ابرز المهارات لاحتراف كرة القدم

الكاتب: باسكال خوري -
ابرز المهارات لاحتراف كرة القدم

ابرز المهارات لاحتراف كرة القدم.

 
 
 
 

أساسيات احتراف كرة القدم

يرغب الكثيرون في احتراف كرة القدم، لكن ذلك لا يتحقق إلا بتوافر مجموعة من الأساسيات، ومنها: وجود المهارة الكافية، والسرعة في الأداء، والذكاء العالي، والعقلية الفذة، بالإضافة إلى القدرة على اتقان كافة مجالات اللعبة، والعمل بجد على محو نقاط الضعف، والتركيز على نقاط القوى والسعي إلى تطويرها، كل ذلك وغيره يمكن إيجاده في لاعبي كرة القدم الحديثة؛ فهم يتمتعون بقدرات متطورة، ومستويات ذكاء عالية، ولياقة بدنية ممتازة، ومهارات تقنية كبيرة، تجعلهم لاعبي كرة القدم الأفضل، ويسعى اللاعب الناجح باستمرار إلى تطوير قدراته، وصقل موهبته، وتحقيق أعلى مستويات المهارة والقدرة على اللعب ضمن روح الفريق الواحد.

 

أهم المهارات لاحتراف كرة القدم

يتطلب احتراف كرة القدم وجود أربع مهارات أساسية في اللاعب، ويساهم وجود هذه المهارات معاً بشكلٍ كبير في صُنع لاعبٍ محترف ناجح، ويبين الآتي هذه المهارات:

  • المستوى التقني العالي (بالإنجليزية: Technical)
  • الجاهزية البدنية والجسدية (بالإنجليزية: Physical)
  • وجود الحس التكتيكي (بالإنجليزية: Tactical)
  • القدرة العقلية الفذة (بالإنجليزية: Mental)

 

الفنيات

تتمثّل أبرز الفنيات الموجودة في لاعب كرة القدم الناجح بمهارة ركل وتسديد الكرة نحو مرمى الفريق الخصم، وتمرير الكرة للاعبين الآخرين في الفريق، بالإضافة إلى قدرة التحكم بها، وافتكاك الكرة من لاعبي الفريق الخصم، ومهارة سرعة مراوغة الخصم، والتي تُعتبر ذات أهمية كبيرة في تغيير نتيجة المباراة، ولا يُمكن لهذه المهارات أن تتوفر في اللاعب إلا مع العمل الجاد، والمثابرة، والتدريب المستمر، والسعي إلى تطوير القدرات، وبذل الجهد في صقل المهارات المكتسبة.

 

القوة الجسدية

يمتلك لاعب كرة القدم الناجح قدراتٍ جسدية متميّزة تُمكنه من مواجهة الخصم وتحقيق الفوز لفريقه، ولعل أهم هذه المهارات هي السرعة في الركض، والتي تُمكّن اللاعب من مطاردة الخصم، والانفراد في الهجوم، وافتكاك الكرة، ومن المهارات الجسدية الواجب توفرها أيضاً في لاعب كرة القدم هي الرشاقة التي تتمثّل باللياقة، وخفة الحركة، والقدرة على تغيير اتجاه الجسم بفاعلية، والتوازن، والاستجابة السريعة، وسرعة الانطلاق والتوقف، ويتم تطوير مهارة اللياقة من خلال تدريبات مخصصة، مثل تدريبات سلم الرشاقة، والركض بين المخاريط، وتدريب القفز الجانبي، واستخدام أداة حزام الطاقة.


يتوجب توفر القدرة على التحمل لدى لاعب كرة القدم المحترف أيضاً؛ والتي تتمثّل بوجود النشاط العالي عند اللاعب طوال فترة المباراة، وهو ليس بالأمر السهل؛ فاللاعب يقوم بالركض، والركل، والقفز، والضغط على الخصم، ويُمكن الوصول إلى هذه المهارة من خلال التدريبات المكثفة، وهي على نوعين: التدريب المستمر دون وجود فترات راحة، والتدريب المنقطع المفصول بفترات الراحة، كما يُمكن استخدام التمرينات الهوائية التي يتم فيها تَحريك العضلات لمدة طويلة نِسبياً.

 

المهارات التكتيكية

التكتيك الهجومي

تتضمن لعبة كرة القدم عدداً من الاستراتيجيات الهجومية الأساسية والتي تُمكّن الفريق أو تساعده على تحقيق الفوز بالمباراة، ويستخدم هذه الأساليب معظم مدربين هذه اللعبة، وبالتالي يجب معرفتها وتعلمها من قبل اللاعبين، وفيما يأتي ذكر لأهم الاستراتيجيات الهجومية الأساسية الواجب توفرها عند لاعبي كرة القدم:

  • استراتيجية الأخذ والانطلاق: (بالإنجليزية: The Give-and-Go) تقوم هذه الاستراتيجية على وجود لاعب مهاجم موجود في ظهر دفاع الخصم، ويبقى هذا اللاعب على استعداد لاستقبال الكرة من زميله في الفريق، وبعد وصول الكرة إليه يقوم بإعادتها إلى زميله الذي ركض مخترقاً دفاع الخصم مبتعداً عن الرقابة، وتستلزم هذه الاستراتيجية وجود حركات متسلسلة منتظمة، وتساهم في سهولة اختراق دفاع الخصم بوجود المدافع مع اللاعب الذي يمتلك الكرة، وتواري اللاعب الآخر عن رقابة الدفاع، وبالتالي الانفراد بالكرة أو ربما تسجيل هدف، وتحقيق نتائج جيدة للفريق.
  • الجري بشكل قطري: (بالإنجليزية: Diagonal Runs) تتمثّل هذه الاستراتيجية بجري اللاعب بشكل قطري وطلبه للكرة من زميله الذي يختار المكان الجيد لوضع الكرة، وإذا كان الجري متاحاً بشكل مستقيم (مع وجود منتصف الملعب وأسفل الخط الجانبي مفتوحاً) فلا بأس في طلب الكرة من زميله والجري نحو مرمى الفريق الخصم، ويُساهم ذلك في التغلب على دفاع الخصم واختراقه، حيث توجد بين المدافعين بعض الثغرات التي تدعم نجاح هذه الاستراتيجية إلا إذا تم تدريب الدفاع بشكل جيد على مواجهه هذه الاستراتيجية.
  • استراتيجية التبديل السريع: (بالإنجليزية: Quick Switches) تتمثّل هذه الاستراتيجية بتغيير اتجاه اللعب تماماً، بحيث يقوم اللاعب بتمرير الكرة إلى زميله الموجود في الجانب الآخر من الملعب، بعيداً عن رقابة مدافعي الفريق الخصم، وتستلزم هذه الاستراتيجية وجود لاعب وسط مركزي يمتلك مهارات جيدة في التمرير، ويستطيع استلام الكرة من لاعبي الجناح أو خَط الوَسط الجانبي، وبدوره يقوم بتوجيه الكرة نحو الجانب الآخَر من المَلعب، ومع توفّر الدقة والسرعة الكافية في ذلك فإن العملية ستحدث خطر هجومي قد يؤدي إلى تسجيل الأهداف.
  • استراتيجية الركض المتداخل: (بالإنجليزية: Overlapping Runs) تعتبر هذه الاستراتيجية واحدة من أفضل أساليب اللعب بدون كرة؛ فهي تتمثّل بوجود الظهير الأيمن أو الأيسر، واشتراكه في العملية الهجومية مع مهاجم فريقه من خلال جذب مراقبة مدافع الخصم، وبالتالي توفير المساحة الكافية أمام المهاجم، وفرصة أكبر لاختراق دفاع الخصم.
  • استراتيجية الهجمات المرتدة: (بالإنجليزية: Counter Attacks) تتمثّل هذه الاستراتيجية بتحوّل الفريق بشكل سريع من الحالة الدفاعية إلى الهجومية، حيث يتم تمرير الكرة من المدافعين إلى لاعبي خط الوسط ومنه إلى المهاجمين، على أن يتم ذلك بسلاسة، ودقة في التمرير، وسرعة في الأداء، ولعل أكثر أنواع الهجمات المرتدة انتشاراً هي منح الكرة للاعب خط الوسط، والذي بدوره يقوم بتمريرها نحو زميله الذي يركض بسرعة على طرف الملعب، وتُمثّل هذه الاستراتيجية الرائعة أسلوب لعب أساسي لدى بعض مدربي كرة القدم، ويستخدمها مدربون آخرون في حالات وظروف معيّنة.
  • استراتيجية التمريرات الطويلة: (بالإنجليزية: Long Ball Tactics) تتمثّل هذه الاستراتيجية بالتمرير الطويل للكرة، على أن يمتلك اللاعب القدرة على تمرير الكرة لزملائه اللاعبين الذين يركضون باتجاه مرمى الخصم ويتمركزون بعيداً عن المدافعين، وتتيح هذه الاستراتيجية مساحات أكبر أمام اللاعب لتسجيل الأهداف، وهي تُعتبر من الاستراتيجيات المناسبة للفرق التي تملك في صفوفها لاعبون ذوي إمكانيات جيدة في التمريرات العالية الطويل، والقدرة على رؤية الملعب بزاوية أكبر، ومنح اللاعب الكرة في المكان والوقت المناسبين، بحيث يمنحه الحرية بتوفير مساحة أكبر أمامه.

 

التكتيك الدفاعي

يتمتع فريق كرة القدم الناجح بوجود خطٍّ دفاعيٍ قوي ومترابط، ويمتلك مجموعة من المبادئ الدفاعية التي تمكّنه من حماية المرمى من هجمات الخصم، وفيما يأتي ذكر لأهم هذه المبادئ:

  • مبدأ التأخير: (بالإنجليزية: Principle of Delay) يتمثّل هذا المبدأ بضغط لاعب الدفاع على مهاجم الفريق الخصم، وتقييد حركته، ومنعه من المراوغة، أو التمرير إلى زميله المهاجم، أو حتى التسديد المباشر نحو المرمى.
  • مبدأ التغطية الدفاعية: (بالإنجليزية: Principle of Defensive Coverage) يتمثّل هذا المبدأ بمراقبة لاعب الدفاع للاعب المهاجم، ومنع وصول الكرات إليه، وعزله عن باقي اللاعبين، وبالتالي منعه من الوصول إلى المرمى.
  • مبدأ التوازن: (بالإنجليزية: Principle of Balance) يتمثّل هذا المبدأ بوجود التوازن والتفاهم بين لاعبي خط الدفاع، وبالتالي تحقيق ترابط أكبر فيما بينهم، وتحصين المرمى من أي هجمات خارجية، ويتحقق هذا المبدأ من خلال ضمان المساواة العددية للاعبي خط الدفاع أمام المرمى، وتعديل الوضع الدفاعي بناءاً على تحركات الفريق المنافس، وتغطية المساحات أمام لاعبي الهجوم والتنبؤ تحركاتهم تجاه المرمى وجعل مهمة الوصول إليه أكثر صعوبة، بالإضافة إلى القدرة على التحكم بسرعة اللعب وإجبار الفريق الخصم على ذلك، ودعم باقي أعضاء الفريق في خط الوسط والهجوم.
  • مبدأ التركيز: (بالإنجليزية: Principle of Concentration) يقوم هذا المبدأ على فهم لاعبي خط الدفاع لنوايا لاعبي هجوم الفريق الخصم، وبالتالي تقوية التحصين الدفاعي، والحد من المساحة المتاحة أمام المهاجمين، والمساهمة في استعادة الكرة من الفريق الخصم.
  • مبدأ الوحدة الدفاعية: (بالإنجليزية: Principle of Defensive Unity) يقوم هذا المبدأ على فهم لاعبي خط الدفاع لخطة لعب الفريق، وإدراكهم أهمية التقيّد بالتحركات، والمراكز، والمراقبة الموضوعة في خطة اللعب، بالإضافة إلى الوعي بتحركات باقي اللاعبين في ذات الفريق.

 

الصلابة الذهنية

تعتبر الصلابة الذهنية من المقومات الأساسية لنجاح لاعب كرة القدم، وهي تتمثّل بوجود كفاءات محددة في اللاعبين وهي كالآتي:

  • السيطرة على العواطف: تتمثّل بالقدرة على التحكّم بالمشاعر، ووجود دافع العمل، بالإضافة إلى الاستمرارية، وانصباب التركيز على الطموح والهدف بعيداً عن تأثير المشاعر والأحاسيس، كل ذلك وغيره يُساهم بشكل كبير في مواجهة اللاعب لتأثيرات الأخطاء والإصابات التي قد يتعرّض لها خلال لعب الكرة.
  • الوعي الذاتي: تتمثّل هذه الكفاءة بالقدرة على تكوين صورة فِعلية مستندة إلى ملاحظات دقيقة بعيداً عن الخيال وعدم الواقعية، ويُساعد ذلك على بقاء اللعبة ضمن مستوى المنافسة المطلوب، ومنع تطوّر التوقعات غير الواقعية.
  • الدافع الداخلي: تتمثّل هذه الكفاءة باتباع الهدف بعيداً عن الرغبة في الشهرة أو الشعبية الاجتماعية؛ فاللاعب الناجح يملك دافع الحُب في اللعب، وبالتالي لا يتكوّن لديه أي خيبة أمل أو إرهاق بسبب اللعب.
  • كفاءة التعاطف: تتمثّل هذه الكفاءة بامتلاك لاعب الكرة للقدرة الغريزية المعاونة والداعمة للآخرين بعيداً عن المصالح الشخصية، ويُساعد ذلك في منح الفريق روح الوحدة والترابط، وبالتالي تحقيق النتائج الإيجابية.
  • التواصل الاجتماعي: تتمثّل هذه الكفاءة بالفاعلية في التواصل مع الآخرين، وتحقيق القيم التنافسية، وبالتالي خلق فريق كرة قدم موحّد ومترابط، وقابل لتطوير أساليب مميّزة للعب.

 

احتراف كرة القدم كمهنة

تعدُّ كرة القدم حالها كحال باقي المهن؛ فهي مهنة للعديد من الناس، ويُمكن للشخص أن يُمارس هذه الرياضة ويحترف بها حتى تُصبح هي مهنته الأساسية، ويتطلب هذا وجود مستوى عالي من اللّياقة البَدنية الجسدية، وإظهار القدرة على سرعة البديهة وحدّة في التفكير، بالإضافة إلى تحقيق الاهتمام اللازم برياضة كرة القدم منذ الصغر، وهو ما أظهره العديد من لاعبي كرة القدم المحترفين باهتمامهم بهذه الرياضة والمشاركة في الفرق والأندية المحلية بالتزامن مع سنوات دراستهم؛ ففي البداية يلتحق اللاعب بفريق كرة قدم ذو مستوى منخفض، ومع تطور المهارات، ونمو الخبرة لديه يصعد بطريقه إلى فريق ذا مستوى أعلى، ويستمر في ذلك حتى يصل إلى الهدف والطموح.


يحصل اللاعب المحترف على دخل مادي مقابل لعبه في فريق رياضي ما، ويتم تحديد الأجر أو الراتب وفق مكان العمل، ومدى مهارة اللاعب؛ وعلى الرغم من صعوبة تحديد متوسط دخل لاعب كرة القدم، إلا أنه يُمكن تقديره بحوالي 25,000-35,000 دولار أمريكي خلال السنة للاعب الذي يلعب في فريق ذو تصنيف متدني، وقد يصل لبعض اللاعبين في الفرق المحترفة إلى 100,000 دولار خلال السنة، وقد تزيد هذه الرواتب أو تقل عن ذلك في حالات كثيرة.

شارك المقالة:
377 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook