ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (وَسِّطُوا الِإمَامَ وسُدُّوا الخلَلَ)، ومراد هذا الحديث الحرص على جعل الإمام وسط المأمومين أثناء الصلاة؛ حتى ينالوا جميعاً حظهم من سماعه والقرب منه، وفي هذا الحديث دلالةٌ على أنّ السنة وقوف الإمام مقابل وسط الصف؛ أيّ أنّ صف الصلاة يبدأ من خلف الإمام، ويمتدّ بعدها يميناً وشمالاً، ويُمكن أن يكون اليمين أكثر من اليسار بشيءٍ يسيرٍ، وفي ذلك قال الشيخ ابن باز إنّ الصف يبدأ من الوسط خلف الإمام ولا يبدأ الناس بالوقوف في صفٍ جديدٍ حتى يُتمّوا الصف الذي يسبقه.
يعدّ الصف الأوّل أفضل صفوف الصلاة بالنسبة للرجال، ويليه بالفضل الصف الذي يليه، ثمّ الذي يليه، وهكذا إلى نهاية الصفوف، وقال الإمام النووي -رحمه الله- في ذلك إنّ الصف الأوّل في الصلاة هو الصف المُستحبّ، يليه الصف الذي بعده، وهكذا إلى نهاية الصفوف فيما يخصّ صفوف الرجال، أمّا بالنسبة لصفوف النساء فلها عدّة أحوال؛ فإن كنّ يُصلين في جماعةٍ منفرداتٍ عن الرجال؛ كان الصف الأول أفضل صفوفهنّ، ثمّ الذي يليه، ثمّ الذي يليه، أمّا إن كنّ يصلين في جماعةٍ واحدةٍ مع الرجال، ويقفن خلفهم دون حائلٍ بينهم؛ فإنّ الصفوف الأخيرة أفضل صفوفهن حينها.
يجب على المسلمين أن يسووا صفوفهم أثناء صلاة الجماعة، وفيما يأتي بيان كيفيّة تسويّة الصفوف:
موسوعة موضوع