التطور الثقافي في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
التطور الثقافي في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

التطور الثقافي في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية.

 
منطقة الحدود الشمالية منطقة فتية، ومع ذلك فهي ليست غفلاً من سبل بث الثقافة ووسائلها، بل إن ما فيها من السبل الثقافية والمعرفية قد يتجاوز حداثة عمرها. فقد صدرت فيها بعض المجلات، وضمت ناديًا رياضيًا له نشاطه المميز في الحقل الاجتماعي والثقافي، كما أدت إدارة التعليم دورًا مميزًا في سدها كثيرًا من الثغرات الثقافية.
 
 إصدارات تعليم المنطقة
 
أ - نشرة تعليم عرعر:
 
صدر منها ثلاثة أعداد منذ بدايتها في عام 1420هـ / 1999م، وقد تكونت لجنتها الإشرافية: من المشرف العام على النشرة عبدالرحمن بن أحمد الروساء مدير عام التربية والتعليم في المنطقة، وهيئة تحرير تضم لجنة الإعلام التربوي في المنطقة، أما رئاسة التحرير فكانت للأستاذ صالح بن جرمان الرويلي. وهي نشرة مقتضبة تعنى بأخبار المنطقة التربوية والتعليمية وأخبار الأسرة التربوية.
 
ب - دليل الطلبة المتفوقين:
 
وهو إصدار سنوي يتضمن أسماء الطلبة المتفوقين في منطقة الحدود الشمالية في مختلف المراحل التعليمية، وكل ما يتعلق بالمعلومات الخاصة بهم مثل ما حققه كل منهم من درجات، وأسماء مدارسهم، ومراحلهم التعليمية. وتقوم وحدة التوجيه والإرشاد بتعليم منطقة الحدود الشمالية بالإشراف على إخراج هذا الدليل الذي يصدر على شكل كتاب يوزع على جميع مدارس المنطقة. كما أن هناك بعض الإصدارات الموسمية، مثل: معرض الإدارة المدرسية، وهو عدد خاص صغير صدر بمناسبة معرض الإدارة المدرسية في منطقة الحدود الشمالية أعده الأستاذ عيد بن محمد عويش الرويلي، تضمن كلمات لمدير عام التربية والتعليم، وبعض القيادات التربوية في المنطقة.
 
 التلفزيون
 
 تلفزيونات التابلاين: 
 
عرفت هذه المنطقة وسائل مختلفة من البث والإرسال التلفزيوني منذ نشوئها، إذ أدخلت شركة (أرامكو) وشركات خط الأنابيب (التابلاين) هذه الوسيلة إلى كل محطاتها الممتدة على طول الطريق الواصل بين القيصومة وطريف، وقد عرفه الأهالي في وقت مبكر جدًا ليس فقط مقارنة مع باقي مناطق المملكة العربية السعودية بل مقارنة بالعالم العربي بأكمله. وقد كانت برامجه الموجهة إلى الأهالي تحتوي على البرامج التثقيفية العامة سواء في مجال الصحة أو في مجال المصلحة العامة. وما إن تطورت هذه الوسيلة محليًا حتى افتتح مركز التلفزيون الرسمي في عرعر عام 1401هـ / 1981م.
 
التلفزيون السعودي:
 
بدأ إرسال القناة الأولى يصل إلى المنطقة، وبعد إنشاء مركز تلفزيون عرعر أصبح البث جزءًا من تلفزيون الدولة الرسمي. والمركز يقوم بأعماله المختلفة وأنشطته الحيوية لتغطية مراكز منطقة الحدود الشمالية: رفحاء، والعويقيلة، وطريف، والجديدة، إضافة إلى عرعر. وقد أصبح مركز تلفزيون عرعر متكامل التجهيزات ويبث قنوات المملكة الرسمية المختلفة: القناة الأولى، والثانية، والقناة الإخبارية، والقناة الرياضية إضافة إلى بثه إذاعة القرآن الكريم، والبرنامج الثاني، وإذاعة إف.إم لإذاعة مركز بث الشرق الأوسط (mbc).
 
ولما كان تلفزيون عرعر نافذة حيوية لبث الثقافة والفكر فقد أسهم بفعالية في إثراء الحقل الثقافي من خلال البرامج الرسمية وما يبثه محليًّا. فهو يقدم خدمته الإخبارية المحلية، وتغطية أخبار مسؤولي المنطقة، والفعاليات الرسمية والمهمة في المنطقة، وإنجاز بعض التغطيات المكثفة لما تمر به المنطقة من نهضة عمرانية وتعليمية. والمشاهد في المنطقة أَلِفَ مشاهدة (التقرير المسائي) الذي ينقل إليه أخبار المنطقة، وكذلك برنامج (يوم جديد)، إضافة إلى البرامج المفتوحة والتقارير المختلفة. كما يشرف تلفزيون عرعر على إنتاج عدد من البرامج التي أخرجها وأنتجها كادره المحلي، ومنها برامج؛ الصيف والناس، والشباب والإجازة، وجولة في مدينة، وموقع من بلادي، وجولة سياحية.
 
ولا شك أن لهذه البرامج دورًا مهمًّا سواء من الناحية الإخبارية أو من الناحية المعرفية الثقافية. ولما كان تلفزيون عرعر يسعى إلى تجسيد أنماط الحياة وخدمتها فإنه أنشأ من البرامج ما يخدم البيئة وطبيعة أهلها. وهنا نجد البرامج التي تعنى بالقنص، خصوصًا قنص الطيور، وبرامج الربيع، وبرامج المناسبات التي تقام في المنطقة. ويجري العمل على إنتاج برنامج شعبي شهري يعكس اهتمامات أهل المنطقة. وقد مرَّ المركز التلفزيوني بمراحل تطويرية متتابعة لعل آخرها تنفيذ مشروع حقن البرامج التلفزيونية عن طريق أنابيب الألياف البصرية من عرعر إلى المراكز التلفزيونية المختلفة بالمملكة العربية السعودية.
 
وكان أول مذيع في تلفزيون عرعر الأستاذ صالح بن حمود القاران بين الأعوام 1401 و 1410هـ / 1981 و 1989م، وخلفه شقيقه الأستاذ خلف بن حمود القاران مديرًا للمركز. كما أن أول برنامج أنتجه المركز كان (جمال الشمال) وهو برنامج منوع من تقديم صالح بن حمود القاران، وأول حوار أجراه المركز كان مع الشيخ الأديب المعروف إبراهيم بن محمد الحسون  
 
 الفنون
 
على الرغم من أن منطقة الحدود الشمالية تفتقر إلى منافذ الفن المختلفة، إلا أن أبناءها طرقوا شتى فروع الفنون من تمثيل وفنون تشكيلية. ففي مجال التمثيل شارك الفنان محمد الطويان في مسلسلات تلفزيونية مختلفة وقام بدور البطولة في مسلسل (عودة عصويد) الذي بثه التلفزيون السعودي. أما في مجال الفنون التشكيلية والنحت، فإن أبناء المنطقة وجدوا متنفسهم الوحيد في كلية المعلمين التي تدرس هذا الفن أكاديميًا ليشبع رغبات من لديه الموهبة أو الميل إلى هذا المجال. ولم يقتصر هذا الدور على أبناء المنطقة بل كان لبنات المنطقة دور ريادي في هذا المجال بفضل الدور البارز الذي تؤديه كليات التربية للبنات، خصوصًا في مدينة عرعر، إذ كان لإحدى دفعات طالبات تخصص الاقتصاد المنـزلي دور فعال في مجال الفن غطته صحيفة الرياض بتوسع واهتمام؛ فقد كتب راضي العنـزي تحقيقًا مفصلاً عن هذا النشاط تحت عنوان " فنون التراث تحاكي دور المرأة العربية قديمًا في جزيرة العرب " غطى فيه المعرض الفني الذي أقامته طالبات الاقتصاد المنـزلي (السنة الثالثة) في كلية التربية للبنات في مدينة عرعر، ليخلص إلى أن من المشاركات من تميزن فنيًا:
 
" بل إنهن يكدن - لو أتيحت لهن الفرصة - أن يضاهين الكثير من الفنانات التشكيليات السعوديات، خصوصًا إذا عرف القارئ أن الشمال أو المنطقة الشمالية تعد أرضًا خصبة لتأهيل وصقل مواهب الفنانين والفنانات الصغار في مرحلة الدراسة بل وفي المرحلة الجامعية، ومشهود لهم ولهن بالتميز فنيًا، والدليل أن لبعض الطالبات تاريخًا تليدًا لسنوات مضت حصدن فيه عددًا من المراكز الأولى والجوائز المشرِّفة. و (الجنادرية) و (أرامكو) و (الوطن في عيون أطفالنا) بل حتى دولة (الصين)؛ إنما هي أسماء لمسابقات محلية ودولية تشهد لأبناء وبنات الحدود الشمالية بالإنجازات الفنية المتواصلة " 
 
 
شارك المقالة:
187 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook