اعتلال الكلية الغشائي تشخيصه وعلاجه

الكاتب: د. ايمان شبارة -
اعتلال الكلية الغشائي تشخيصه وعلاجه

اعتلال الكلية الغشائي تشخيصه وعلاجه.

التشخيص

قد لا يسبب اعتلال الكلية الغشائي أي علامات أو أعراض. في بعض الأحيان، يتم تشخيص المرض عند إجراء اختبار البول الروتيني — الذي يُجرى لأسباب صحية أخرى — يوضح ارتفاع مستويات البروتين في البول (البيلة البروتينية).

إذا كنت تُعاني علامات أو أعراضًا للبروتين في البول، فسيطرح الطبيب أسئلة حول تاريخك الطبي، ويجري فحصًا جسديًا كاملاً. سيتم فحص ضغط دمك.

يمكن أن تكشف اختبارات الدم والبول والتصوير لطبيبك مدى كفاءة عمل الكلى، وتشخص اعتلال الكلية الغشائي. ويمكنها أيضًا المساعدة في استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة لأعراضك.

تتضمن الاختبارات التي يمكن إجراؤها ما يلي:

  • اختبار البول (تحليل البول). يمكن أن يُطلب منك توفير عينة بول حتى يتمكن الطبيب من قياس مقدار البروتين في البول.
  • اختبارات الدم. تسمح عينة الدم للطبيب التحقق من ارتفاع نسبة الكوليسترول، وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية، وارتفاع السكر في الدم وغيرها من العوامل التي قد تؤثر على الكلى. يوفر اختبار الكرياتينين في الدم المعلومات حول وظائف الكلى. يمكن إجراء اختبارات الدم الأخرى للتحقق من وجود أمراض المناعة الذاتية أو العدوى الفيروسية التي يمكن أن تسبب تلف الكلى، مثل التهاب الكبد بي أو سي.
  • اختبار معدل الترشيح الكبيبي (GFR). يقدر اختبار معدل الترشيح الكبيبي مستوى وظيفة الكلى، ويمكن أن يساعد طبيبك في تحديد مرحلة مرض الكلى.
  • فحص الأجسام المضادة للنواة (ANA). يبحث اختبار الدم هذا عن الأجسام المضادة للنواة، والمواد التي يمكنها مهاجمة أنسجة الجسم. تُعد المستويات المرتفعة من الأجسام المضادة للنواة علامة على الإصابة بمرض مناعي ذاتي.
  • فحص الكلى باستخدام الموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي المحوسب (CT). تتيح فحوصات التصوير للطبيب رؤية بنية الكليتين والجهاز البولي.
  • خزعة الكلى. يزيل الطبيب قطعة صغيرة من الكلى لفحصها تحت المجهر. عادةً ما يتعين إجراء خزعة للكلى لتأكيد التشخيص. وبوسعها إطلاع الطبيب على نوع مرض الكلى الذي تُعانيه، ومدى التلف في الكلى، والعلاجات التي قد تعمل بشكل أفضل.
  • اختبار مستضد مستقبلات فسفوليباز A2 (PLA2R). يبحث هذا الاختبار الجديد للدم عن بعض المواد المناعية المتعلقة باعتلال الكلية الغشائي. وقد أن يساعد في تأكيد المرض أو استبعاده عندما لا يمكن إجراء خزعة. تُعد المستويات المرتفعة من هذه الأجسام المضادة علامة على الإصابة بمرض مناعي ذاتي. لقد تم ربطهما بزيادة خطر تدهور وظائف الكلى.

العلاج

يعتمد علاج التهاب أغشية كبيبات الكلى على معرفة مسبب المرض وعلاج الأعراض. لا يوجد علاجٌ محدد لها.

إلا أن عددًا يصل إلى ثلاثة من كل 10 مصابين بالتهاب أغشية كبيبات الكلى تختفي أعراضهم تمامًا بعد مرور خمس سنواتٍ بدون علاج. بينما تصل نسبة الذين تختفي أعراضهم جزئيًا من 25 إلى 40 في المائة.

في الحالات التي يحدث فيها التهاب أغشية كبيبات الكلى بسبب الأدوية أو أية أمراضٍ أخرى — كالسرطان — يساعد التوقف عن الدواء أو علاج المرض على تحسن هذه الحالة.

خطر منخفض من الإصابة بمرض الكلى المتقدم

إذا كنت مصابًا باعتلال الكلية الغشائي، يمكن اعتبار أن لديك خطرًا منخفضًا من الإصابة بمرض الكلى المتقدم في خلال الخمس سنوات التالية، إذا:

  • بقى مستوى البروتين في البول أقل من 4 جرام يوميًا لمدة ستة أشهر
  • بقى مستوى الكرياتينين في الدم في المعدل الطبيعي لمدة ستة أشهر

إذا كنت عرضة لخطر الإصابة بمرض الكلى المتقدم، فإن علاج اعتلال الكلية الغشائي يبدأ عادة باتخاذ الخطوات التالية:

  • تناول أدوية ضغط الدم. يصف الأطباء عادةً مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين 2، للحفاظ على التحكم في ضغط دمك.
  • التورم (الاستسقاء). تساعد حبوب الماء (مدرات البول) في إزالة الصوديوم والماء من الدم.
  • السيطرة على الكوليسترول. يتم استخدام الأدوية التي تسمى الستاتينات للسيطرة على الكولسترول لديك.
  • يقلل من خطر تجلط الدم لديك. يكون الأشخاص المصابون باعتلال الكلية الغشائي أكثر عرضة للإصابة بتخثر وريدي عميق أو الانصمام الرئوي. قد يصف الأطباء مُسيلات الدم، أو مضادات التخثر، لمنع هذه الأحداث الخطيرة.
  • امتنع عن تناول الكحول. يمكن أن يزيد الملح من مستويات بروتين البول. كما أنه يجعل جسمك يحتفظ بالسوائل. تحقق من محتوى الملح في الأطعمة والمشروبات والبهارات.

يفضل الأطباء بشكل عام تجنب استخدام الأدوية القوية (التي يمكن أن تُسبب آثارًا جانبية كبيرة) في وقت مبكر من مسار المرض، عندما يكون هناك احتمال أن يتحسن المرض من تلقاء نفسه.

معدل خطر الإصابة المتوسط إلى المرتفع بأمراض الكلى المتقدمة

قد يوصي طبيبك بعلاج أكثر تركيزًا عند زيادة كمية البروتين في البول. كلما زادت كمية البروتين في البول (البيلة البروتينية)، زاد خطر إصابة الكليتين والشعور بالعافية.

استند الأطباء في تقييمهم للخطر في الماضي إلى كمية البروتين في البول مع مرور الوقت:

  • خطورة معتدلة. يبقى مستوى البروتين في البول بين 4 و8 جرامات يوميًا ويكون مستوى الكرياتينين في الدم طبيعيًا أو أقرب للطبيعي لمدة ستة أشهر من الملاحظة. يُصاب حوالي نصف الأشخاص الذين يظهرون هذه العلامات بأمراض الكلى الخطيرة في خلال خمسة أعوام.
  • خطورة عالية. يكون مستوى البروتين في البول أعلى من 8 جرامات باستمرار يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أو تكون وظيفة الكلى أقل من الطبيعي أو تتدهور إلى ما دون الطبيعي في أثناء فترة الملاحظة. من المرجح أن يُصاب 3 من كل 4 أشخاص يظهرون هذه العلامات بأمراض الكلى الخطيرة في خلال 10 أعوام.

يتيح النهج الجديد في تقييم الخطر للأطباء تقييم مستويات الأجسام المضادة في الدم بالإضافة إلى مقدار البروتين في البول. كما يساعد هذا النهج الأطباء في تحديد الكيفية التي ستستجيب بها للعلاج.

إذا كان لديك معدل خطر إصابة متوسط إلى مرتفع بأمراض الكلى المتقدمة، فقد يتحدث إليك طبيبك عن هذه العلاجات لاعتلال الكلية الغشائي:

  • الستيرويدات وعقار العلاج الكيميائي. إذا استمر مستوى البروتين في البول في الارتفاع، فقد يصف لك طبيبك أدوية الكورتيكوستيرويد مع عقار العلاج الكيميائي لتثبيط جهازك المناعي. يمكن أن يقلل هذا مستوى البروتين في البول ويوقف عملية التقدم نحو الفشل الكلوي. ومع ذلك لا تساعد الأدوية المثبطة للمناعة جميع الأشخاص. كما يمكن أن يكون لها آثار جانبية كبيرة. قد تظهر بعض الآثار الجانبية لعقاقير العلاج الكيميائي — مثل خطر الإصابة بالسرطان أو العقم — بعد سنوات طويلة من تناول العقار.
  • السيكلوسبورين. إذا كنت لا ترغب في تناول عقار العلاج الكيميائي أو لا تستطيع تحمله، فقد يكون سيكلوسبورين (العقار المثبط لكالسينيورين) هو الخيار.
  • ريتوكسيماب (ريتوكسان). ساعد ريتوكسيماب بعض الأشخاص الذين لم يتحسنوا مع العلاج المثبط للمناعة. تشير الدراسات إلى أنه يعمل على الأقل بنفس فعالية العلاج بالستيرويد. يقتل هذا الدواء الخلايا البائية في الجهاز المناعي — الخلايا التي تنتج المواد، التي تُسمى الأجسام المضادة، والتي تلحق الضرر بالكُبيبات. ولكنها باهظة التكلفة ولا يغطيها التأمين عمومًا.

يعود المرض أحيانًا بعد انتهاء العلاج. حدث هذا للأشخاص الذين يتناولون أي نوع من أنواع مثبطات المناعة. في بعض الحالات، إذا لم تنجح الجولة الأولى من العلاج أو حدثت لك انتكاسة، فقد تستطيعين الاستفادة من جولة ثانية منه. تحدث إلى طبيبك عن أفضل خطة علاجية لك.

شارك المقالة:
244 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook