إنّ الذكاءَ على الأغلب صفةٌ فطرية؛ تُولد مع الإنسان بدرجاتٍ متفاوتة، لكنه يستطيع اكتساب بعض الذكاء، عن طريق تطوير عاداته اليوميّة، وطريقة حياته، إلا أنّ الإنسان الذكيّ بالفطرة، تبرز صفاته بشكلٍ أكبر، وتكون تلك الصفات ظاهرةً للعيان، ونستطيع من خلالها، تمييز الشخص الذكي عن غيره، وفي هذا المقال سوف نتحدّث عن صفات الإنسان الذكي.
يتمتع الإنسان الذكي بمواصفاتٍ تظهر في تصرفاته اليوميّة، وأهدافه في الحياة، ورغم أنّ بعض الأذكياء يعمدون إلى إخفاء ذكائهم عن الناس؛ وفيما يلي نتحدّث بالعموم عن صفات الإنسان الذكي:
إنّ الإنسان الذكي؛ شجاعٌ بما فيه الكفاية؛ ليواجه ظروفه الصعبة، ومشاكل الحياة؛ أمّا الشخص الذي لا يتمتع بهذ الصفة، يُفضّل الاستسلام للمشكلة، وتركها تتفشى على حساب حياته، أو الهرب منها، وإدارة الظهر بدلاً من البحث عن حلّ؛ وطريقة حلّ المشاكل لدى الإنسان الذكي هي تلقي المشكلة بكل هدوء، ثم محاولة معرفة الأسباب وراءها، والبحث عن حلول مُجدية، ومُمكنة.
يتميّز الإنسان الذكي بأخذه القرار الجيد، في التوقيت المناسب؛ إذ إنّ بعض القرارات تتسم بالمنطقية، والفعالية في تحسين الحياة، والوصول للأهداف، وتجنّب المشكلات أيضاً، لكن في حال تمّ اتخاذها، وإخراجها إلى حيّز التنفيذ، دون دراسةِ ملائمتها مع الوقت الصحيح؛ لن تُحقق أيّ إفادةٍ أو منفعة.
يواجه الإنسان العاطفي مشاكل كثيرة في الحياة؛ لأنّه يعزل قراراته وتفكيره، عن الواقع والحقائق؛ أمّا الإنسان الذكي فيحكّم عقله في تقرير العديد من الأمور، وتظهر منطقيته أيضاً؛ خلال سلوكياته اليومية، وتخلُصِه من الأنشطة غير المُنتِجة، ومحاولة البحث عن أفضل الطرق لتحسين ظروف حياته، وتسهيل استثماره للفرص؛ بناءً على المنطق وليس التمنّي؛ لذا يتميّز الذكي بأنّه شخصٌ عملي، يفعل الكثير، ويترك المشاعر للأمور والمواقف التي تتطلب ذلك.
تزداد رغبة الإنسان الذكي في معرفة المزيد حوله؛ فتراه يُكثر من طرح الأسئلة المنطقيّة، ويوجهها لمن يحملون الإجابة عنها، وهو دائم التطوّر والبحث عن المعلومات، ولا يكتفي بتلقّي المعلومة؛ بل يقوده فضوله للمزيد من المعلومات التفصيليّة؛ التي تجعله مُدركاً لما يحيطه من أحداثٍ، وأنشطةٍ، وظواهر، أمّا الإنسان الذي يفتقد هذه الصفة، فلا تعنيه المعلومات أو تدفّقها؛ فهو لا يرى الأمور إلا ضمن مسارٍ واحد، والمعلومات الكثيرة تُظهر عجزه عن التعامل معها.
لا يخشى الأذكياء المواقف الصعبة؛ لأنّهم يُدركون مُسبقاً قدرتهم على التعامل معها، وعندما تتعاظم المشكلة؛ يلجأ الإنسان الذكي إلى رفع مستوى قدراته ليجابهها، ويستطيع الوصول للحلّ، وعندما تنتهي المشكلة بسلام يشعر بلذة المُنتصِر، ولا يشمل التحدّي التعامل مع المشكلات في الحياة وحسب، بل الوصول إلى الأهداف والمساعي المختلفة، وتجريب الطرق العديدة في سبيل تحقيقها.