إنَّ الإعجاز في اللغة هو مصدر للفعل أعجز هو أن يقوم الإنسان بأمر خارج عن القدرة البشرية، فيُقال أعجز فلان، وقد ظهر مصطلح الإعجاز العلمي مؤخرًا ومعناه في الاصطلاح هو إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية المباركة بحقائق علمية منذ قرون طويلة وهذه الحقائق لم يكتشفها الإنسان إلَّا في السنوات القليلة الماضية، وهذه الحقائق التي أخبر بها القرآن الكريم أو السنة النبوية تدلُّ على إعجاز النصوص الإسلامية المقدسة، وتشير بالبنان إلى صدق هذا الدين وتدلُّ على أنَّ القرآن كتاب معجز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهذا المقال سيسلط الضوء على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية.
يُعرَّف القرآن الكريم على أنَّه واحد من الكتب المساوية التي أرسلها الله -سبحانه وتعالى- للناس أجمعين وهو آخر الكتب السماوية للناس، وقد نزل القرآن الكريم على رسول الله محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- ليبلغه للناس أجمعين، نزل في ليلة القدر أولًا ثمَّ استمر بالنزول تدريجيًا حتَّى وفاة رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- ويعتبر القرآن الكريم المصدر التشريعي الأول من مصادر التشريع الإسلامي، وهو كلام الله المعجز الذي شرَّع فيه التشريعات وسنَّ القوانين ووضع الحدود التي على المسلمين جميعها الالتزام بها، وجدير بالذكر إنَّ القرآن الكريم هو معجزة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الكُبرى، فقد نزل القرآن الكريم على العرب أهل الفصاحة والبيان، نزل بلغتهم التي كانوا يتباهون ببلاغتهم وفصاحتهم، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}أنزله بلغة العرب تحديًا لهم أن يأتوا بآية من مثله، قال تعالى: {وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، ولأنَّ القرآن الكريم كلام الله فقد أخبر بحقائق علمية وغيبية كثيرة ثبتت مؤخرًا أدَّت إلى دحض افتراءات كثير من أعداء الدين وبيّنت أن هذا الكتاب منزل من الله تعالى لا يمسه النقص أبدًا، قال تعالى في محكم التنزيل: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} والله أعلم.
قبل الدخول في الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المباركة لا بدَّ من الإشارة إلى تعريف السنة النبوية عند أهل العلم، وقد وردت تعريفات كثيرة للسنة النبوية المباركة تتفق في المعنى وتختلف في قليل من الجزئيات فيما بينها، وفيما يأتي مجموعة من أبرز تعريفات السنة النبوية المباركة