مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم هو آخر خليفةٍ أمويٍّ للدولة الأمويّة، والتي كانت عاصمتها دمشق، حيث تولّى الخلافة سنة مئةٍ وسبعٍ وعشرين من الهجرة، وكان ذلك بعد وفاة كُلّاً من الوليد بن يزيد، ويزيد بن الوليد وخلع إبراهيم بن يزيد بن عبد الملك عُرف الخليفة مروان بن محمد باسم مروان الجعدي نسبةً إلى مُؤدّبه جعد بن درهم، كما ولُقّب بالحمار لصبره على الحرب وقيل لأسبابٍ أخرى، وُلد في السنة الثانية والسبعين هجريّةٍ، كان أبيض الوجه وكثّ اللحية، وضخم الجسد، وصاحب هيبةٍ، كما عُرف عنه الشجاعة والدهاء، إضافةً إلى الرزانة والأدب والبلاغة، كما كان له دورٌ عظيمٌ في مواجهة الخوارج، عاش -رحمه الله- اثنتين وستين سنةً.
يذكر التاريخ أنّ فترة ولاية مروان بن محمّد كانت مليئةً بالاضطرابات والفتن، واستمرّت على ذلك حتى سقوط الدولة الأمويّة، فقد ازدادت قوّة الدعوة العباسيّة والتي أعلنت عن نفسها في سنة مئةٍ وتسعٍ وعشرين، حيث قبض مروان بن محمّد على زعيمها وقتله، ثمّ تولّى الدعوة بعده أخوه أبو العباس السفّاح، الذي انتقل إلى الكوفة وسيطر على العراق وخراسان، والتقى الجيشان بين الموصل وأربيل على نهرٍ يُقال له الزاب، فُهزم مروان بن محمّد وفرّ مُتنقلاً بين عدّة أماكن، إلى أن تُوفّي قتلاً على يد العباسيين في مصر، وبذلك كانت نهاية الخلافة الأمويّة وقيام الخلافة العباسيّة