إبدال الواو ياء في الجمع على فُعُول

الكاتب: رامي -
إبدال الواو ياء في الجمع على فُعُول

إبدال الواو ياء في الجمع على فُعُول :

[إبدال الواو ياء في الجمع على فُعُول]
إذا جمع ما لامُه واوٌ على فُعُول أبدلت لامه ياء ووجب للواو التي قبلها ما ذكر آنفاً من إبدالٍ وإدْغامٍ نحو:"دُلِيّ وعُصِيّ" في جمع"دَلْوٍ" و"عصا"، وفي الفاء التخيير بين الضم والكسر(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)ينظر الكتاب 4/362، 384-385، والنكت في تفسير كتاب سيبويه 2/1211،كتاب المفتاح في الصرف ص 105، ونزهة الطرف ص 34-43، والممتع 2/497-498.  وقال في المساعد 4/136:"والأكثر في فاء عصيٍّ ونحوه الضم وهو الأصل  والأفصح، ومن العرب من يكسر الفاء اتباعاً لحركة العين هذا في  الجمع).

 

وكذلك كل فاء مضمومة تليها ياء مدغمة في ياء هي لام ك "لُيٍّ "جمع "ألوى"1، وقد يجيئ هذا الجمع مصححاً كـ"أُبُوٍّ" و"نُحُوٍّ" في جمع "أبٍ، ونَحْو"2. إن لم تكن عينه واواً كلامه كجوّ3 لو جُمِعَ على فُعُول.
وشذ تغليب الواو في قولهم:"فُتِيٌّ وفُتُوٌّ"4 "حكاه"5 الفراء، ويمكن أن يكون فتوّ على لغة من قال في التثنية: فتوان حكاه يعقوب6 فلام فتى على هذه /"13-أ) اللغة واو، والأعرف كونها ياء لإجماع العرب على فِتْيَة وفِتْيَان7.
فإن كانت الواو لام "مَفعُول "أو لام "فُعُول "مصدراً أو عين "فُعَّل
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الألوى: الشديد من الرجال وغيرهم، ويقال: قرن ألوى إذا كان ملتوياً معوجاً.
2 النحو: الجهة. وتنظر المراجع السابقة، والمنصف 2/123-124، وشرح الملوكي لابن يعيش ص 478-480، وشرح الكافية للرضي 3/87 وما بعدها.  قال الرضي في 3/171: "ولا يقاس عليه خلافاً للفراء".
3 الجو: الهواء، وما بين الأرض والسماء، واسم بلد هو اليمامة، يمامة زرقاء. ينظر: الصحاح واللسان "جوا".
4 في الصحاح "فتى": "الفتى: الشاب.. والفتى السخي الكريم، يقال هو فتىً بَيِّن الفُتُوَّة، وقد تفتَّى وتفاتى، والجمع فتيان وفتية وفُتُوٌّ على فعول، وفُتِيٌّ مثل عصى... قال  سيبويه: أبدلوا الواو في الجمع والمصدر  بدلاً شاذاً". وينظر اللسان، والقاموس"فتى). وينظر: المساعد 4/137.
5 في أ: "وحكاه".
6 نسب له ذلك القول في اللسان "فتى".
7 ينظر الصحاح والقاموس واللسان "فتى".

 

"جمعاً جاز الإعلال. والتصحيحُ أكثر ك "مَعْدُوٍّ ومَعْدِيٍّ"1 و "عُتُوٍّ وعُتِيٍّ"2، و"صُوَّمٍ وصُيَّم"3.
وربما أُعِلَّ فُعَّال كـ"نُيَّام"4؛ والتزم تصحيح فُعُول كـ"عُدُوٍّ"5. و"عُفُوٍّ"67؛ لأنَّه لو أعل الإعلال المذكور التبس بفَعِيل كـ"جَلِيٍّ"8 و"زَكِيٍّ"9بخلاف"فُعُول ومَفْعُول "فإنَّ التباسهما بغير بنائهما مأمون؛ إذ ليس في الكلام"فُعِيل، ولا مَفْعِيل" إلاَّ ما ندر كـ"مَسْكِين"10 . فإذا ظُفِرَ بما يوازنهما عُلِمَ أنَّه مُغَيَّر عن أصله، ك"بُكِيٍّ"11.  "مَكنِيٍّ"12.
فإنْ كانت الواو في فُعُول أو مَفْعُول بدلاً من همزة امتنع الإعلال
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ينظر الكتاب 4/384-385، والمقتضب 1/175، 187 .
2 ينظر كتاب العين 2/226، والكتاب 4/384-385.
3 ينظر الكتاب 4/362، والمقتضب 1/128، 189، والمنصف 2/3،4،9.
4 ينظر المنصف 2/5، والممتع 2/498، وشرح ابن عقيل 2/579. وينظر المساعد 4/139، وشرح التعريف لابن إياز ص 159.
5 ينظر القاموس "عدا".
6 في ب: "كعُفُوّ وعُدُوّ".
7 عَفَت الدَّار عُفُوّاً بمعنى درست. القامو واللسان "عفى".
8 ينظر المرجعان السابقان "جلا".
9 ينظر المرجعان السابقان "زكى".
10 جاء في اللسان "سكن": "والمِسْكِين والْمَسْكين - الأخيرة نادرة؛ لأنَّه ليس في الكلام مَفْعِيل - الذي لا شيء له، وقيل: الذي لا شيء له يكفي عياله".
11 قال  في الصحاح "بكى": "والبُكِيُّ على فُعُول جمع باكٍ، مثل: جالس وجُلُوس، إلاَّ أنَّهم قلبوا الواو ياءً".
12ينظر: اللسان والقاموس "كنى".

 

المذكور نحو: قُرُوء في لغة مَنْ خَفَّف فقال: قُروٌّ ومَقْروُّ1. أمَّا قول الشاعر2:
... ... ... ... ... ...  كورهاء مَشْنِيٌّ إليها حليلها3
فبناه على شَنِئَ بإبدال الهمزة ياءً4؛ لأنَّها مفتوحة بعد كسرة، وقد حُكِيَ أنَّ من العرب مَنْ يقول: كَلَيْتُه بمعنى كلأته، ومَكْلِيٌّ بمعنى مَكْلُوٍّ5 - أي محفوظ، فَشَنِئٍ أولى بذلك لكسر عينه، ولو جعل هذا مطرداً - أعني إبدال الهمزة ياءً إذا كانت لام مَفْعُول من فِعْلٍ على فَعِل كَشَنِئ - لكان صواباً.
وكذلك إذا بنى على "فُعِل" وكان أصله "فَعَل "- بفتح العين - فليس ذا بأبعد"6 من قول مَنْ قال: "مَشيب، ومَهُوب" حملاً على
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ينظر اللسان "قرأ". "شنأ" 1/97.
2 هو الفرزدق، كما في ديوانه 2/62.
3 هذا عجز بيت من الطويل، وصدره:
 وما خاصم الأقوام من ذي خصومةٍ    ...  ...  ...  ...  ...
ورواية الديوان، وتهذيب إصلاح المنطق: "مشنوء "بغير إبدال. وقد ورد الإبدال في تهذيب اللغة 10/360: "كلأ": "والورهاء الحمقاء، والمشنوء المبغض والحليلالزوج".
4 قال في تهذيب اللغة 10/360 "كلأ": "فبني على شنيت بترك النبر".
5 قال في تهذيب اللغة 10/359 "كلأ": "قال الفراء: ولو تركت همز مثله في غير القرآن لقلت: يكلوكم بواو ساكنة، ويكلاكم بألف ساكنة مثل يخشاكم، فمن جعلها واواً ساكنة قال: كَلاَتُ بألف بترك النبر منها، ومن  قال يكلاكم قال: كليت مثل مَضيت، وهي من لغة قريش، وكُلٌّ حسنٌ، إلاَّ أنَّهم يقولون في الوجهين: مكلوَّة  ومكلوٌّ، أكثر مِمَّا يقولون: مكْلِيٌّ، ولو قيل: مكليّ في الذين يقولون كَلَيْتُ كان صواباً".
6 من هنا بدأ السقط من "ب "ومقداره صفحتان تقريباً.

 

"شِيبَ1 وهُوبَ"2 وهما من "الشوب والهيبة"3.
وهذا مُنَبِّهٌ على أنَّ إعلال "معدوٍّ" ونحوه حمل على "عدى وعادٍ"، مع تقدير طرح المدة الزائدة فيشبه "أَدْلُواً "فيعامل معاملته حين قيل فيه: "أدلٍ"4.
فإذا انضم إلى ذلك لزوم إعلال الفعل لكونه على فَعِل كـ "رَضِي" أوثر إعلال مَفْعُول على تصحيحه قال تعالى: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً}5 ولم يقل مَرْضُوَّة؛ لأنَّ القرآن لم ينزل بغير الأوْلَى.
فإن كانت في مفعول مما عينه واو تعين الإعلال المذكور نحو: قُوِيَ على زيد فهو مُقْوِيٌّ عليه. أصله: مَقْوُوٌّ عليه، فاستثقل توالي ثلاث واوات بعد ضمة فلجئ إلى التخفيف بالإعلال6.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ينظر الصحاح "شوب" فقد جاء فيه: "إنَّما بناه على شيب الذي لم يسمَّ فاعله، أي مخلوط بالتوابل والصباع.
2 قال في الصحاح "هيب": "ورجل مهيب أي تهابه الناس، وكذلك مهوب بني على قولهم: هُوبَ الرجل، لما نقل من الياء إلى الواو فيما لم يسم فاعله. وينظر في هذه المسألة شرح الكافية الشافية 4/2142- 2144 فقد قال فيه:

وشَذَّ في مَشوب المشِيب       كذا مَهُوباً جعل المَهُوب

3 ينظر الارتشاف ص 244-245
4 قال في الكتاب 4/384: "وقالوا: عُتِيٌّ ومَغْرِيٌّ "شبهوها حيث كان قبلها حرف مضموم ولم يكن بينهما إلاَّ حرف ساكن بأدْلٍ، فالوجه في هذا النحو الواو، والأخرى عربية كثيرة.  وينظر القتضب 1/187
5 الآية 28 من سورة الفجر.
6 قال في الكافية الشافية - شرحها  4/2146:

وكل ذي الأوزان من نحو "قوى "    لم يُستجز تصحيحه  ولا نُوى

ينظر: المقتضب في اسم المفعول من الثلاثي المعتل العين ص 103، وينظر المساعد 4/150.

 

وأيضاً: فإذا كان إعلالُ مَعْدُوّ جائزاً(1) مع أنَّ تصحيحه لا يوقع في بعض ما يوقع تصحيح مَقْوِيٍّ فإعلال مَقْوِيٍّ لإيقاعه فيما ذكر متعين لا محيص عنه(2).
وهذا الإعلال متعين أيضاً لكل ما آخره كآخر مفعول مبنياً مما عينه ولامه واو، وإن لحقته التاء فكذلك، ولا فرق بين تقدير لزومها وتقدير عروضها(3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تقدَّم الكلام عليه في ص 152-153.
(2) تنظر المراجع السابقة في الحاشية"4" من الصفحة السابقة.
(3) ينظر المساعد 4/154-155.

شارك المقالة:
345 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook