الحداد يعني التوقف، وهو في اللغة ثياب المأتم والعزاء، والحِداد هو إبراز شعور الحزن على فقدان الميت، فيُقال: لبست المرأة الحدادَ على زوجها أي ارتدت ثياب الحزن، أمَّا الحداد في الإسلام فهو أن تمتنع المرأة عن وضع الزينة مدة زمنية معينة وتمتنع عن الخروج من بيتها مدة زمنية معينة حددها الشرع، وقيل أيضًا في تعريف الحداد في الإسلام هو تربُّصٌ تمسك المرأة فيه عن كلِّ ما يزينها ويجعلها مرغوبة من الطيب والحلي والزينة، وهذا يكون لمدة معينة ويكون في مكان مخصص وأحوال مخصصة أيضًا.
أوجد الدين الاسلامي الحداد لحكمة بالغة، تدور هذه الحكمة حول الوفاء للزوج وحفظ حقه على الزوجة، فالعلاقة بين الزوجين علاقة عظيمة، تستحق أن يبذل الطرفان كثيرًا من الوفاء لهذه العلاقة العظيمة، لذلك شرَّع الإسلام الحداد وفاءً لهذه العلاقة وهذه الآية الإلهية العظيمة، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}صدق الله العظيم، فليس من الوفاء أن تتزين المرأة وتضع الحلي والطيب بعد وفاة زوجها مباشرة، وكانت المرأة في الجاهلية تحد عند وفاة زوجها عامًا كاملًا، ولكنّ الإسلام خفف هذه المدة إلى أربعة أشهر وثلاثة أيام