أنواع الحرشفيات في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية.
أتحت رتبة السحالي (Suborder Lacertilia)
تضم تحت هذه الرتبة ست عائلات في المملكة هي: العظايا أو الحراذين، وعائلة الأبراص، وعائلة السحالي الحقيقية، وعائلة السقنقورات، وعائلة الأورال، وعائلة الحرابي، وتضم هذه العوائل نحو مئة نوع. ويوجد في منطقة الحدود الشمالية عدد من الأنواع أهمها:
أ - الضب المصري:(Uromastyx aegyptius)
وهو أكبر أنواع الضب في الجزيرة العربية وسيناء، ويسمى (الضب المصري) كما يشير الاسم العلمي له؛ لأن أول عينة جمعت منه ووصفت كانت من سيناء بمصر، وهو من عائلة العظايا أو الحراذين، ويمتاز بكبر حجمه؛ حيث يصل وزنه من 2 - 3كجم، وقد يصل إلى أحجام أكبر إذا ما أتيحت له فرصة الحياة. وللضب رأس مثلث مزود بفكين قويين بهما أسنان قرنية صغيرة، والجسم عريض مبطط، والذيل مخروطي مميز بأشواك مسننة حادة يستخدمها الضب لإبعاد الأعداء، وله أطراف أمامية وخلفية تنتهي بخمسة أصابع، وينتهي كل إصبع بمخلب (برثن) قوي يستخدم في حفر الجحور، ولون الضب العام ترابي مصفر.
يعيش في المناطق السهلية والمناطق الحصبائية، لذا يسمى في بعض المناطق بـ (السهلي)؛ حيث يحفر جحورًا عميقة وملتوية قد تصل إلى أكثر من متر تحت سطح الأرض، وينشط خلال النهار، ويتغذى على النباتات الحولية وأوراق الشجيرات، وهو النوع الوحيد من السحالي الذي يتغذى على النباتات، ولا يأكل الحشرات، مثل: الزواحف الأخرى، ويعود إلى جحره عند اشتداد حرارة الشمس.
ويدخل فترة كمون خلال فصل الشتاء، ويعود إلى النشاط في بداية فصل الربيع واعتدال الجو، ويتكاثر خلال فصل الربيع، وعادة ما تضع الإناث ما يقرب من 30 - 40 بيضة في الموسم الواحد.
يشكل الضب فريسة للكثير من الحيوانات، مثل: الطيور الجارحة، وبعض الثدييات، والزواحف، مثل: الورل، وفي الوقت نفسه يشكل طريدة ممتازة لكثير من سكان المناطق الوسطى والشمالية في المملكة؛ إذ يقبل كثير من الناس على صيده وأكله؛ وبخاصة في فصل الربيع. وقد ازداد صيد الناس له في الفترة الأخيرة؛ ما أدى إلى تناقص أعداده في كثير من مناطق انتشاره السابقة؛ وبخاصة القريبة من المدن والقرى؛ ما ينذر بقرب زواله من تلك المناطق. لذا لا بد من تنظيم صيده في المناطق التي ما زال يوجد فيها بأعداد جيدة حتى لا يتعرض للانقراض.
ب - قاضي الجبل:(Agama blanfordi)
هو حرذون متوسط الحجم؛ إذ يصل طول جسمه إلى 15سم تقريبًا، وطول ذيله إلى 30سم تقريبًا، ولونه العام رمادي فاتح، وتوجد على ظهره خطوط معينية الشكل تميزه، كما توجد حلقات بنية داكنة على الذيل، الرأس مثلث الشكل كبير نسبيًا، والأطراف تنتهي بأصابع طويلة لها مخالب حادة، وأكثر ما يميزه ارتخاء منطقة الحلق لتظهر على هيئة امتداد جلدي وخصوصًا عندما يتعرض الحيوان للإثارة؛ ومن هنا جاء الاسم.
يعيش هذا النوع في المناطق الصخرية والسهول المفتوحة، ويفضل المناطق الشجرية؛ حيث يقضي معظم الوقت متسلقًا على أفرع الأشجار في انتظار فرائسه، وهو حيوان نهاري المعيشة، ويتغذى على الحشرات واللافقاريات، ويعتمد على السكون وعدم الحركة لاقتناص الفرائس والتخفي عن الأعداء.
ج - البرص ذو الدرنات:(Bunopus tuberculatus)
برص صحراوي متوسط الحجم، يميل لونه إلى البني القاتم مع وجود بقع تتصل ببعضها لتكون خطوطًا بيضاء على الظهر، ولون البطن يميل إلى البياض، ويوجد على الجسم درنات واضحة؛ وبخاصة على الجانبين؛ ومنه اشتق اسم الحيوان، والرأس مثلث وكبير نسبيًا، والأعين كبيرة ودائرية، والأطراف صغيرة تنتهي بأصابع لها مخالب صغيرة.
يعيش هذا البرص في المناطق الصحراوية، ويختبئ تحت الأحجار وقطع النباتات، وينشط خلال الليل، ويتغذى على الحشرات والديدان.
د - البرص المنـزلي:(Ptyodactylus hasselquistti)
البرص المنـزلي أو الوزغ سحلية مألوفة معروفة لعامة الناس؛ حيث يشارك الإنسان مسكنه منذ القدم. وهو ذو جسم متوسط الطول؛ إذ يصل طوله من 8 - 9سم، والذيل أطول قليلاً من ذلك، والرأس مثلث الشكل، والأعين كبيرة نسبيًا، والجلد بني مصفر شفاف، وقد تشاهد أحشاء الحيوان من خلاله، وأطرافه تنتهي بخمس أصابع، ينتهي كل إصبع بممصات تمكنه من الثبات على الأسطح الملساء أثناء حركته على الجدران أو الأسقف، وتمتاز فقرات الذيل بسهولة انفصالها؛ ما يمكنه من الانفصال عندما يُهاجم الحيوان، وهي وسيلة دفاعية لإشغال المفترس بجزء الذيل المقطوع والتمكن من الفرار.
يعيش الوزغ في المنازل التي يسكنها الإنسان وفي البيوت المهجورة، وهناك نوع صحراوي يعيش في المناطق الجبلية يغلب على لونه السواد، وهو أكبر حجمًا من البرص الذي يعيش في المنازل، ونشاطه ليلي غالبًا، وقد يظهر أحيانًا أو يُسمع صوته المميز خلال النهار، وهو من أنواع السحالي القليلة القادرة على إصدار الأصوات.
يتغذى البرص على الحشرات والديدان التي تعيش في المنازل؛ لذا فهو يخلص الإنسان منها، لكنه لا يخلو من تهمة تلويث المنـزل أو تسميم الطعام وغيرها، مع العلم أنه لا توجد غدد سمية لأي من السحالي التي توجد في المملكة.
هـ - البرص البري:(Stenodactylus selvini)
هو برص صغير الحجم؛ إذ يصل طول الجسم إلى 8سم، والرأس والجسم صغيران، ويوجد على الرأس خط على هيئة رقم 8، والذيل متوسط الطول عليه حلقات داكنة في نهايته، والأطراف صغيرة، وتنتهي الأصابع بأظافر صغيرة. يعيش هذا البرص في المناطق السهلية المفتوحة، وينشط ليلاً لاتقاء حرارة الشمس، ويتغذى على الحشرات والديدان.
و - البرص دوري:(Stenodactylus doriae)
هو من الأبراص الصحراوية المتكيفة للمعيشة في البيئات الجافة، فلون الجسم رملي أو ترابي بشكل عام، وهو متوسط الحجم، وتوجد على الذيل حلقات داكنة، كما توجد حبيبات على جانبي الجسم، والأطراف صغيرة، وتنتهي بأصابع بها مخالب صغيرة. ويعيش هذا النوع في البيئات الرملية الحصبائية، وهو ليلي النشاط، ويتغذى على الحشرات والديدان، ويتكاثر بالبيض.
ز - سحلية شميدت:(Acanthodactylus schmidti)
هي من أكثر أنواع السحالي الحقيقية انتشارًا؛ وبخاصة في المناطق الرملية والسهول الصخرية ذات التربة المفككة، تتميز بأنها سحلية متوسطة الحجم، ويصل طول الحيوان البالغ إلى 10سم، وعادة ما يكون طول الذيل مثل طول الجسم مرة ونصف إلى مرتين، اللون رملي داكن ومرقش بنقط بيضاء على كامل الظهر، وتوجد على الذيل حلقات داكنة.
ورأس الحيوان متطاول، والأعين كبيرة، والأطراف الأمامية قصيرة نوعًا ما، أما الخلفية فهي طويلة وتنتهي بأصابع عليها حراشف لحمية واضحة تمكنها من المشي على الرمال المفككة بسهولة، يعيش هذا النوع في المناطق السهلية ذات التربة المفككة وفي المناطق الرملية، وتنشط خلال فترات الصباح والمساء، وتختفي في الجحور في منتصف النهار لاتقاء حرارة الشمس.
تتغذى هذه السحلية على الحشرات، والديدان، وصغار السحالي، وتتكاثر بوضع البيض خلال الربيع وبداية الصيف. ويوجد في المناطق الرملية سحلية أخرى تشبه إلى حد كبير هذا النوع تسمى (A. tilburyi)، ولكنها أصغر منها حجمًا، وتمتاز بوجود خط داكن على جانبي الجسم يمتد من خلف العين إلى منتصف الذيل.
ح - سحلية بوسكيانس:(Acanthodactylus boskianus)
وهي من أنواع السحالي الحقيقية واسعة الانتشار في عدد من المناطق، وهي سحلية متوسطة الحجم؛ إذ يصل طول الحيوان البالغ إلى 10سم، وطول الذيل مثل طول الجسم مرة ونصف، والرأس متطاول ومقدمة الوجه مستدقة، ولا يوجد لها عنق، والأطراف جيدة التكوين، وتنتهي بأصابع عليها حراشف لحمية صغيرة، ولون الجسم رمادي أو بني فاتح، وتظهر خطوط فاتحة تمتد على طول الجسم.
تعيش هذه السحلية في المناطق الصحراوية المفتوحة، وبخاصة في البيئات التي تكثر فيها الأشجار والشجيرات؛ حيث تختفي تحت الأغصان وتبحث عن الغذاء حولها، وينشط هذا النوع خلال النهار في فترات الصباح الباكر وفي المساء، وتختفي تحت الأشجار أو في الجحور خلال منتصف النهار لاتقاء أشعة الشمس، وتتغذى على الحشرات؛ وبخاصة الخنافس، والديدان، وصغار السحالي.
يوجد نوع آخر يشبه هذا النوع في الشكل العام وفي اللون يسمى (A. opheodurus)، وهو أصغر منه حجمًا، ويعيش معه في البيئات نفسها.
ط - سحلية بريفيروسترس:(Mesalina brevirostris)
هي من أنواع السحالي الحقيقية المنتشرة في عدد من مناطق المملكة، وهي أصغرها حجمًا تقريبًا؛ حيث لا يتعدى طولها 3سم، أما الذيل فيصل طوله إلى ضعف طول الجسم، وعليه حلقات داكنة، والرأس صغير يشبه رأس التمساح من الناحية الجانبية، والأطراف الأمامية صغيرة، والخلفية متوسطة الحجم، ولون الجسم العام ترابي أو رملي، وقد تظهر بقع حمراء صغيرة على الظهر، أما البطن فلونه أبيض.
يعيش هذا النوع في المناطق الصخرية والسهول الحصبائية، وينشط خلال النهار، ويتغذى على الحشرات والديدان الصغيرة، وهو سريع الحركة عندما يهاجم، وهناك نوع آخر من الجنس نفسه قريب الشبه في الحجم واللون في البيئات نفسها يسمى (M. guttelata.).
ي - السقنقور:(Scincus mitranus)
السقنقور من السحالي الشائعة في المناطق الرملية في وسط المملكة وشمالها، وهي سحلية مميزة بلونها الأصفر اللامع، والبقع الداكنة على جوانب الجسم؛ ما يعطيها شكل القطار، حيث تعرف بهذا الاسم في بعض المناطق.
جسمها أسطواني مثل بقية أفراد العائلة، والحراشف ملساء؛ ما يمكنها من الغوص في الرمال بسهولة للاختفاء من الأعداء، والرأس على هيئة مسحاة لتسهيل الغوص في الرمل، والأطراف صغيرة تنتهي بأصابع صغيرة، والذيل قصير مخروطي الشكل.
يعيش السقنقور في مناطق الكثبان الرملية، وعادة ما يشاهد يسير على سفوح الكثبان الرملية، ويبحث عن غذائه من الحشرات والديدان حول النباتات التي تنمو في المنخفضات وبين الكثبان الرملية، وللسقنقور قدرة كبيرة على الغوص داخل الرمال المفككة عندما يحس بالخطر.
يصاد السقنقور ويؤكل في وسط وشمال المملكة، ويعتقد بعض العامة أنه ذو قيمة غذائية، وعلى الرغم من ذلك فإنه يوجد بأعداد لابأس بها في مناطق انتشاره.
ك - الورل الصحراوي:(Varanus griseus)
الورل زاحف مميز بحجمه الكبير؛ إذ يصل طول الجسم إلى أكثر من متر، والرأس متطاول وكذلك الجسم، وله ذيل قوي طويل عليه حلقات داكنة، وقد يستخدم في الدفاع عن النفس، وله عينان متوسطتا الحجم حادتا الإبصار، وفي الفم أسنان قوية ولسان طويل مشقوق، ولون الجسم رملي مع وجود بقع صغيرة على الظهر.
يعيش الورل في المناطق السهلية المفتوحة وحول المناطق الرملية، وهو نهاري المعيشة؛ إذ ينشط قبل اشتداد الحرارة، ويبحث عن الغذاء حول النباتات بحركة سريعة، وقد يدخل الجحور بحثًا عن الفئران، والسحالي، والثعابين.
يتحرك الورل في مناطق واسعة بحثًا عن الغذاء، ويمتاز بسرعته العالية للابتعاد عن الأعداء، وقد يدافع عن نفسه برفع الجسم وفتح الفم وإصدار صوت (فحيح) لإبعاد العدو؛ وهذا ما يخيف كثيرًا من العامة، بالإضافة إلى كونه يخرج لسانه المشقوق الذي يشبه لسان الثعابين. إن مصدر خطورة الورل من عضته القوية، وسرعته العالية.