بدأ التعليم النظامي الحقيقي في منطقة الباحة في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - عندما أنشئت عام 1353هـ/1934م أول مدرسة في المنطقة باسم المدرسة الابتدائية التحضيرية الأميرية وذلك في بلدة الظفير، العاصمة الإدارية للمنطقة آنذاك. وقد قام بالتدريس فيها عند قيامها عدد من الأساتذة والمشايخ الفضلاء مثل الأستاذ "شاكر بن علي من أهالي مكة المكرمة، والشيخ عبدالحي كمال من الطائف وإخوانه الكرام أحمد وحسين، والشيخ ابن هليل والشيخ عبدالعزيز بن رشيد والشيخ عبدالعزيز بن دحيم والشيخ محمد بن سليم". وكان التدريس فيها على فترتين: صباحية ومسائية، وكانت شهادة هذه المدرسة تؤهل الطالب لدخول الثانوية وتؤهله كذلك للعمل في التدريس إذا دعت الحاجة إلى ذلك  . 

 

ثم افتتح بعدها عدد من المدارس  في أمكنة متفرقة من المنطقة كانت رائدة في مجال تعليم أبناء المنطقة وتثقيفهم، وهذه المدارس هي تباعًا: (مدرسة بالرقوش، والمدرسة السعودية ببلجرشي، ومدرسة بني ضبيان، ومدرسة بني كبير، ومدرسة رغدان، ومدرسة العصداء). فقد عمل كثير من خريجي هذه المدارس في مجال التعليم وأسهموا بدورهم في تعليم الأجيال التالية لهم، هذا على الرغم من أن بعضهم سافر لإكمال تعليمه في المناطق القريبة من المنطقة وبخاصة الطائف، إذ حظيت دار التوحيد فيها بأكبر عدد منهم  

 

وفي عام 1380هـ/1960م، افتتحت أول مدرسة متوسطة في بلجرشي، ثم تلا ذلك افتتاح عدد من المدارس المتوسطة الأخرى. أما التعليم الثانوي فلم يبدأ في المنطقة إلا في عام 1387هـ/1967م عندما افتتحت ثانوية بلجرشي، ثم تلاها افتتاح مدارس أخرى تغطي كل المنطقة. وهكذا استمر نموُّ التعليم ينمو في منطقة الباحة باطِّراد في السراة وتهامة والبادية خصوصًا بعد افتتاح معتمدية التعليم في بلجرشي عام 1374هـ/1955م، وتحويلها إلى إدارة تعليم عام 1377هـ/1957م. وقد بلغ عدد المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية عام 1423هـ/2002م 271 مدرسة يتعلم فيها ما يقرب من 25228 طالبًا، ويعلم فيها ما يزيد على 3234 معلمًا