الزراعة والثروة الحيوانية في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية
الكاتب:
ولاء الحمود
-
الزراعة والثروة الحيوانية في منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية.
أ - لمحة تاريخية:
يشكل الخضوع لعوامل البيئة الطبيعية الأساس الأول للنشاط الاقتصادي للإنسان، ففي الأمكنة التي يتوافر فيها الماء من الينابيع والآبار أو الأمطار استقر الإنسان ليزرع الأرض، وكانت أمكنة الاستقرار متناثرة في الواحات، أما المساحات الواسعة من الأرض، فقد كانت مياهها شحيحة تنحصر في سقوط الأمطار، التي لا تكاد تكفي لنمو الأعشاب، أما في مجاري الوديان، حيث تنمو الأشجار ذات الجذور الطويلة، فقد كان على الإنسان أن يحترف الرعي كأساس لغذائه، وأن يتنقل مع حيواناته سعيًا وراء الكلأ، وهكذا كان الرعي يمثل النشاط الاقتصادي التقليدي في الجزيرة العربية، ولا سيما في المنطقة الشمالية منها، فهذه المنطقة تتميز بأهمية خاصة على صعيد الثروة الحيوانية في المملكة، وخصوصًا في منطقة الوديان؛ حيث تنمو الأنواع المختلفة من الأعشاب والشجيرات كالروثة، والرمث، والشيح، والقطف، والعرعر، وتمتاز بصورة خاصة بكثرة إبلها كمًّا ونوعًا.
لقد وجدت قبائل الشمال من حدود الشام ومن أطراف العراق حول هذه المنطقة الواسعة مراعي خصبة ، فنـزحت إليها حيث العشب، وكثيرًا ما تنـزح قبائل العراق نحو بادية المملكة العربية السعودية إذا شح الموسم، وقد تعبر القبائل التي تقطن المملكة الحدود هي الأخرى ميَمِّمَةً صوب العراق عندما تضن السماء بغيثها وتقفر الصحراء، وقد تم الاتفاق بين المملكة والعراق على تنظيم الرعي في بادية البلدين
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.