يقول -تبارك وتعالي- في محكم التنزيل: {للَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ، ويقول في موضعٍ آخر أيضًا: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا}وفي هذه الآية العظيمة إعجازٌ علمي لم يكتشفه العلماء إلا في العصر الحديث بعد تطور العلم والأجهزة وظهور العديد من النظريات والاكتشافات، إذ تُشير هذه الآية إلى حقيقة أن الله تعالى لم يجعل للسماء أعمدة تمسكها، وأنها ثابتة بقدرة الله تعالى كما أن النجوم والكواكب موجودة في الفضاء كما هي السماء وهذا بقدرة الله تعالى الذي جعلها كذلك بقوى التجاذب التي أثبت وجودها العلم الحديث، إذ كان الناس قديمًا يعتقدون بوجود أعمدة للسماء، وهذا ما نفاه العلم الحديث، كما كان يقول الناس: إن للسماء أعمدة لكن لا أحد يراها، وهذا ما نفاه الله تعالى في القرآن الكريم ويبتت صحته ومنطقيته فيما بعد.
جعل الله تعالى القرآن الكريم كتابًا شاملًا وكاملًا لا تشوبه أي شائبة، وعلى الرغم من أنه كتابٌ يتحدث بصورة عامة عن أحكام الدين والعبادة، إلّا أن الله تعالى ذكر فيه الكثير من صور الإعجاز العلمي إضافة إلى الإعجاز البياني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وقد ذُكر في القرآن الكريم أكثر من سبعمئة وخمسين حقيقة علمية وردت في مواضع متفرقة، كما أن يعض صور الإعجاز العلمي جاءت نفسها في أكثر من آية، وهذا كله دليلٌ على صدق رسالة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، ومن أهم ما ذُكر من أعجاز علمي في القرآن الكريم ما يأتي