هو أبو نبيّ الله يوسف عليه السّلام، وابن النبيّ إسحاق بن إبراهيم عليهم السّلام، وفيهم كان يقول النبيّ محمد صلّى الله عليه وسلّم: (الْكَرِيمُ ابنُ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ ابنُ يَعْقُوبَ بنِ إسْحاقَ بنِ إبْراهِيمَ - عليهمُ السَّلاَمُ)، وأمّه هي رفقة بنت بتوئيل بن ناصور بن آزر بنت ابن عمه، ويعقوب -عليه السّلام- له اسمٌ آخر هو إسرائيل، وبنو إسرائيل جميعهم ينتسبون ليعقوب عليه السّلام.
تزوّج نبيّ الله يعقوب أختين؛ وهما: ليا، وراحيل، وقيل إنّ الزواج كان مشروعاً من الأختين معاً في شريعتهم، وقيل إنّه لم يجمع بين الأختين بل تزوّج الثانية بعد وفاة الأولى، وقد تسرّى نبي الله يعقوب بجاريتين، أنجبن له أبناء أيضاً، وفيما يأتي ذكر أبناء نبيّ الله يعقوب مع والدة كلّ واحدٍ منهم:
ولد نبيّ الله يعقوب في فلسطين، وبقي في كنف والدته ووالده إسحاق، حتّى طلبت إليه أمّه أن يهاجر إلى أرض حرّان؛ خوفاً عليه من بطش أخيه العيص، فهاجر إلى أرض حران حيث خاله يقطن هناك، ومكث معه وتزوّج كلتا ابنتيه، وكان نبيّ الله يعقوب داعياً إلى الله، صابراً على قومه، ثمّ صابراً على عدّة ابتلاءاتٍ مرّ بها في حياته، أهمّها فقده لابنه يوسف -عليه السّلام- فترةً طويلةً من عمره، وحزن النبيّ يعقوب على فراق ابنه حزناً طويلاً، حتّى فقد بصره من شدّة بكائه وحزنه عليه، إلى أن جمع الله -تعالى- شمله به بعد الغياب.
تُوفّي يعقوب -عليه السّلام- بعد أن جاوز المئة من عمره، وذلك بعد لقائه بابنه يوسف -عليه السّلام- بسبعة عشر سنة، وكان يعقوب -عليه السّلام- قد أوصى أن يدفن في المكان الذي دفن فيه والده إسحاق وجدّه إبراهيم، فحقّق له ابنه يوسف هذه الوصية، ويُذكر أنّ ثمّة وصايا أخرى قد أوصى نبيّ الله يعقوب -عليه السّلام- أولاده بها حين وفاته، وقد ذكرها الله -تعالى- في القرآن الكريم، ومفاد هذه الوصية أن يثبتوا على دين أبيهم وجدّهم إبراهيم -عليه السّلام-، ويبقوا على طاعة الله -تعالى- حتّى الممات، قال الله تعالى: (وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
موسوعة موضوع