هو الصحابيّ الجليل الحارث بن ربعي بن بلدمة بن خناس بن سنان الأنصاري السلمي المدني، وقيل عنه إنّه النعمان بن عمرو، وقيل هو عمرو بن ربعي، والاسم الأول هو الأرجح، أسلم أبو قتادة صغيراً وشهد مع النبي -عليه السلام- كلّ الغزوات بعد غزوة بدر التي غاب عنها، وقد عُرف أبو قتادة بفروسيته وشجاعته وبطولاته حتّى لُقّب بفارس رسول الله، روى مئة وسبعين حديثاً عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، كما روى عن عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما، وروى عنه: ابناه عبد الله وثابت، ومولاه نافع بن عباس، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، ومعبد بن كعب بن مالك، وغيرهم.
رُوي أنّ أبا قتادة -رضي الله عنه- ذات يومٍ كان يغسل رأسه فغسل شقّاً واحداً منه، ثمّ سمع صوت صهيل فرسه حرب، فأدرك قربها فخرج إلى النبي ولم يكمل غسل شقّ رأسه الثاني، ومضى مع النبي إلى قصده، ويروي أبو قتادة أنّ النبي دعا له في يوم النزال أن يبارك الله له في بشره وشعره، ويقضي الله أن يجيب دعوة نبيّه، فمات أبو قتادة عن عمر السبعين وكأنه ابن خمس عشرة سنةً.
اختلفت الروايات في مكان وفاة أبي قتادة -رضي الله عنه-، ففقيل توفي في الكوفة سنة أربعٍ وخمسين للهجرة، وقيل بل توفي في المدينة المنورة كما روى الواقدي، وكانت وفاته زمن خلافة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد صلّى عليه عليّ، وقد كان لأبي قتادة ستٌ من الأولاد، وهم: عبد الله، وعبد الرحمن، وثابت، وعُبيد، وأم البنين، وأم أبان.
موسوعة موضوع