الإخلاص في العمل

الكاتب: علا حسن -
الإخلاص في العمل.

الإخلاص في العمل.

 

الإخلاص

قد تحرف نيّة المسلم بعض الشّوائب والعيوب الّتي تُحدث خللاً فيها، ممّا يؤدّي إلى حدوث النّقص في عمله أو قوله، وبالتّالي عدم قبولهما عند الله تعالى، ومن هذه الشّوائب: الرّياء؛ والّذي بدوره يؤدي إلى حب الإنسان لإنجاز الأفعال، أو قول القول أمام النّاس، طالباً بذلك أن يصبح له مكان عندهم، وأن يشتهر بينهم بما يفعل، والرّياء يعدّ من صفات المنافقين، فقد قال تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّـهَ إِلَّا قَلِيلًا)، والشّائب الآخر هو رغبات نفس الإنسان، وهي قيامه بالفعل بهدف مدح النّاس له، وحبّه، والقرب منه، والابتعاد عن ذمّه، وكلا هذين الشّائبين فيه خطورة تؤدّي إلى عدم قبول العمل عند الله تعالى، فهنا يأتي دور الإخلاص لله تعالى في القول والعمل لتصفية النّية وتنقيتها من هذه الشّوائب.

كيفيّة الإخلاص لله في العمل

على المسلم أن يخلص لله تعالى في عمله، وقوله، ونيّته، وحتى يحقّق الإخلاص فعليه التّحلي بالصّفات الخاصّة بالإخلاص، والقيام ببعض الأفعال الّتي تؤدّي لتحقيق ذلك، وفيما يأتي بيانٌ لبعض هذه الصّفات والأعمال

  • السّعي لعدم إظهار العمل الّذي يقوم به، فالمسلم المخلص بصدقٍ لله تعالى في عمل لا يحبّ أن ينظر النّاس إليه.
  • الرّهبة من أن يشتهر المسلم بما يفعل.
  • الشّعور دائماً بأنّ ما فعله الشخص ليس كاملاً، وأنّه ما زال مقصّراً في حقّ الله تعالى.
  • الخوف من عدم القبول.
  • مساواة مدح النّاس له وذمّهم فيما يفعل، فلا يعجب بنفسه إن كان هنالك مدحٌ كثير، ولا يغضب منها في حالة ازدياد الذّم.
  • الاستفادة من أخبار وقصص من أخلصوا في حياتهم، واتّباعهم.
  • الحرص على العلم بأهميّة الإخلاص لله تعالى، وأثر ذلك على فعل المسلم وحياته، فالإخلاص إذا تحقّق فذلك يعني أن عمل المسلم قد قُبِل.
  • التّقرب إلى الله تعالى بالدّعاء، والإكثار منه.
  • استحضار المسلم قرب الله تعالى منه، وحبّه له، وأنّه لولا الله تعالى لما كان شيئاً، وأنّ كلّ ما يحصل له من خيرٍ وبركةٍ في حياته هو من توفيق الله تعالى له.
  • النّظر دائماً إلى الجوانب الّتي يقصّر فيها، والأخطاء الّتي يقع فيها.
  • الشّعور الدّائم بالخوف من الله تعالى، وأنّه مطّلعٌ عليه، وعلى ما يكنّ قلبه.
  • الحرص على أداء العبادات غير الظّاهرة للنّاس، والإكثار من أدائها، ومنها: صلاة اللّيل، والصّدقة، والبكاء من خشية الله تعالى.
  • استشعار عظمة الله تعالى، وقوّته، وقدرته، وعبادته حقّ العبادة.

    ثمرات الإخلاص

    إذا حقّق المسلم الإخلاص في أمور حياته فإنّه سينال الثّمار المترتّبة على ذلك، وفيما يأتي بيانٌ لبعضٍ من ثمار الإخلاص

    • الإخلاص سببٌ في دخول جنّات النّعيم، والاستزادة من نعيمها.
    • علوّ الدّرجات، والرّفعة، والعزّة في الدّنيا والآخرة.
    • حفظ المسلم من كلّ أذىً يكاد يصيبه، وحفظه من وساوس الشّيطان وتسلّطه عليه.
    • حصول البركة، والدّوام في العمل الّذي يفعله المسلم.
    • تنقية نفس المسلم، وتصفيتها من الأحقاد، والضّغائن، والأمراض القلبيّة.
    • غفران ذنوب المسلم المخلص لله تعالى، ومحو سيّئاته.
    • تفريج ما يضيق على المسلم، ويشقّ عليه، وما يحدث في داخله من همّ وغمّ.
    • اكتساب شفاعة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم القيامة.
    • الإخلاص سببٌ في رضا الله تعالى، والنّجاة من غضبه.
شارك المقالة:
246 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook