المستدقة كالذيول فقد عُثر عليها بأطوال تراوح بين 5 و 400م، ممتدة في خطوط مستقيمة بعيدًا عن الرجوم بارتفاع يصل إلى 1م، ومعظمها يتجه نحو الشرق، كما عُثر على نوع من المنشآت المستدقة الطرف على شكل الوتد على سفوح التلال بين مكة المكرمة والليث، وفي شمال مكة المكرمة أيضًا، وعلاوة على ذلك فقد عُثر على رجوم ذات أشكال فريدة مثل الشكل الكمثري
 

الرسوم الصخرية

 
انتشر هذا المظهر الحضاري على مساحة واسعة من منطقة مكة المكرمة، وبخاصة في الدروب القديمة، والجبال، والهضاب، وبطون الأودية، وتشكل هذه الرسوم مادة علمية للدراسة يمكن الخروج منها باستنتاجات عن أنواع الأسلحة المستخدمة، والحيوانات التي كانت موجودة في تلك الفترة، وأساليب الصيد والقتال، والعادات والتقاليد والمعتقدات الدينية.. إلخ، وجاء هذا الكم الهائل من الرسوم الصخرية في كثير من المواقع بالمنطقة وهي: وادي فاطمة، وعين شمس، وأم العراد، وحمى النمور، والردف، وأم السباع، والعرفاء، وهضبة بانية، ووادي الصالح، وضرس ماضب، والحفاير، وغيرة مكتن، والعسيلة، وعرفة، والمغمس، والإطوى، والمحاوي، وأم حبلين، وبريمان، وبويب، وخليص، والكامل، وعسفان، وجبل الرديهة، وجبل القصب، وجبل قمدة، وجبل سليطينة، والمكتوبة، وثلاثاء، وغرابة، والمظهر، ورهط، وأرهاط، والسيل الكبير، ووادي سيسد، والحمامة، وواردات، ووادي جفن، ووادي مريع، وأم شحم الضلع، وملكان، وجبل مدسوس، وحليق أو الزليق، وجبل المقاعدة، وخرار صالع، وريع الكتب، وسلية، وسوق بني يزيد، وسوق الجمعة، وشراقب، والجهة، وقرن الترع، وحجبة قران أم الكتب، وحرة نواصيب، ورنية، وخلاف، ودقم العويد، ودويرج كتب، والخرمة، والأصعدة، والمويه القديم، وظلم، وأم الصواعق، وسعيا، والطراة، والعاصر
أما موضوعاتها فأمكن تصنيفها بحسب أشكالها إلى سبعة أنواع هي: رسوم الحيوانات  والطيور والدواب، ورسوم الأشخاص، ومناظر الصيد، ومناظر القتال، والرسوم التخطيطية، والأشكال الهندسية، والوسوم، ومناظر الشمس والنجوم والأهلة
تشكل رسوم الحيوانات والطيور والدواب معظم الرسوم الصخرية، إذ لا يخلو موقع من المواقع التي أشرنا إليها إلا نفِّذ به هذا النوع من الرسوم، وقد نفذ من أشكال هذا النوع من الرسوم: الجمال، والخيول، والأبقار،  والنعام، والكلاب، والنمور، والمعز، والوعول  ، والغزلان، والحمير، والثعابين، والإوز، وهذا النوع من الرسوم لا يعكس بالضرورة أن هذه الحيوانات والدواب والطيور عاشت في فترة زمنية واحدة
أما رسوم الأشخاص فنفذت في بعض المواقع ولوحظ تنفيذ رسوم ذكور وإناث، ويمكن التفريق بينهما من خلال بعض تفاصيل الجسم مثل شعر الرأس والثديين، وجاء تنفيذ رسوم الأشخاص بمفردها أو ضمن مناظر صيد أو قتال أو قوافل تجارية. وفيما يتصل بمناظر الصيد فقد تمحورت المناظر المكتشفة في صيد الغزلان
وقد لوحظ أن بعض المواقع الأثرية التي نفذ بها هذا النوع من الرسوم يجمع بين أكثر من نوع من الأنواع السبعة التي أشرنا إليها، لذلك فإنها تشكل إطارًا ممتازًا للدراسة، للتعرف على تعاقب الاستيطان في الموقع خلال الفترات التاريخية المختلفة، والظروف التي مر بها سواء البيئية، أو المناخية، أو ما شهده من أحداث، بما يفضي إلى استخلاص نتائج تتجاوز كونها رسومًا منفذة على الصخور فقط
إن تأريخ غالبية مجموعات الرسوم الصخرية من مختلف مواقع المملكة العربية السعودية لا يزال قضية تثير قدرًا كبيرًا من الجدل  ،  ولكن يمكن القول بوجه عام إن أقدم هذه الرسوم يتركز في منطقة كلوة شمال المملكة، والتي يمكن تأريخها -حسب تقديرات مجيد خان   - إلى بدايات الألف التاسع قبل الميلاد (مناظر الصيادين الصرفة)، بينما تؤرخ الرسوم الصخرية من جبة ووادي ضم والحناكية من المرحلة النيوليتية بين الألفين السابع والخامس قبل الميلاد، إذ يعبر أغلبها عن الأنشطة الحياتية التي تجمع بين الرعي والصيد خلال مراحل العصر الحجري الحديث، بينما تغطي كثير من الرسوم الصخرية الأخرى مختلف الفترات الزمنية التالية حتى عصور قبيل الإسلام، بل حتى مشارف العصر الإسلامي
وتجدر الإشارة إلى أن الرسوم الصخرية في منطقة مكة المكرمة تندرج باتساق وتناغم ضمن إطار المنظومة العامة للرسوم الصخرية للمنطقة الواقعة على امتداد شمال وشمال غربي المملكة، بدءًا من كلوة وسكاكا والحناكية وحائل شمالاً، وانتهاء بمنطقة بئر حمى جنوبًا
وتنتشر في أرجاء متفرقة من منطقة مكة المكرمة مثل: موقع القصب وأبحر والجبلين   مجموعات مختلفة من الرسوم والتصاوير الصخرية لأنواع من الحيوانات كالإبل والأبقار والنعام والظباء، فضلاً عن مناظر للصيادين بأسلحتهم المختلفة من عصي ورماح وسهام، والتي يمكن إرجاع بعضها إلى المرحلة الأخيرة من العصر الحجري القديم وما تلاه من فترة العصر الحجري الحديث. ويضاف إلى ذلك مجموعات أخرى من الرسوم الصخرية ذات الموضوعات المتنوعة، يراوح تاريخها بين 2500 و 1500ق.م تقريبًا، وتتركز في مواقع متعددة من منطقة مكة المكرمة، سواء في نطاق مدينة مكة المكرمة نفسها مثل: وادي الكفو باليمانية ودويدة وعين شمس والحرمان وجبل عضل والمحاوي ووادي العسيلة ومنطقة سوق ذي المجاز، أو في محافظة الطائف مثل جبل سليطينة والردف وأم السباع وغدير البنات والمظهر والسيل الكبير ووادي سعد وميسان، أو في جبل أم فؤاد بمنطقة أضم في محافظة الليث، وكذلك قرب جدة سواء بوادي بويب أو في بريمان، أو في الكامل
وعلى صفحات الجبال المحيطة بمكة المكرمة ذاتها كشف مؤخرًا عن مجموعة من المواقع تحتوي على رسوم ونقوش صخرية، تجسد رسومًا لحيوانات مختلفة من البيئة المحلية مثل الخيول والإبل والبقر والمعز والوعول، ومنها بعض الرسوم نحو 16 رسمًا تمثل الشمس أو النجوم  ،  ويرجح تأريخ هذه المجموعة خلال فترة القرن الأول قبل الميلاد، وذلك لدلالاتها على معطيات بيئية وعقدية كانت سائدة آنذاك. وإلى الفترة الزمنية ذاتها تعود أيضًا تلك الرسوم الصخرية في جبال محافظة الليث جنوبي منطقة مكة المكرمة، وفي جبل الرديهة شمالي محافظة جدة  ،  وكذلك جبل العرفاء شمال شرقي محافظة الطائف، الذي يحتوي - علاوة على مجموعة من الرسوم الصخرية الآدمية والحيوانية - نقوشًا كتبت بالخط الثمودي الذي شاع استخدامه منذ القرن السادس قبل الميلاد وحتى القرن الرابع الميلادي في مناطق متفرقة من الجزيرة العربية  ،  ومجموعة هذه النقوش - على قلتها وضحالة موضوعاتها - تؤكد حقيقة غاية في الأهمية تتمثل بأن سكان منطقة مكة المكرمة عرفوا الكتابة في عصور ما قبل الإسلام
 

الوسوم

 
عثر على عدد كبير منها في منطقة مكة المكرمة، وقد تمحورت وظيفة هذه الوسوم في ناحيتين: تحديد أملاك القبائل، وتحديد مواشيها، وأمكن تصنيفها بحسب أشكالها إلى الأنواع التالية
 الهلال: ورد على عدة نماذج، منها:  في العرفاء  ،  ودويرج كتب، والعاصر، وهكذا  في وادي الصالح شرق الحوية شمال شرق الطائف، و  في وادي الكفو باليمانية، وهكذا  في دويدة، وخليص، وورد أيضًا على شكل هلالين متعاكسين بينهما نقطة هكذا
المطرق: ورد هذا الشكل على النحو الآتي
في العرفاء  ،  و  في وادي الكفو، و  في عرفة، وضرس ماضب بالحفائر شمال الطائف، وهكذا  في دويدة، وهكذا  في وادي الكفو، وهكذا  في دويدة
الدلو: ورد على ثلاثة أشكال هي
في العرفاء، و  في وادي الكفو، و  في حمى النمور، ودويدة، وسحية بني ذبيان، ووادي الكفو، و  في دويدة أيضًا، وهكذا  في العاصر، وهكذا أيضًا  في قران والعاصر، وهكذا  و  في العاصر، وهكذا  في دويدة
المغزل: ورد على ثلاثة أشكال هي:  في ضرس ماضب بالحفائر شمال الطائف، وفي دويدة، و  في العرفاء، و  في عرفة، وخليص، والعرفاء، ودويدة  ، و  في حمى النمور
دائرة وحرف  الإفرنجي: ورد هكذا  في كل من عرفة، والعرفاء
الربابة: ورد هكذا  في وادي الكف
الدائرة والنقطتان: ورد هكذا  في السيل الكبير  ،  والعسيلة
الكفا: ورد هكذا  في العرفاء
الحياة: ورد على شكل  في الخط الإفرنجي، ونفذ على الصخور بكل من المغمس، والعرفاء  .
المسحب: على شكل رقم (2) الحسابي، نفذ على صخرة في عرفة، ويلملم 
المشعاب: على شكل رقم 8 الحسابي، نفذ في صخور بضرس ماضب بالحفائر شمال الطائف  وهكذا  في عرفة، ووادي الكفو باليمانية  ،  وهكذا  في دويدة
عرقاء أو عرق: على شكل + الحسابية، نفذ في صخور بضرس ماضب بالحفائر شمال الطائف  ،  وفي وادي ملكان، وفي دويدة، وهكذا  في خليص
الدائرة والمطرق: ورد هكذا  في الكفو  ،  وهكذا  في العرفاء  ،  والمنطقة الواقعة بينها وبين وادي العقرب، وهكذا  في العرفاء وخليص، وهكذا  في وادي ملكان، و  في قران وملكان
العمود: ورد على نموذجين هكذا  في وادي الكفو  ،  وهكذا  في عرفة ووادي جدد  ،  وضرس ماضب بالحفائر
الدائرة: هكذا  في كثير من المواقع، مثل: المكتوبة، وميسان، ووادي الكفو، والحرمان، والمغمس، ودويدة، وحمى النمور، والسيل الكبير، والحدباء ببني سعد
المربع والدائرة: هكذا  في المكتوبة
المربع والمطرق: هكذا  في المكتوبة، وهكذا  في قران، وفيها أيضًا هكذا  ، وهكذا  في العاصر، وهكذا  في دويدة
الباب: ورد هكذا  في وادي الكفو، وضرس ماضب بالحفائر شمال الطائف  ،  وقران، وهكذا  في سحية بني ذبيان، وهكذا في رنية  شرق الطائف
الكلوب: ورد هكذا  في العرفاء  ،  و  في خليص
القوسان والدمعة: ورد هكذا  في دويدة
 المثلث: هكذا  في قران والعسيلة، وهكذا  في قران، و  في العاصر، وهكذا  في قران، وهكذا في  خليص
الباب والمطرق: هكذا  في قران، و  في وادي ملكان، وهكذا  أيضًا في قران، وهكذا  في وادي ملكا
الشمس: ورد هذا الوسم على عدة أشكال في قران، وذلك على النحو الآتي:  ،  ،  ،  ، كما ورد على شكل واحد في دويدة هكذا
العرق والمطرق: ورد هذا الوسم هكذا في قران
الصدفة: ورد هذا الوسم هكذا  في ملكان
 

الكتابات

 
نفذ في المنطقة نوعان من الكتابات هما: الخط الثمودي، وخط المسند الجنوبي، جاءت هذه النوعية من النصوص في أرجاء المنطقة كافة، سواء الساحلية أو التهامية أو السروية أو الصحراوية، وقد زاد عدد هذا النوع من الخطوط في إحصاء أولي على سبعين نقشًا ثموديًا، مجموعة منها غير مقروءة بسبب حالة التآكل التي أصابتها، وتتوزع هذه النقوش في المواقع الآتية: جبل قرنيت، والردف، والعرفاء، وجبل سليطينة، والسيل الكبير، وأودية الشعبة، وفيدة، والكفو، وملكان، وقران، ودويرج كتب بيلملم  ، وريع الكتب، ووادي العسيلة، وضلع قصير، ودويدة، وقصرى، وحمى النمور، وبويب  ،  وغيرها
وقد كتبت هذه النقوش الثمودية بأسلوبين: الأول عمودي في بعض المواقع، والثاني أفقي في مواقع أخرى، كما لوحظ أيضًا تنفيذه بمفرده في بعض المواقع، وضمن رسوم صخرية في مواقع أخرى. وسنورد نماذج من الخط الثمودي الذي عُثر عليه في المنطقة
 
 نقش رقم 1
مكانه: دويرج كتب بيلملم
نصه: دف ع دف ع رب
ترجمته: بوساطة عفر أو عفار
 
 نقش رقم 2
 
مكانه: دويرج كتب يلملم
نصه: ق ح ك ك.
ترجمته: قاح بن كاك
 
 نقش رقم 3
مكانه: دويرج كتب
نصه: ق ع وح ج
ترجمته: قع وحج
 
 نقش رقم 4
مكانه: دويرج كتب بيلملم
نصه: ت ي م م ي ح د
ترجمته: تيم بن أيحد
 
 نقش رقم 5
 
مكانه: جبل قرنيت
نصه: ي د س ع د ع ب ز
ترجمته: يد الإله ساعد عب
 
 نقش رقم 6
مكانه: جبل قرنيت بالشفا
نصه: ب ك ت ع ن هـ
ترجمته: بوساطة كت بن عون
 
 نقش رقم 7
مكانه: وادي الكفو
نصه: ن ل و (بن) يتع
ترجمته: نول بن يتع
 
 نقش رقم 8
مكانه: جبل قرنيت بالشفا
نصه: م ن ع هـ ن
ترجمته: بوساطة عهن
 
 نقش رقم 9
مكانه: جبل قرنيت بالشفا
نصه: هـ ح ي ت ح س ب ع
ترجمته: ياحياة سبع
 
 نقش رقم 10
مكانه: جبل قرنيت بالشفا
نصه: ح ب ك ت ب
ترجمته: حبيب كتب أو حبيب بن كاتب
 
 نقش رقم 11
 
مكانه: ملكان
نصه: ن ل وي ت
ترجمته: نول ويت
 
 نقش رقم 13
مكانه: حمى النمور
نصه: ر م ن ر ك
ترجمته: رمزنك
أما خط المسند الجنوبي فقد عُثر على بعض النقوش من هذا الخط في عدد من المحطات الواقعة على دروب القوافل التجارية سواء في تهامة أو السراة أو قريبًا منها، إلا أن أكثر ما عُثر عليه من هذا النوع من النقوش وجد في العلا ونجران وجيزان وعسير والباحة ووادي الدواسر (الفاو)
 

الموانئ

 
لم يشر علماء الآثار القدامى بصورة مباشرة إلى موانئ منطقة مكة المكرمة، على الرغم من أن طرق التجارة بين الشام والجزيرة العربية تمر بخط ساحلها  .  ومع ذلك فقد عُرف بالمنطقة عدد من الموانئ التي نشأت قبل الإسلام  ،  ومن هذه الموانئ ميناء جدة الذي يبعد عن مدينة مكة المكرمة نحو 70كم غربًا
يرى عبدالقدوس الأنصاري أن هذا الميناء نشأ في القرن الثاني قبل الميلاد  ،  وذهبت دراسة إلى أنه اندثر بعد ذلك حتى أحياه الخليفة الراشد عثمان بن عفان عام 26هـ / 647م بـديلاً عن ميناء الشعيبة
أما من الناحية الأثرية فإن التطور الهائل الذي شهده ميناء جدة خلال العصر الإسلامي حال دون التحقق من أي أدلة أثرية يمكن أن نستنتج منها ما يفيد في معرفة نشأة الميناء وتطوره قبل الإسلام
وفيما يتصل بالميناء الثاني فهو ميناء الشعيبة، الذي يقع جنوب غرب مكة المكرمة على مسافة 95كم منها  ،  ويبعد نحو 50كم عن ميناء جدة من جهة الجنوب، وحسبما أشارت إليه الكثير من الروايات، فإن هذا الميناء كان من أهم موانئ الساحل الغربي للجزيرة العربية في العصور القديمة، مما جعله يصبح خلال فترة قبيل الإسلام ميناء مكة المكرمة الرئيس  .  كما تشير بعض الروايات إلى أن تلك الأخشاب اللازمة لعمارة الكعبة المشرفة وتدعيم سقفها في عهد قريش قد جُلبت من حطام سفينة ملاحية كبيرة كانت للروم أو لبعض ولاياتها في مصر أو الشام، قذفتها الأمواج على شواطئ هذا الميناء
وبالنسبة إلى الموانئ الأخرى وبخاصة في تهامة، فعلى الرغم من كثرتها إلا أنه من الصعوبة في الوقت الحاضر تحديد نشأة معظمها، نظرًا لشح المعلومات في المصادر التاريخية عنها، وعدم إجراء مسح آثاري شامل أو إجراء أعمال تنقيبية للوصول إلى نتائج علمية صحيحة حول نشأتها وتطورها
وقد استنتجت دراسة أن الموانئ التي يعود تاريخها إلى 5000 ق.م، أصبحت تحت الماء بعيدًا عن الشاطئ، فقد أثبتت الدراسات أن البحر الأحمر يتسع بمقدار 2سم في القرن الواحد، كما استنتجت الدراسة أيضًا أن الموانئ التي يعود تاريخها فيما بين عامي 5000 و 4000 ق.م، يمكن العثور عليها على السطح البيني للأرض النـزازة الغرينية القديمة وليس على خط الساحل الحالي، أما الموانئ التي يعود تاريخها إلى ما قبل 2000 ق.م، فهي موجودة على سطح الكثبان أو الأرض النـزازة المحاذية للشاطئ 
وإذا صح هذا الاستنتاج فهو يشير إلى سبب عدم معرفتنا لهذه الموانئ خصوصًا أن المصادر التاريخية ذكرت أسماء عشرات الموانئ القديمة بين موقعي جدة وحلي. وتجدر الإشارة إلى أن دراسة حديثة أشارت إلى أن معظم هذه الموانئ لم تكن موانئ بمفهوم الموانئ، وإنما مواقع بدائية مورست فيها مهنة صيد الأسماك لتوفرها فيها بكثرة  ،  أو لأنها مواقع مناسبة لانطلاق قوارب الصيد ورسوها بها
 

الأسواق

 
اشتهرت منطقة مكة المكرمة بأسواقها المتنوعة، سواء الأسبوعية، أو العامة، أو الدائمة، وهذه الأنواع من الأسواق نشأت قبل الإسلام، واستمر بعضها حتى صدره وبخاصة الأسواق العامة، وبعضها لا يزال قائمًا حتى الوقت الحاضر 
أخذت الأسواق الأسبوعية اسمها من اسم اليوم الذي كانت تنعقد فيه، مثل: سوق الثلاثاء، وسوق الربوع (الأربعاء)، وسوق الخميس.. إلخ، وكان هذا النوع من الأسواق ينعقد في قرى المنطقة، ولاتزال هذه الأسواق تمارس نشاطها في المنطقة في أرض فضاء بجوار القرى مع تغير مكانها بين فترة وأخرى حول القرية التي يقع السوق عندها تبعًا لتطورها العمراني، وفي تقديرنا أن هذا النوع من الأسواق نشأ قبل غيره من الأنواع الأخرى بالنظر إلى أهميته في التجارة المحلية
وقد نالت الأسواق العامة شهرة كبيرة في الجزيرة العربية وهي: سوق عكاظ  ، وسوق ذي المجاز  ، وسوق مجنة، وسوق حباشة، وسوق الضراب  . وقد نشأ سوق عكاظ قبيل الإسلام، ثم توقف عام 129هـ / 747م بعد تدميره على أيدي الخوارج الحرورية، ولا يزال مكانه موضع خلاف بين الباحثين، غير أنهم يتفقون على أن نطاقه الجغرافي لا يخرج عن المنطقة الواقعة بين السيل الكبير والحوية، وكان انعقاده ليلة هلال ذي القعدة حتى العشرين منه
ومن الأسواق العامة المتصلة بسوق عكاظ سوق ذي المجاز، الذي كان ينعقد في أول ذي الحجة إلى يوم التروية  ،  تقع هذه السوق داخل وادٍ ممتد من الشرق إلى الغرب جنوب الشرائع العليا، شمال شرق عرفة بنحو 5كم، وقد قامت وكالة الآثار والمتاحف بتسوير هذا الموقع الأثري
ومن الأسواق أيضًا سوق مجنة، التي توقفت في منتصف القرن الثاني الهجري  .  وقد اختلف في تحديد موضعها، قيل: في وادي فاطمة، وقيل: في بحرة، وقيل: في الإطوي جنوب غرب مكة المكرمة  ،  وتنعقد هذه السوق في العشر الأواخر من شهر ذي القعدة.
أما سوق حباشة في تهامة، فإن نشاطها استمر منذ ما قبل الإسلام إلى العقد الأخير من القرن الثاني الهجري، وكان للأزد، واختلف في عدد أيام انعقاده، فقيل: ثلاثة، وقيل: ثمانية من أول رجب، أما سبب توقف استخدامه عام 197هـ / 813م فيعود إلى فتنة حدثت فيه
كما عرفت في بني سعد سوق اشتهرت باسم: سوق الضراب، تقع هذه السوق على بعد 45كم جنوب شرق الطائف على طريق الطائـف - الباحة السياحي بين بقران والمهضم، وهو إلى المهضم أقرب  ،  وقد مر بهذه السوق الرحالة الموسوي في القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي)، ووصفها بقوله: " فلما كنا عند العشاء أتينا بعون مالك الرقاب إلى سوق الضراب، وهو سوق بأعلى ريع صغير، وفيه حوانيت مرصوفة بالصخر" 
وقد أضفت العرب قبيل الإسلام على هذه الأسواق الصبغة الأدبية بأن جعلتها مسرحًا للشعر والخطابة، فكانت تقدم كل قبيلة نوابغها من فحول الشعراء والخطباء والبلغاء، فيتبارون في إلقاء أروع القصائد وأبلغ الخطب، كما كان يحدث في سوق عكاظ
وقد نشأ في مدن المنطقة أسواق دائمة، وعلى سبيل المثال عرف في مكة المكرمة سوق الحزورة، وزقاق العطارين، وسوق العبيد (الرقيق)، وسوق الليل، وسوق الحدادين، وكذلك نشأ في الطائف أسواق بيع المنتجات الزراعية من كروم وفواكه وخمور، وأسواق للمنتجات الحيوانية، والعسل سابعًا: طرق القوافل التجارية
احتلت منطقة مكة المكرمة مكانة تجارية كبيرة في عصور ما قبل الإسلام، وبخاصة في عهد قريش، إذ أصبحت من أعظم المحطات التجارية على طريق التجارة آنذاك  ،  والقادم من مأرب في اليمن  ،  حيث يمر هذا الطريق بالأجزاء الشمالية الشرقية من المنطقة بدءًا من تربة مرورًا بالخرمة، ثم الحوية، ثم السيل الكبير، ثم مكة المكرمة، سواء في رحلة الشتاء أو الصيف
كما كان هناك طريق رئيس آخر يقطع شبه الجزيرة العربية عرضًا من البحر الأحمر إلى الخليج العربي، وكانت القوافل التجارية المسافرة عبر هذا الطريق تمر بمكة المكرمة أحيانًا 
ويتضح مما سبق أن مكة المكرمة بحكم موقعها على طريق تجارة الطيوب والغلال وأنواع الأقمشة بين دول الجنوب وممالك الشمال ذات مركز إستراتيجي ممتاز، وكانت أسواقها مزدحمة بالتجار، سواء المتجهين شمالاً نحو الشام، أو المتجهين جنوبًا صوب اليمن، فقد كانوا يجلبون المنتجات الإفريقية عن طريق اليمن، وتشمل الرقيق والصمغ والعاج والتبر، كما يقومون بجلب الجلود والبخور والثياب من اليمن، وعن طريق العراق يعودون محملين بتوابل الهند، ومن مصر والشام تأتي الزيوت والغلال والأسلحة والحرير والخمور
وقد كان لازدهار هذين الطريقين أن نشأت في المنطقة طرق قوافل تجارية محلية، تتصل بهذين الطريقين من جهة، وبمدن المنطقة من جهة أخرى، وبخاصة بين مكة المكرمة والطائف، ومكة المكرمة وتهامة، ومكة المكرمة وجدة، ولعل من أهم الطرق المحلية الطريق القادم من الطائف مارًّا بوادي المحرم، ثم حمى النمور، وفي نهايته يتفرع إلى فرعين، أحدهما يتجه جنوبًا إلى الكر، والآخر يتجه شمالاً باتجاه وادي حنين، ومنه إلى مكة المكرمة. ومن خلال الرسوم الصخرية والكتابات الثمودية والإسلامية المبكرة المنفذة في الحواف الصخرية على جانبي هذا الطريق تبين أن تاريخه يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد  ،  وظلَّ مستعملاً حتى القرون الإسلامية الأولى  ،  قبل أن يتجه الطريق من وادي المحرم بعد ذلك إلى الهدا، ثم إلى الكر عبر عقبة كرا
شارك المقالة:
610 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook