البعض يمتلك المهارة الفطرية للرسم ولكنه يحتاج لمعرفة الأساليب المتبعة والاطلاع على لوحات فنية ليثري هذه الموهبة. أما إذا كان الشخص لا يستطيع الرسم ويرغب أن يمتلك هذه المهارة، فعليه أن يتحلى بالصبر وألا يستسلم بعد تجارب قد تكون محبطة، فالرسم كتعلم لغة جديدة يحتاج للمتابعة، والتطوير، كما يحتاج بعضاً من الوقت.
أقدم الرسومات المكتشفة تعود إلى الفترة الممتدة لأقدم من 40 ألف عام قبل الميلاد، منحوتة على جدران أحد الكهوف في جزيرة سولاويزي في أندونيسيا باستخدام الأدوات البدائية. وفي زمن الفراعنة، أي ما يقارب ثلاثة آلاف عامٍ قبل الميلاد، فقد زيّن الفراعنة جدران المعابد والمقابر برسومات مسطحة. ثم تطورت الرسومات عبر الفترات الزمنية من العصور الوسطى إلى عصر النهضة حتى القرن التاسع عشر، الذي بدأ فيه الفن يتحرر من قيود الكنيسة، إلى أن دخل الفن مرحلة جديدة في القرن العشرين، اتّسع فيها مفهومه كثيراً ليشمل مجموعة من الحركات الفنية؛ كالتعبيرية، والتجريدية، والتكعيبية وما بعد الحداثيّة وغيرها.
تختلف الأدوات المستخدمة باختلاف نوع اللوحة المراد رسمها، وفيما يلي ذكر لبعض الأدوات اللازمة في عملية الرسم:
توجد بعض النقاط الرئيسية من المهم معرفتها قبل البدء بالرسم، والتي تساعد على توجيه الشخص الذي ينوي تعلم الرسم، وتوسيع إدراكه للجوانب المختلفة في اللوحة الفنية.
تتنوع المصادر التي يمكن أن يعتمد عليها الرسام في رسم لوحاته، فيمكن أن يرسم مشهداً أو مجسّماً أمامه، وهو ما يسمى الرسم بالملاحظة، أو أن يرسم مشهداً سبق أن رآه، وهو ما يسمى الرسم من الذاكرة؛ وهي إحدى المهارات الرئيسية في الرسم لأن الرسم يعتمد على تذكر المشاهد وتفاصيلها، ويفضل بدايةً أن ينظر للمشهد كاملاً دون التركيز على جزئية واحدة حتى يتذكره، ثم يبدأ بالتدقيق في التفاصيل. كما يمكن لمن يريد الرسم أن يستخدم إبداعه في رسم مشاهد وأشياء من خياله، وهو ما يسمى الرسم باستخدام الخيال. ويمكن للرسام أن يستخدم أكثر من أسلوب في لوحته كاستخدام مشاهد من خياله، وإضافة عناصر للوحة من ذاكرته.
والاهتمام بالتفاصيل مهم جداً، وهو يعني الرؤية الدقيقة لتفاصيل الأشياء؛ كأشكالها، وملمسها، وانسجامها مع ما حولها، حتى يدرك الرسام الأشياء التي يريد رسمها، وهو جانب يحتاج بعض التمرين على الملاحظة الدقيقة لما حوله. والدقة في الرسم مطلوبة؛ ولكن قبل أن يدرك الرسام تفاصيل المنظر الذي أمامه هناك شيء أهم لإتقان اللوحة وهي المشاعر التي يثيرها مشهد ما في نفس الرسام، أو الانطباع الذي يتركه فيه، مما يجعله يعبر عنه بالرسم بجمالية أكثر. وقد تكون اللوحة غير منقولة تماماً بكامل تفاصيلها في الطبيعة، لكن ذلك لا يؤثر في جودتها إذا كانت لوحة مبنية على المشاعر.
حتى يستطيع الرسام أن يبدأ الرسم عليه أن يفهم ويدرك الشكل أو البيئة المراد رسمها.
أساسيات الرسم هي الجوانب التي تتحكم بدقة العناصر في اللوحة، وهي موجودة في طبيعة الأشكال والأجسام، ولكننا لا نقرؤها لأنها أصبحت من الأشياء المعتادة، وهي مهمة في الرسم لإظهار اللوحة بصورة صحيحة. ومن هذه الأساسيات: