نُسخ القرآن الكريم لأوّل مرّةٍ في عهد الخليفة عثمان بن عفان، وكان النسخ بأمره، فاستدعى أربعةً من الصحابة، وهم: زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوا القرآن الذي كُتب في عهد أبي بكر سبع نسخٍ؛ لإرسالها إلى بلدان المسلمين، فأرسل إلى كُلّ بلدٍ نسخةً واحدةً، والبلاد هي: مكّة المكرّمة، والشام، والبصرة، والكوفة، واليمن، والبحرين، وأبقى عنده نسخةً في المدينة المنورة، كما أرسل مع كُلّ نسخةٍ واحداً من قرّاء الصحابة الذين تعلّموا القرآن على حرف قريش، وهو الحرف الذي جمع أبو بكر القرآن عليه، وكان كل ذلك في العام الخامس والعشرين للهجرة، وُسمّي الخط الذي نُسخ به القرآن بالخط العثمانيّ؛ نسبةً إلى عثمان بن عفان، وكان السبب في ذلك اتساع البلاد الإسلاميّة ودخول الكثير من الناس في الإسلام.
قراءة القرآن من أعظم الأمور التي يتقرّب بها المؤمن لله سبحانه، وقد ذكر الله وذكر النبيّ الكثير من الفضائل والأجور التي يحصل عليها المسلم بقراءته للقرآن؛ منها: نيل البركة في الدنيا والآخرة، ونزول السكينة والرحمة والملائكة لمن اجتمع على كلام الله، ونيل الأجور والحسنات العظيمة؛ فالله يُعطي لقارئ القرآن بكُلّ حرفٍ عشر حسناتٍ، إضافةً إلى أنّ تلاوة القرآن سببٌ في الشفاعة والدرجات العُلى في جنّات المأوى