جميعُنا خَلقَنا الله تعالى إلى أجلٍ مُسمّى ولا أحد يَعرِفُ مَتى يأتي مَوعِدَهُ وساعَتَهُ لَحظَةِ الموت، وعند الموت يُسألُ العبدُ عن ثلاثة أسئلة وَهِيَ من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟، فهذِهِ الأسئلة حياتُك ووقتك هِيَ التي سَوف تُجيبُ على الأسئلة ، إمّا أن تكون حياتُك بَعدَ الممات وتفوزُ بالجنّة أو مماتُكَ بَعد الموت وتدخل النار والعياذُ بالله، فَقَد قال الرسول عليه الصلاة والسّلام: "نِعمتان مَغبونٌ فِيهِما كثيرٌ مِنَ النّاس: الصّحة والفراغ" (رواه البخاري)، فيعلّمنا الرسول عليه السلام أنّ أغلبَ الناس ينسونَ الوقت ولا يستغلونهُ بالشكلِ الصحيح ولا يدرِكُونَ ذلك إلا بعدَ فواتِ الأون بعد أن يخسر الإنسان عُمرهُ وصحّتهُ يبدأ بتذكّر مّا فعلهُ في الماضي، وأعوذ من أن نكون مِن أصحابِ الذينَ أضاعوا وقتهم وحياتهم سُدى دُونَ أن يَفعَلوا أشياءً تُقَرّبَهُم إلى الله.
أخي المسلم أختي المُسلمة إذا أردتَ أن تكونَ حياتُكَ مَليئَةٍ بالسعادة وتحقيقها فِي الدُنيا والآخرة والفَوزِ بِهِمَا عليكَ أن تجعَلَ حياتك كلّها لله، في أيّ مكان تذهبهُ وأيّ فعل تفعلهُ اجعلهُ خالصاً لله وسيرضيكَ الله أضعافَ ما كُنتَ تتوقّع، فَهَل هناك أجمل من أن تكون خادماً لله تعالى وَهُوَ مَلِكُ المُلوك، فإنّ أعلى مَرتِبَة فِي النَجاح مُمكِن أن تصلَ إليهِا فِي حياتك هو أن تقتنعُ بأن تعيشَ لإرضائهِ وإحياءِ كلماته مِن خِلالِ استغلالِ الأوقات بالأمورِ الصالحة، والابتعادِ عَن مُحرّماتِ الله خوفاً وطمعاً برضاه، فإن رضي الله عنك اعلم أنّكَ في منزلَةٍ عَظيمَة لديه، وأنّك مِن خَيرِ النّاس عِندهُ وهو سوف يجازيك ويرضيكَ في الدنيا والآخرة بحسبِ الأعمال التي تؤدّيها.
إنّ الإسلام دِينٌ متكامل لأنّهُ من عند الله، وهناك الكثير مِن أبواب الآداب مِنها أن لا يضيّع المؤمن وَقتهُ فِي لَغوِ الحديث، بل جَميعُ وَقتِهِِ للعَمَلِ الجاد المثمر فِي الحياةِ الدنيا والآخرة بقولهِ تعالى : (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ) سورةِ البقرة : 187، لذلِكَ هُوَ طَريقٌ للنَجَاح والإثمارِ وَتَحقِيقِ الثّروَةِ فِي الحياةِ الدُنيا والآخِرة، وقال الله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) والحياة الطيّبة لا تَنالُ إلاّ بالإيمانِ والعَمَلِ الصّالِح، ومن الطرق التي تساعد على استغلال الوقت في النافع:
نَحنُ بَشَر نُخطِئ ولكِن نَسعَى إلى الطريق الذي يقرّبِنا إلى الله، وحتّى تستغلّ وقتكَ فِي طاعةِ الله يجب عليكَ أن: