الرضا هو من الأمور الجميلة، والتي تدخل السرور والهدوء إلى القلب، فيكفي الراحة النفسية التي يعيش فيها الإنسان الراضي بما قسمه الله له، فالرضا ليس بعجز وإنّما هدوء وسكينة، ولذا نقدم لكم أجمل عبارات عن الرضا بما قسم الله.
قصيدة رضيتُ منَ الدنيا بما لا أودُّهُ للشاعر محمود سامي البارودي من مواليد عام 1839م في القاهرة، ويعتبر البارودي رائد الشعر العربي الحديث الذي جدّد في القصيدة العربية شكلاً ومضموناً، ولقب باسم "فارس السيف والقلم".
رضيتُ منَ الدنيا بما لا أودُّهُ وَأَيُّ
أُحاوِلُ وَصْلاً والصُّدُودُ خَصِيمُهُ
حسبتُ الهوى سهلاً ، ولم أدرِ أنهُ
تخفُّ له الأحلامُ وهى رزينة ٌ
ومن عجبٍ أنَّ الفتى وهو عاقلٌ
يفرُّ منَ السلوانِ ، وهو يريحهُ
وما الحب إلا حاكمٌ غيرُ عادلٍ
لَهُ مِنْ لَفِيفِ الْغِيدِ جَيْشُ مَلاَحَة ٍ
ذوابله قاماتهُ ، وسيوفهُ
إذا ماج بالهيفِ الحسانِ ، تأرجت
فَأَيُّ فُؤادٍ لا تَذُوبُ حَصاتُهُ
بَلَوْتُ الْهَوَى حَتَّى اعْتَرَفْتُ بِكُلِّ مَا
ظَلُومٌ لَهُ في كُلِّ حَيٍّ جَرِيرَة ٌ
إِذَا احْتَلَّ قَلْباً مُطْمَئِنًّا تَحَرَّكَتْ
فإن كنتَ ذا لبٍّ فلا تقربنَّه
وقد كنتُ أولى بالنَّصيحة ِ لو
إذا لم يكنْ للمرءِ عقلٌ يقودهُ
لعمرى لقدْ ولَّى الشبابُ ، وحلَّ بى
فَأَيُّ نَعِيمٍ في الزَّمانِ أَرُومُهُ؟
وكيفَ ألومُ النَاسَ فى الغدرِ بعدما
وَأَبْعَدُ مَفْقُودٍ شَبَابٌ رَمَتْ بهِ
فَمَنْ لِي بِخِلٍّ صَادِقٍ أَسْتَعِينُهُ
صحبتُ بنى الدنيا طويلاً فلم أجد
فأكثرُ من لاقيتُ لم يصفُ قلبهُ
أطالبُ أيامى بما ليسَ عندَها
فَمَا كُلُّ حَيٍّ يَنْصُرُ الْقَوْلَ فِعْلُهُ
وأصعبُ ما يلقى الفتى فى زمانهِ
وَللنُّجْحِ أَسْبَابٌ إِذَا لَمْ يَفُزْ بِهَا لَبِيبٌ
ولكن إذا لم يسعدِ المرءَ جدُّهُ
وما أنا بالمغلوبِ دونَ مرامهِ
وما أبتُ بالحرمانِ إلاَّ لأنَّنى
فَإِنْ يَكُ فَارَقْتُ الرِّضَا فَلَبَعْدَمَا
أبى الدَّهرُ إلاَّ أن يسودَ وضيعهُ
تداعت لدركِ الثَّأرِ فينا ثعالهُ
فَحَتَّامَ نَسْرِي في دَيَاجِيرِ مِحْنَة ٍ
إذا المرءُ لم يدفع يدَ الجور إن سطتْ
وَمَنْ ذَلَّ خَوْفَ الْمَوْتِ، كانَتْ حَيَاتُهُ
وَأَقْتَلُ دَاءٍ رُؤْيَة ُ الْعَيْنِ ظَالِماً
علامَ يعيشُ المرءُ فى الدَّهرِ خاملاً ؟
يَرَى الضَّيْمَ يَغْشَاهُ فَيَلْتَذُّ وَقْعَهُ
إذا المرءُ لاقى السيلَ ثُمَّتَ لم يعجْ
عفاءٌ على الدُّنيا إذا المرءُ لم يعشْ
منَ العارِ أنْ يرضى الفتى بمذلَّة ٍ
وإنُّى امرؤٌ لا أستكينُ لصولة ٍ
أَبَتْ ليَ حَمْلَ الضَّيْمِ نَفْسٌ أَبِيَّة ٌ
نمانى إلى العلياءِ فرعٌ تأثلت
وحَسْبُ الْفَتَى مَجْداً إِذَا طالَبَ الْعُلاَ
إِذَا وُلِدَ الْمَوْلُودُ مِنَّا فَدَرُّهُ
فإن عاشَ فالبيدُ الدَّياميمُ دارهُ
أصدُّ عنِ المرمى القريبِ ترَفعَّاً
وَلا بُدَّ مِنْ يَوْمٍ تَلاعَبُ بِالْقَنَا
يمزِّقُ أستارَ النَّواظرِ برقهُ
تُدَبِّرُ أَحْكَامَ الطِّعانِ كُهُولُهُ
قُلُوبُ الرِّجالِ المُسْتَبِدَّة ِ أَكْلُهُ
أحملُ صدرَ النصلِ فيهِ سريرة ً
فإمَّا حياة ٌ مثلَ ما تشتهى العلا
في القلب نيران حسرات..
لا يطفئها إلا الرضا بأمره..
ونهيه.. وقضائه.. ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه.
إنّ الفرح الصافي.. هو الثمرة الطبيعية لأن نرى أفكارنا وعقائدنا ملكاً للآخرين.. ونحن بعد أحياء..فإنّ مجرد تصورنا لها أنّها ستصبح ولو بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض..زاداً للآخرين.. ورياً.. ليكفي أن تفيض قلوبنا بالرضا والسعادة والاطمئنان.
إذا خفت على عملك العجب.. فاذكر رضا من تطلب.. وفي أي نعيم ترغب.. وأي عقاب ترهب.. وأي عافية تشكر.. وأي بلاء تذكر.. فإنك إذا فكرت في واحد من هذه الخصال صغر في عينيك عملك.
إنّ في القلب شعث: لا يلمه إلّا الإقبال على الله.. وعليه وحشة: لا يزيلها إلّا الأنس به في خلوته..وفيه حزن: لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته.. وفيه قلق: لا يسكنه إلّا الاجتماع عليه والفرار منه إليه.. وفيه نيران حسرات: لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه.. ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه.. وفيه طلب شديد: لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب.. وفيه فاقة: لا يسدها إلّا محبته ودوام ذكره والإخلاص له.. ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبداً.
المعرفة رأس مالي.. والعقل أصل ديني.. والشوق مركبي.. وذكر الله أنيسي.. والثقة كنزي.. والعلم سلاحي.. والصبر ردائي.. والرضا غنيمتي.. والفقر فخري.. والزهد حرفتي.. والصدق شفيعي.. والطاعة حبي.. والجهاد خُلقي وقرة عيني.
أصل المعصية والغفل،
هو الرضا عن النفس،
أمّا أصل كل طاعة ويقظة،
هو عدم الرضا بالنفس،
وأنها تحتاج لمزيد من الخير.
عندما أنحني لأقبل يدك،
وأسكب دموع ضعفي فوق صدرك،
واستجدي نظرات الرضا من عينك،
حينها أشعر باكتمال رجولتي.