أنواع شفعية الحافر في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
أنواع شفعية الحافر في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

أنواع شفعية الحافر في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية.

 
أ - المها العربي (Oryx leucoryx): 
 
يعد المها العربي أو الوضيحي من أكثر حيوانات الجزيرة العربية شهرة في التراث العربي، وهذا النوع هو الوحيد من جنس المها من العائلة البقرية (Bovidae) الموجودة في الجزيرة العربية، وهو أصغرها حجمًا، ورشيق القوام، ويصل وزنه إلى 130كجم، وطوله نحو 170سم، ويميل لون جسمه إلى البياض؛ ومنه اشتق الاسم، وهناك علامات فارقة للمها مثل البقعة البنية على الوجه التي تمتد لتغطي العين، وكذلك وجود منطقة بيضاء فوق الأظلاف السوداء، كما يمتاز الحيوان بوجود قرنين طويلين؛ إذ يصل طول الواحد منهما إلى 70سم، تكون القرون عند الذكور أكبر، وهي حادة النهاية، وتستخدم في العراك مع الحيوانات والمفترسات الأخرى.
 
كانت قطعان المها منتشرة في أجزاء متعددة من المملكة، حيث توجد في الربع الخالي، والدهناء، وصحراء النفود، والمناطق الوسطى والشمالية من المملكة، ولكن أعداده بدأت بالتناقص منذ أكثر من قرن؛ وذلك بسبب الصيد المستمر، وتطور وسائل الصيد والطرد عند الصيادين، وقد انقرضت أعداده من بيئاته الطبيعية بعيد منتصف القرن العشرين (خلال الستينيات من القرن الميلادي الماضي)، ولكن اهتمام بعض الهيئات العالمية، ومساندة الحكومات المحلية في المنطقة ودعمها، أدى إلى تكوين قطيع من عشرة أفراد  ، تبرعت المملكة بأربعة (ذكرين وأنثيين)، وأنثى من الكويت، وأخرى من عمان، وثالثة من حديقة لندن صيدت في عمان، وثلاثة أفراد (ذكرين وأنثى) من الربع الخالي عام 1382هـ / 1962م  ،  وقد أرسل القطيع إلى حديقة حيوان فيونكس بولاية أريزونا في أمريكا؛ لتشابه المناخ مع البيئة الطبيعية للمها في الجزيرة العربية، حيث تكاثر القطيع بشكل جيد، ووصل عدده إلى 150 فردًا في عام 1403هـ / 1983م. وقد أسهم هذا القطيع في إعادة توطين المها في بيئاته الأصلية في الأردن وعمان والمملكة فيما بعد.
 
وتجدر الإشارة إلى أهمية دور حديقة حيوان مدينة الرياض التي تأسست عام 1377هـ / 1957م، والتي ضمت في ذلك الوقت مجموعة كبيرة من المها، بلغت ثلاثة عشر فردًا، أهدي منها أربعة أفراد لتكوين القطيع العالمي، وكانت تلك الأفراد تلقى عناية جيدة، وقد تكاثرت هذه المجموعة بصورة ممتازة، إلى أن تم نقل القطيع إلى مزرعة الملك خالد بالثمامة عام 1401هـ / 1981م لإعادة بناء الحديقة، وقد نما القطيع إلى أن وصل عدده إلى 72 فردًا عام 1406هـ / 1986م، وقد اهتمت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها حال إنشائها بالقطيع، وقد بدأت في إكثاره تحت الأسر في مركز أبحاث الحياة الفطرية في الطائف، ونجحت نجاحًا كبيرًا في إعادة بنائه وإكثاره، وكانت أول ثمرة لهذا الجهد إطلاق أول مجموعة في بيئاتها الطبيعية في محمية محازة الصيد عام 1410هـ / 1989م، وقد وصل عدد المها في المحمية إلى أكثر من 600 رأس في الوقت الحاضر، كما يوجد نحو 300 رأس في محمية عروق بني معارض.
 
يعيش المها في قطعان تتكون من ذكر وعدد من الإناث وبعض الصغار متنقلاً بين المناطق الرعوية، فيقضي الشتاء في المناطق الرملية الداخلية، ويلجأ إلى الوديان ذات الأشجار خلال الصيف لاتقاء حرارة الشمس، ويتغذى على عدد من أنواع النباتات الحولية خلال الشتاء، ولا يحتاج إلى شرب الماء؛ لذا يفضل النباتات التي تحتوي على كمية من الماء خلال الصيف للحصول على احتياجاته؛ ويستطيع المها أن يعيش على ما يعادل 1% من وزنه من الغذاء مقارنة بالمواشي الأخرى التي تحتاج إلى أكثر من 2.5% من وزنها كي تبقى حية. (64 - قطيع المها العربي - الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها).
 
يتكاثر المها خلال العام، وتراوح فترة الحمل بين 8 و 9 شهور، وتضع الأنثى صغيرًا واحدًا في مكان منعزل لتوفر الحماية له، ويبقى الصغير من دون حركة مدة ثلاثة أسابيع، حيث تتردد عليه الأم لإرضاعه، ويقوم بعدها بالتغذية على النباتات. وتبلغ الإناث بعد سن سنتين ونصف تقريبًا.
 
ب - غزال الريم (Gazella subgutturosa): 
 
غزال الريم أو غزال الرمال من العائلة البقرية، من رتبة الظلفيات ثنائية الحافر، وهو أكبر أنواع الغزال في المملكة وأجملها شكلاً؛ فلونه شاحب، ولا تظهر خطوط واضحة على الوجه أو البطن، وتمتاز الذكور بقرون قيثارية الشكل، ولكنها في الإناث صغيرة أو غير موجودة، كما أن للذكور انتفاخًا واضحًا في منتصف الرقبة يزداد حجمه في وقت التزاوج، وتوجد على الوجه غدد يستخدمها الذكر لتعليم مقاطعته؛ وبخاصة وقت التكاثر.
 
يعيش غزال الريم في الصحارى الرملية في النفود والدهناء في مجموعات أو قطعان (قبل انقراضها)، وتتحرك في مساحات واسعة بحثًا عن النباتات الموسمية والأعشاب، وعادة ما تنشط خلال فترة الصباح وفترة المساء، وقد تكون ليلية خلال فترة اشتداد حرارة الجو، ولا يشرب الغزال الماء، ولكنه يعتمد في الحصول على احتياجاته المائية من النباتات التي يتغذى عليها.
 
يتكاثر الغزال خلال الشتاء، وغالبًا ما يتزامن ذلك مع فترة هطلان الأمطار ووفرة الغذاء، وتحدث الولادات في بداية فصل الربيع بعد فترة حمل تستمر خمسة أشهر، وتعتني الأم بصغارها حتى تعتمد على نفسها في البحث عن الغذاء أو اتقاء الأعداء، وكانت الظباء - ومنها الريم - تعيش بأعداد كبيرة على هيئة قطعان يصل عددها من 50 - 100 فرد، وتتجول في مناطق انتشارها في النفود والدهناء والمناطق المجاورة، ولكن الصيد الجائر منذ بداية القرن الماضي أدى إلى تناقص أعدادها ثم إلى انقراضها من بيئاتها الطبيعية، وقد عملت الهيئة الوطنية على إعادة توطين الريم في المحميات الطبيعية في محازة الصيد وعروق بني معارض وغيرها من المحميات.
 
ج - الغزال العفري (Gazella dorcas): 
 
الغزال العفري أو الغزال السعودي من العائلة البقرية، من رتبة الظلفيات شفعية الحافر. وهو ظبي صغير الحجم، ولون جسمه رملي، وهناك خطوط طولية على الوجه، وكذلك خط فاصل خفيف بين لون الجسم ولون البطن، وتوجد على الرأس قرون متوسطة الحجم متجهة نحو الخلف. وينتشر هذا الغزال في المناطق الشرقية والشمالية والوسطى، وفي الأطراف الغربية من الربع الخالي.
 
تعيش ظباء العفري على هيئة قطعان صغيرة، وتفضل التغذية في المساء أو في فترة الصباح الباكر، وتعتمد على الأشجار والعشب في الحصول على ما تحتاج إليه من غذاء، وتستطيع البقاء فترة طويلة دون شرب الماء مثل بقية الظباء؛ حيث تحصل على احتياجاتها المائية من النباتات التي تتغذى عليها. 
 
وتتكاثر في فصل الشتاء، وتحدث الولادات خلال الربيع، وقد تحدث ولادات أخرى في بداية الصيف، ولم تبق أعداد تذكر من ظباء العفري في البيئات الطبيعية؛ حيث تم القضاء عليها بالصيد الجائر. وهناك بعض الأعداد في مراكز الإكثار التابعة للهيئة تمهيدًا لإعادة توطينها في بيئاتها الطبيعية السابقة.
 
شارك المقالة:
215 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook