يعتبر مبحث التّفخيم والتّرقيق أحد أقسام علم التّلاوة والتّجويد، ويعرّف التّفخيم لغةً "التّسمينُ والتّغليظُ"، واصطلاحًا "تغليظ الحرف أو تسمينه، وذلك بجعله في المخرج سمينًا وفي الصّفة قويًّا"، والتّرقيق لغةً "التّنحيف، ونقيض الغليظِ والثّخين"، ويعرّف اصطلاحًا "بأنّه تنحيف الحرف، بجعله في المخرج نحيفًا وفي الصّفة ضعيفًا"، وسيتناول المقال أقسام التّفخيم والتّرقيق في القرآن الكريم، وأرجح الأقوال في مراتب التّفخيم والتّرقيق عند علماء التّجويد.
أفرد علماء التّلاوة والتّجويد مبحثًا خاصًّا "لمخارج الحروف وصفاتها"، وذُكرت على الدوام قبل مبحث "التّفخيم والتّرقيق في القرآن الكريم"، وذلك لارتباطهما الوثيق في تقسيم الحروف تفخيمًا وترقيقًا من حيث المخرج والصّفة، حيثُ تقسّم الحروف الهجائية من حيث التّفخيم والتّرقيق في القرآن الكريم، إلى ثلاثة أقسام:
وهي الحروف المستعلية دون استثناءٍ شيءٍ منها، والمجموعة في "خصّ ضغطٍ قِظ"، وتفخّم قولًا واحدًا أيًّا كانت حركتها وموقعها، إلّا أن ثمّة تفاوتًا في درجات التّفخيم في حروف الاستعلاء ذاتها، وذلك تبعًا لصفات القوّة والضّعف في كلّ حرفٍ منها، فأقواها "الطّاء، فالضّاد، فالصّاد، فالظّاء، فالقاف، فالغين، فالخاء"، وإنّما حلّت "الطّاء" في الدّرجة الأولى لاجتماع صفات الحروف القوية فيها فهي "مجهورةٌ، شديدةٌ، مستعليةٌ، مطبقةٌ، مصمتةٌ، مقلقلةٌ"، وأمّا "الخاء" فأقلّها قوّةً، حيث حلّت في الدّرجة السّابعة لاجتماع صفات الضّعف فيها إلّا صفة الاستعلاء.