إنّ العشق كلمة عاطفية تدل على مشاعر أقوى من مجرد حب وأعمق من الاشتياق وغيرها، وربما يكون العشق الحاضن لكل تلك المشاعر التي لا يمكن فهمها أو حصرها، فالعشاق يكونون بحالة من الهيام والحالة النفسية التي تسيطر عليهم، ونقدم لكم أجمل وأعذب الكلام للعشاق.
قصيدة غير منتهية في تعريف العشق للشاعر نزار قباني هو دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، من مواليد عام 1923م، قال النقاد عنه بأنّه "مدرسة شعرية" و"حالة اجتماعية وظاهرة ثقافية" كما لقب "أحد آباء القصيدة اليومية" لأنّه قرّب الشعر من عامة الناس، من دواوينه "قالت لي السمراء".
.. عندما قررت أن أكتب عن تجربتي في الحب،
فكرت كثيرا..
ما الذي تجدي اعترافاتي؟
وقبلي كتب الناس عن الحب كثيرا..
صوروه فوق حيطان المغارات،
وفي أوعية الفخار والطين، قديما
نقشوه فوق عاج الفيل في الهند..
وفوق الورق البردي في مصر ،
وفوق الرز في الصين..
وأهدوه القرابين، وأهدوه النذورا..
عندما قررت أن أنشر أفكاري عن العشق.
ترددت كثيرا..
فأنا لست بقسيس،
ولا مارست تعليم التلاميذ،
ولا أؤمن أن الورد..
مضطر لأن يشرح للناس العبيرا..
ما الذي أكتب يا سيدتي؟
إنها تجربتي وحدي..
وتعنيني أنا وحدي..
إنها السيف الذي يثقبني وحدي..
فأزداد مع الموت حضورا..
عندما سافرت في بحرك يا سيدتي..
لم أكن أنظر في خارطة البحر،
ولم أحمل معي زورق مطاط..
ولا طوق نجاة..
بل تقدمت إلى نارك كالبوذي..
واخترت المصيرا..
لذتي كانت بأن أكتب بالطبشور..
عنواني على الشمس..
حين أحببتك..
لاحظت بأن الكرز الأحمر في بستاننا
أصبح جمرا مستديرا..
وبأن السمك الخائف من صنارة الأولاد..
يأتي بالملايين ليلقي في شواطينا البذورا..
وبأن السرو قد زاد ارتفاعا..
وبأن العمر قد زاد اتساعا..
وبأن الله ..
قد عاد إلى الأرض أخيرا..
حين أحببتك ..
لاحظت بأن الصيف يأتي..
عشر مرات إلينا كل عام..
وبأن القمح ينمو..
عشر مرات لدينا كل يوم
وبأن القمر الهارب من بلدتنا..
جاء يستأجر بيتا وسريرا..
وبأن العرق الممزوج بالسكر والينسون..
قد طاب على العشق كثيرا..
حين أحببتك ..
صارت ضحكة الأطفال في العالم أحلى..
ومذاق الخبز أحلى..
وسقوط الثلج أحلى..
ومواء القطط السوداء في الشارع أحلى..
ولقاء الكف بالكف على أرصفة " الحمراء " أحلى ..
والرسومات الصغيرات التي نتركها في فوطة المطعم أحلى..
وارتشاف القهوة السوداء..
والتدخين..
والسهرة في المسح ليل السبت..
والرمل الذي يبقي على أجسادنا من عطلة الأسبوع،
واللون النحاسي على ظهرك، من بعد ارتحال الصيف،
أحلى..
والمجلات التي نمنا عليها ..
وتمددنا .. وثرثرنا لساعات عليها ..
أصبحت في أفق الذكرى طيورا...
قصيدة تُبْدِي الغرامَ وأهلُ العشق تكتمُه للشاعر رفاعة رافع بن بدوي بن علي الطهطاوي الذي يتصل نسبه بالحسين السبط، وهو عالم مصري، من أركان نهضة مصر العلمية في العصر الحديث، في عهد محمد علي باشا وهو مؤسس مدرسة الألسن وناظرها.
تُبْدِي الغرامَ وأهلُ العشق تكتمُه
ما هكذا الحبُّ يا من ليس يفهمه
دعْ قلبَه في اشتغالٍ من تقلبُّه
واصنعْ جميلَ فعالٍ في تجنبه
فؤاده في الحمى مسعى جآذرِه
فيا عذولاً سعى في لوم عاذره
أما ترى نفسه مَرعَى الهَوى انتجعتْ
فاعذرْ أو اعذلْه ما وُرْقُ الحِمى سجعتْ
ولا صبوتَ لسلوانٍ ولا مللِ
ولا انثنيت لخطبٍ في الهوى جللِ
فكيف ناقشته في أصل مذهبهَ
فوالذي صانه عن وَصمةِ الشبه
تجيبه إنْ دعا للوعدِ أُمتُه
قومٌ لديهم بيانُ الحب
يا منْ دعاهُ هواه أن يعاشرَهم
وإن تكلَّفتَ أن تدرى أشايرَهم
في حب ليلى خلىُّ البال يعذلُنى
فوالذي منزلَ العشاق ينزلنى
كم في الهوى والنوى قاسيتُ من ألم
وكم سهرتُ سميرَ النجم في الظلم
ما السحبُ إلا دموعُ العين باكيةً
لا شك أني أناغي الوُرق شاكيةً
إمامُ عشقٍ تَوَّلى نصرَ ملَّته
نادى وقد ذابَ وجداً مع ثنيته
متى بربْع صحابي أبلغُ الأملا
وما شفى معهداً من ساكنيه خلا
ملثُ غيثٍ يسحُّ الوابلَ الهطلا
أضحى بمنهمر الأنواء منهملا
حيَّا منازلُها فيضُ الحيا وملا
ولا عدا عن رُباها الجودُ إذْ نزلا
حبيبتي .. أنت وحدك من فجرت بداخلي كل طاقات الإبداع.. فأصبحت بك مبدع ومن أجلك أبدع .. حبيبتي جعلتني أحقق لأجلك المستحيل بدافع حبي بعد توفيق الله .. ومهما سطرت في حقك أجمل وأعذب وأرق الكلمات ما وفيت حقك.
حبيبتي.. أريد أن أصرخ في وجه العالم.. أني أحبك وأهيم بعشقك.. وأنني لا أرى في تلك الكلمة إنقاصاً لما أحمل لك من غرام وعشق.. فأنت لي روحي وأملي وحياتي وعشقي الوحيد.
حبيبتي .. كلمة لن تكتب ولن تكون يوماً لغيرك.. سطوري ستظل تفيض جنوناً بعشقك.. وترسل لك وحدك مساحات من الحب والغرام.. يسكنها الصدق والوفاء والإخلاص.. فما زال بقلبي نبضة لم تنطق .. أحبك.
قتلتي بداخلي قلباً.. وكيف يهاب الموت من كان قتيلاً.. أقحمت نفسي في عشقك وعدت مجدداً.. وعلمت أن مثل هذا الحب مستحيل.. فأدركت أنك ابتلاء ربي.. وكيف للظمآن غير المياه بديل.
ابتسامة واحدة منك..
تضيء عالمي بسحرها..
يختنق الهواء بداخلي حينما يشتم عطرك..
الحبّ هو ذكاء المسافة..
ألا تقترب كثيراً فتُلغي اللهفة..
ولا تبتعد طويلاً فتُنسَى..
ألا تضع حطبك دفعةً واحدةً في موقد من تُحب..
أنت حاضري..
ومستقبلي..
والماضي الذي كنت أعيشه أحلاماً..
والآن أعيشه حقائق رغم أني غير مصدق، لما أنا فيه الآن من حب وعشق وهيام..
إنني يا حبيبي في حالة ذوبان وانصهار..
جبال ثلوجي تنهار من شدة العشق الذي أنا فيه..