"أقوال أعجبتني
هذه مجموعة من الكلمات، أحسبها تحمل معاني بليغة حسنة، عسى أن تحظى بقبول الناس لها، بإذن ربنا. هذا ما أردده دوماً عندما أمر بأمثالها وأنا أقلب الصفحات من كنوز العلماء، والحكماء، والصلحاء، والناصحين، والمربين، والنبهاء على اختلاف العصور والأزمان.
قال ابن عقيل الحنبلي: ننتخب الفضائل من أفواه الرجال، وبطون صحائف العلماء، وما يسنح به الخاطر من الله تعالى فنسطره.[كتاب الفنون (2/ 750)]. وقال ابن القيم : قال ابن قتيبة والجمهور الحكمة إصابة الحق والعمل به وهي العلم النافع والعمل الصالح. [مفتاح دار السعادة (1/ 52)].
قاصمة للرافضة:
قال الإمام ابن القيم: فائدة:
السر والله أعلم في خروج الخلافة عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وعمر وعثمان إن علياً لو تولى الخلافة بعد موته لأوشك أن يقول المبطلون إنه ملك ورث ملكه أهل بيته؛ فصان الله منصب رسالته ونبوته عن هذه الشبهة.
وتأمل قول هرقل لأبي سفيان: هل كان في آبائه من ملك؟ قال: لا فقال له: لو كان في آبائه ملك لقلت رجل يطلب ملك آبائه؛ فصان الله منصبه العلي من شبهة الملك في آبائه وأهل بيته، وهذا والله أعلم هو السر في كونه لم يورث هو والأنبياء قطعاً لهذه الشبهة لئلا يظن المبطل أن الأنبياء طلبوا جمع الدنيا لأولادهم وورثتهم كما يفعله الإنسان من زهده في نفسه وتوريثه ماله لولده وذريته فصانهم الله عن ذلك، ومنعهم من توريث ورثتهم شيئاً من المال لئلا تتطرق التهمة إلى حجج الله ورسله؛ فلا يبقى في نبوتهم ورسالتهم شبهة أصلاً، ولا يقال فقد وليها علي وأهل بيته؛ لأن الأمر لما سبق أنها ليست بملك موروث وإنما هي خلافة نبوة تستحق بالسبق والتقدم كان علي في وقته هو سابق الأمة وأفضلها ولم يكن فيهم حين وليها أولى بها منه، ولا خير منه؛ فلم يحصل لمبطل بذلك شبهة، والحمد الله تعالى. [بدائع الفوائد (3/ 207-208)].
? فوائد من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية:
أ- ومن المعلوم أن المنقولات لا يميز بين صدقها وكذبها إلا بالطرق الدالة على ذلك، وإلا فدعوى النقل المجرد بمنزلة سائر الدعاوى. [منهاج السنة (4/ 45)].
ب- وكيف يجوز أن يحتج بنقلٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير بيان الطريق الذي به يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله؟ [منهاج السنة (1/ 110)].
ج- المناظرة العادلة التي يتكلم فيها الإنسان بعلمٍ وعدلٍ، لا بجهلٍ وظلمٍ. وأما مناظرات الطوائف التي كل منها يخالف السنة ولو بقليلٍ، فأعظم ما يستفاد منها بيان إبطال بعضهم لمقالة بعضٍ. [منهاج السنة (2/ 343)].
د- نحن لا نُنْكِرُ أن يكون في بعض أهل السُّنَّةِ من يقول الخطأ، لكن لا يتفقون على خطأٍ. [منهاج السنة (3/ 110)].
هـ- في نقل الفقهاء بعضهم مذاهب بعض، فإنه يوجد فيها غلط كثير، وإن لم يكن الناقل ممن يقصد الكذب، بل يقع الغلط على من ليس له غرض في الكذب عنه، بل هو معظم له أو متبع له. [منهاج السنة (6/ 301)].
و- كل من عمد إلى التفريق بين المتماثلين، أو مدح الشيء وذم ما هو من جنسه، أو أولى بالمدح منه أو بالعكس، أصابه مثل هذا التناقض والعجز والجهل. [منهاج السنة (4/ 337)].
• الدليل لا يكون دليلاً حتى يكون مستلزماً للمدلول؛ متى وُجِدَ وُجِدَ المدلول، وإلا فإذا وُجِدَ تارةً مع وجود المدلول، وتارةً مع عدمه فليس بدليل. [قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في النبوات (1/ 144)].
• من كذب بالحق عوقب بأن يطبع على قلبه فلا يفهم العلم، أو لا يفهم المراد منه، وأنه يسلط عليه عدوه، ويجد ذلاً كما قال تعالى عن اليهود:{وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ * ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}[البقرة:61].[قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (14/ 162)].
• كلما كان القوم عن اتباع الرسل أبعد كان اختلافهم أكثر؛ فإن القوم كلما بعدوا عن اتباع الرسل والكتب المنزلة كان أعظم في تفرقهم واختلافهم فإنهم يكونوا أضل. [قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على المنطقيين (ص/ 332)].
• وهذا حال الأمم الضالة، كلما كان الشيء مجهولاً كانوا أشد له تعظيماً، كما يعظم الرافضة المنتظر، الذي ليس لهم منه حس ولا خبر ولا وقعوا له على عين ولا أثر.
وكذلك تعظيم الجهال من المتصوفة ونحوهم للغوث وخاتم الأولياء، ونحو ذلك مما لا يعرفون له حقيقة.
وكذلك النصارى تعظم ما هو من هذا الباب وهكذا الفلاسفة تجد أحدهم إذا سمع أئمته يقولون: الصفات الذاتية والعرضية والمقوم والمقسم والمادة والهيولى، والتركيب من الكم والكيف، وأنواع ذلك من العبارات، عظمها قبل أن يتصور معانيها، ثم إذا طلب معرفتها لم يكن عنه في كثير منها إلا التقليد لهم. [قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (5/ 315)].
قلت: وهكذا في زماننا تلك العبارات التي تقع في كلام المثقفين من الاشتراكين، والحداثيين، واللبراليين، والتنورين، ونحوهم!!
• كلما كان الناس أحوج إلى معرفة الشيء، فإن الله يوسع عليهم دلائل معرفته، كدلائل معرفة نفسه، ودلائل نبوة رسوله، ودلائل ثبوت قدرته وعلمه، وغير ذلك، فإنها دلائل كثيرة قطعية. [قاله شيخ ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (10/ 129)].
• والعبد كلما كان أذل لله وأعظم افتقاراً إليه وخضوعاً له: كان أقرب إليه، وأعز له، وأعظم لقدره، فأسعد الخلق: أعظمهم عبودية لله. [قاله شيخ ابن تيمية في مجموع الفتاوى (1/ 39)].
• كلما كان عهد الإنسان بالسلف أقرب كان أعلم بالمعقول والمنقول. [قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (3/ 228)].
• ومما ينبغي أن يعرف أن الله ليس رضاه أو محبته في مجرد عذاب النفس وحملها على المشاق حتى يكون العمل كلما كان أشق كان أفضل كما يحسب كثير من الجهال أن الأجر على قدر المشقة في كل شيءٍ لا ولكن الأجر على قدر منفعة العمل ومصلحته وفائدته، وعلى قدر طاعة أمر الله ورسوله. [قاله شيخ ابن تيمية في مجموع الفتاوى (25/ 281-282)].
فائدة منتقاة من قصة موسى والخضر عليهما السلام:
قال الحافظ ابن الملقن: في هذه القصة أصل عظيم من الأصول الشرعية، وهو أنه لا اعتراض بالعقل على ما لا يفهم من الشرع، وأن لا تحسين ولا تقبيح إلا بالشرع، ألا ترى إلى ظهور قبح قتل الغلام، وخرق السفينة في الظاهر.
ولذلك اشتد نكير موسى، فلما أطلعه الخضر على سر ذلك بان له وجه الحكم فيه فيجب التسليم لكل ما جاء به الشرع، وإن كان بعضه لا تظهر حكمته للعقول، فإن ذلك محنة من الله تعالى لعباده واختبار لهم؛ لتتم البلوى عليهم، ولمخالفة هذا ضل أهل البدع حين حكموا عقولهم وردوا إليها ما جهلوه من معاني القدر وشبهه.
وهذا خطأ منهم؛ لأن عقول العباد لها نهاية، وعلم الباري تعالى التوضيح لشرح الجامع الصحيح (3/ 631)
لا نهاية له. قال تعالى: ? وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ? [البقرة: 255] فما أخفاه عنهم فهو السر الذي استأثر به، فلا يحل تعاطيه، ولا يكلف طلبه، فإن المصلحة للعباد في إخفائه منهم، والحكمة في طيه عنهم إلى يوم تبلى السرائر، والله هو الحكيم العليم. قال تعالى: ? وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ? [المؤمنون: 71]. [التوضيح لشرح الجامع الصحيح (3/ 630)].
من آثار الغزو الفكري:
• قال العلامة الشنقيطي: وطائفة ثقفها الأجنبي ثقافة مضادة للإسلام، وصبغها كيف يشاء، فكانت تنظر إلى الدين بغير حقيقته، تزعم وتعتقد أن كل تمسك بالدين أنه رجعية وانحراف عن مسايرة ركب التطور وجمود بالأمة وخلود بها إلى الهاوية! ! [رحلة الشنقيطي إلى إفريقيا (ص/ 46)].
نصيحة:
• قال الشيخ العلامة أحمد شاكر -رحمه الله-:وأرى أنه يجب على الأمة الإسلامية عامة، وعلى الأمة المصرية خاصة، أن تحدد موقفها من الدين والخلق، ثم من الدنيا ومتاعها. [كلمة حق (ص/ 161)].
باقة من الشعر:
عن أبي بن كعب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:إن من الشعر حكمة. أخرجه البخاري (6145).
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-:أي: قولاً صادقاً مطابقاً للحق، وقيل: أصل الحكمة المنع، فالمعنى: إن من الشعر كلاماً نافعاً يمنع من السفه. [فتح الباري (10/ 540)].
من شعر الإمام الخطابي في وصف الحياة:
لعمرك مَا الْحَيَاة وَإِن حرصنا
عَلَيْهَا غير ريح مستعاره
وَمَا للريح دائمة هبوب
وَلَكِن تَارَة تجْرِي وتاره
[يتيمة الدهر (4/ 384)، ومعجم الأدباء (3/ 1206)].
من شعر أبي العلاء المعري:
فيسمع مني هديل الحمام ??? وأسمع منه زئير الأسد
[بغية الطلب فى تاريخ حلب (2/ 903)].
من شعر أبي العتاهية:
أَرَاك امْرَأً تَرْجُو مِنْ اللَّهِ عَفْوَهُ
وَأَنْتَ عَلَى مَا لَا يُحِبُّ مُقِيمُ
فَحَتَّى مَتَى تَعْصِي وَيَعْفُو إلَى مَتَى؟
تَبَارَكَ رَبِّي إنَّهُ لَرَحِيمُ
[الآداب الشرعية (1/ 179)].
من شعر الإمام الخطابي:
تَسَامَحْ وَلَا تَسْتَوْفِ حَقَّكَ كُلَّهُ
وَأَبْقِ فَلَمْ يَسْتَوْفِ قَطُّ كَرِيمُ
وَلَا تَغْلُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَمْرِ وَاقْتَصِدْ
كِلَا طَرَفَيْ قَصْدِ الْأُمُورِ ذَمِيمُ
[العزلة للخطابي (ص/ 98)].
من شعر أبي إسحاق الألبيري:
لَا قُوَّة لي يَا رَبِّي فأنتصر
وَلَا بَرَاءَة من ذَنبي فأعتذر
فَإِن تعاقب فَأهل للعقاب وَإِن
تغْفر فعفوك مأمول ومنتظر
إِن الْعَظِيم إِذا لم يعف مقتدرا
عَن الْعَظِيم فَمن يعْفُو ويقتدر
[ديوان أبي إسحاق الإلبيري (ص/ 108)].
وقد أحسن أبو العتاهية في قوله:
لَيس دُنيا إلاَّ بدينٍ ولَيْ
سَ الدِّين إلاَّ مَكارمُ الأخْلاقِ
إنَّما المَكْرُ والخَديعَةُ في النَّارِ
هُمَا مِنْ خِصالِ أهْلِ النِّفاقِ
[انظر: مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا (53)، التمهيد لابن عبد البر (24/ 334)، وجامع العلو والحكم لابن رجب (2/ 265، 494)]. وفي التمهيد:من فروع، بدلاً من:من خصال.
قال ابن حبان: وأنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش:
كم من أخ لك لو نابتك نائبة ??? وجدته لك خيراً من أخي النسب
[روضة العقلاء (ص/ 93)].
قال أحدهم:
إن العفيف إذا استعان بخائن ??? كان العفيف شريكه في المأثم
[تاريخ الخلفاء (ص/ 205)].
من شعر الأمير عبد الله الفيصل:
• وليس في الجهل إلا فادح المحن. [من قصيدة نداء، ديوان:وحي الحرمان (ص/ 87)].
• لا تطيب الحياة من غير أًمْنٍ مشرقٍ كالسنا بثغرِ الصَّبَاحِ [من قصيدة منطق الحق