التوزيع الجغرافي في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
التوزيع الجغرافي في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية

التوزيع الجغرافي في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية.

 
تشغل منطقة الحدود الشمالية نحو 5% من إجمالي مساحة المملكة. لذا تُعد المنطقة من المناطق الإدارية متوسطة المساحة، وتأتي في المرتبة الثامنة بين مناطق المملكة، ولكنها من أصغر المناطق الإدارية في المملكة من حيث الحجم السكاني فهي تأتي في المرتبة الأخيرة (الثالثة عشرة) تبعًا لبيانات التعداد عام 1425هـ / 2004م.
 
أ - التوزيع النسبي لسكان المحافظات:
 
هناك تباين جغرافي واضح في توزيع السكان في محافظات المنطقة مع تغير نسبي في التوزيع من فترة إلى أخرى (جدول 17) و (شكل 3) . ففي عام 1394هـ / 1974م كان يقطن في محافظة رفحاء نحو 46% من إجمالي سكان المنطقة، ولكن نصيبها انخفض في عام 1413هـ / 1992م إلى أقل من 32%، ثم انخفض بعد ذلك إلى أقل من 26% في عام 1425هـ / 2004م، أي أنها فقدت خلال العقود الثلاثة الماضية نحو 20% من نصيبها من سكان المنطقة. وفي المقابل ارتفع نصيب مقر الإمارة (مدينة عرعر) من نحو 42% تقريبًا عام 1394هـ / 1974م إلى نحو 54% في عام 1413هـ / 1992م ثم إلى نحو 60% عام 1425هـ / 2004م، أي أنها أصبحت تستحوذ على معظم سكان المنطقة. ولا شك أن كونها مقر إمارة المنطقة منحها قوة جذب مهمة جعلها تتفوق سكانيًا على غيرها من المحافظات. أما محافظة طريف فإن نسبة السكان فيها منخفضة نسبيًّا، ولم تتغير كثيرًا خلال العقود الماضية، إذ كانت نحو 12% عام 1394هـ / 1974م ولكن لم تتجاوز نسبة القاطنين بها 15% من إجمالي سكان المنطقة عام 1425هـ / 2004م.
 
ويبدو أن تراجع نسبة السكان في محافظة رفحاء يعود إلى هجرة أبناء تلك المحافظة خصوصًا من الشباب إلى مركز المنطقة وإلى المناطق الأخرى. ويؤكد على ذلك زيادة التركز السكاني في المقر الإداري (مدينة عرعر) الذي تتوافر فيه فرص تعليمية ووظيفية أفضل مما يتوافر في المحافظات الأخرى، مما أدى إلى تدفق الهجرة الداخلية والخارجية إليها، إلى جانب استيطان بعض سكان البادية بها رغبة في التمتع بخدماتها.
 
ب - الكثافة السكانية:
 
تُعد الكثافة السكانية أو الحسابية - كما تسمى أحيانًا - أحد مقاييس التوزيع الجغرافي للسكان. ويُقصد بها حاصل قسمة إجمالي عدد السكان على مساحة المنطقة أو المحافظة, بغض النظر عن المساحات المأهولة أو غير المأهولة. وبشكل عام، تتميز المنطقة بانخفاض مستوى الكثافة السكانية حيث تراوح بين شخص واحد تقريبًا في الكيل المربع عام 1394هـ / 1974م ونحو ثلاثة أشخاص في الكيل المربع عام 1425هـ / 2004م، إذ لم تشهد الكثافة السكانية زيادة كبيرة خلال الفترة الطويلة الممتدة من 1394هـ - 1425هـ، وذلك على خلاف بعض المناطق الإدارية التي ارتفعت بها الكثافة بشكل لافت للنظر مثل عسير وجازان والرياض، على سبيل المثال لا الحصر.
 
أما على مستوى المحافظات، فإن الكثافة السكانية تتباين من محافظة إلى أخرى؛ ففي عرعر (مقر الإمارة) وصلت الكثافة إلى قرابة 5 أشخاص في الكيل المربع عام 1425هـ / 2004م في حين لم تتجاوز شخصين في محافظة رفحاء؛ (خريطة 13) ، و (جدول 18) . ويبدو أن التغير في الكثافة السكانية خلال العقود الأربعة الماضية كان محدودًا جدًا. ففي محافظة طريف - على سبيل المثال - لم يتجاوز التغير في الكثافة خلال الفترة 1394 - 1425هـ / 1974 - 2004م 1.3.
 
ج - التوزيع الحضري والريفي للسكان:
 
تعد منطقة الحدود الشمالية من المناطق التي كان يقطن بها أعداد كبيرة نسبيًّا من سكان البادية، إذ كانت تصل نسبتهم في المنطقة إلى 5% تقريبًا من إجمالي سكان البادية في المملكة عام 1394هـ / 1974م. ومن جهة أخرى، كان يمثل سكان البادية أغلب سكانها 68% في ذلك الوقت. وتُعد هذه النسبة مرتفعة إذا ما قورنت بالوضع السكاني في بعض المناطق الإدارية في وسط المملكة وجنوبها.
 
أما بالنسبة إلى توزيع السكان في المحافظات فيلاحظ أن أغلب سكان البادية كانوا يتركزون في محافظة رفحاء إذ تبلغ نسبتهم نحو 59% من إجمالي سكان البادية في المنطقة في عام 1394هـ / 1974م، أي أن أكثر من نصف سكان البادية في المنطقة كانوا يتركزون في محافظة واحدة  .  ولعل تناقص نسبة السكان في هذه المحافظة خلال السنوات اللاحقة يعود إلى استيطانهم ونـزوحهم من المحافظة إلى أمكنة تتوافر بها سبل العيش الأفضل.
 
ومن جهة أخرى ارتفعت نسبة التحضر في المنطقة من نحو 29% عام 1394هـ / 1974م إلى 77% تقريبًا عام 1413هـ / 1992م، ثم إلى نحو 87% في عام 1425هـ / 2004م  .  وتُعد نسبة التحضر (أو نسبة سكان المدن) مرتفعة جدًا مقارنة بالمناطق الأخرى أو بنسبة التحضر على مستوى المملكة والبالغة نحو 81%. ولعل نمط الاستيطان فيها يفسر التركز السكاني في المدن، إذ لا توجد فيها إلا أعداد قليلة من القرى. وكان أغلب سكانها من سكان البادية الذين استقروا في المدن أو انتقلوا إلى أمكنة أخرى خلال العقود الثلاثة الماضية من أجل الحصول على فرص العمل والتمتع بالخدمات والمرافق العامة.
 
شارك المقالة:
304 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook