الإعجاز العلمي في القرآن الكريم من المسائل الأساسية التي نوقشت مؤخرًا باستفاضة، خصوصًا مع تطابق ما ورد في القرآن الكريم من مسائل علمية مع النظريات التي توصل إليها العلم الحديث، ولا تقتصر الإشارات العلمية في القرآن الكريم إلى إعجازٍ واحدٍ أو اثنين، بل إلى مئات المواضع من صور الإعجاز العلمي، حيث تطرّق القرآن الكريم إلى ذكر مسائل علمية كانت مجهولة ومغيّبة تمامًا عن الناس، مثل التخاطب بين النمل، وهي إشارات علمية تتعلق بالكون والحياة والإنسان والأرض والحيوانات وحتى الحشرات، وهذا دليلٌ على أن الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام-، لا ينطق عن الهوى، خصوصًا أن العلماء استطاعوا استنباط الكثير من الحقائق العلمية من خلال التدبّر في آيات القرآن الكريم
التخاطب بين النمل من صور الإعجاز العلمي التي وردت في القرآن الكريم في سورة النمل، وذلك في قوله تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} ، إذ يُشير القرآن الكريم في التخاطب بين النمل وتحذير النمل لبعضه البعض من أن تدوسهم أقدام نبي الله سليمان وجنوده، واعتذرت عن سليمان -عليه ىالسلام- بقولها: وهم لا يشعرون، وهذا دليلٌ على تخاطب النمل صوتيًا مع بعضه البعض.
وقد أظهرت الاكتشافات الحديثة أن للنمل لغة تخاطب فريدة من نوعها ومنظورة ومتقدمة جدًا، وتم الكشف عن ذلك من خلال وضع ميكروفونات وسماعات ذات دقة عالية جدًا في مساكن النمل، مما مكّن العلماء من اكتشاف أصوات النمل وأنه التخاطب بين النمل يحصل بشكلٍ يومي ودوري، إذ إنّ ملكة النمل تصدر أوامرها للعمال وتم سماع هذه الأصوات بالسماعات الدقيقة جدًا، التي أظهرت وجود ردود أفعال منتظمة من النمل، بإبراز قرونه الاستشعارية ورفع الفك والاستعداد لأي خطر قادم.
في القرآن الكريم الكثير من صور الإعجاز العلمي التي لا تقتصر على جانبٍ واحد فقط، فقد ذكر القرآن الكريم جوانب إعجاز علمي تتعلق بالكون وما فيه من مجرات وكواكب ونجوم وشهب ونيازك، بالإضافة إلى نشأة الأرض وظاهرة الانفجار الأعظم، كما ورد فيه إشارة غلى التخاطب بين النمل، وهو ما لم يخطر على بال بشر في الوقت الذي نزل فيه القرآن الكريم، ولا يقتصر هذا على الإعجاز العلمي فقط، بل يوجد أيضًا فيه الكثير من صور الإعجاز البياني الموجودة في مئات من المواضع في القرآن الكريم، ومن أهم صور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ما يأتي: