في الحديث عن الحروف المرققة في علم التجويد يمكن القول إنَّ الترقيق في اللغة هو التخفيف، وهو أن يقرأ القارئ صوت الحرف من غير أن يملأ صدى الحرفِ فمَ القارئ، بحيث يخفف ويرقِّق صوته عند الوصول إلى حرف من الحروف المرققة في علم التجويد، وجدير بالذكر إنَّ حروف الترقيق هي حروف الاستفال في اللغة، وحروف الاستفال هي كلُّ حروف اللغة العربية باستثناء حروف الاستعلاء السبعة وهي حروف التفخيم، وتُجمع حروف الاستعلاء في جملة: "خص ضغط قظ"، فهي الخاء والصاد والضاد والغين والطاء والقاف والظاء، وكلُّ حروف اللغة العربية من غير هذه الحروف السبعة هي حرف مرققة في علم التجويد، وجدير بالذكر إنَّ في اللغة العربية حروفًا ثلاثةً مصنَّفة مع حروف الترقيق ولكنَّها قد تأتي مفخمة في حالات، وهذه الحروف هي: الراء والألف واللام، والله تعالى أعلم.
بعد الحديث عن الحروف المرققة في علم التجويد، لا بدَّ من الإشارة إلى الحروف المفخمة في هذا العلم، فالتفخيم والترقيق صنوان لا يفترقا أبدً، ومن يدرس الترقيق فعليه أن يدرس التفخيم معه مباشرة، والتفخيم في علم التجويد هو أن يسمِّنَ القارئ ويقوم بتعريض صوته أثناء قراءة أحد حرف التفخيم، حتَّى يمتلئ فمه بصدى هذه الحرف، وحروف التفخيم في اللغة العربية سبعة حروف وتُسمَّى هذه الحروف حروف الاستعلاء وهي مجموعة في جملة: "خص ضغط قظ"، وتُرتَّبُ حروف الاستعلاء من حيث قوَّتها على الشكل التالي: الطَّاء ثم الضَّاد ثم الصَّاد ثم الظَّاء ثم القَّاف ثم الغين ثم الخاء.
وتجب الإشارة إلى أنَّ حرف اللام قد يأتي مفخمًا في لفظ الجلالة فقط إذا جاء بعد حرف مفتوح أو مضموم، وإذا بدا الكلام بلفظ الجلالة فإنَّ حرف اللام يكون مفخمًا مع ضرورة ترقيق الهمزة المبدوء بها، كما تجب الإشارة إلى أنَّ حرف الراء يأتي مفخمًا أيضًا إذا جاء أثناء الكلام مفتوحًا أو مضمومًا، أو إذا جاء حرف الراء ساكنًا وقبله حرف مضموم أو مفتوح أو إذا جاء حرف الراء ساكنًا وقبله حرف مكسور وبعده حرف مفخم، والله تعالى أعلم