تعد منطقة الحدود الشمالية منطقة عبور كثير من الطيور المهاجرة والقادمة من وسط آسيا وشرقها، فقد أشار عدد من دراسات المتابعة بوساطة الأقمار الاصطناعية إلى أن الكثير من الطيور الجوارح، مثل: العقبان  ،  والصقور، حتى النوع المهاجر من النسور والمعروف باسم (النسر الأسود) تمر فوق هذه المنطقة للوصول إلى الأمكنة التي تقضي فيها الشتاء، سواء كانت في داخل المملكة أو في مناطق أخرى من الجزيرة العربية، مثل: العقاب الإمبراطوري، والنسر الأسود، ومجموعات من عقبان السهول، أو في إفريقية بعد عبورها عن طريق باب المندب  .  ولا يقتصر عبور هذه المنطقة على طيور اليابسة، بل سجلت مجموعات متعددة من الطيور المائية، ومنها: البجع الأبيض، والنحام، وعدد من أنواع البلاشين، كما سجل في المنطقة طيور مهاجرة تقضي الشتاء فيها وتعرف بـ (الزائرة الشتوية)، مثل: عقاب السهول، والقبرة الشرقية الكبيرة (قبرة كلاندرا)، والكروان. وتعد منطقة الحدود الشمالية من المناطق المفضلة لدى الصقارين لصيد طيور الحبارى المهاجرة، سواء العابرة أو التي تأتي لتقضي الشتاء في المنطقة  ،  ويشير عدد من الصقارين إلى أن المنطقة الحدودية بين المملكة العربية السعودية والعراق من أفضل مناطق صيد الحبارى والكروان لكونها منطقة حدودية محمية، بالإضافة إلى ذلك فإن عددًا من مشبكي الصقور يجتمعون في مناطق الحماد في منتصف شهور الخريف (أكتوبر، وبداية نوفمبر)؛ لشبك الصقور المهاجرة، وهذا من التقاليد التراثية القديمة؛ حيث يخرج مشبكو الطيور لشبك الصقر الحر والشاهين البحري، ولهذه العادة طقوس والتزامات متعارف عليها منذ القدم.

 

وفيما يتعلق بالدراسات والأبحاث المسجلة في المنطقة، فهي قليلة مقارنة بالمناطق الأخرى في المملكة، ومن أهمها المسوحات التي قام بها مايكل جينجز لدراسة الطيور المتناسلة في الجزيرة العربية، وأخرجها في كتاب نشرته الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها عام 1416هـ / 1995م   وهو (أطلس الطيور المعششة بالجزيرة العربية)، بالإضافة إلى ذلك الدراسات التي قامت بها الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها عن طيور الحبارى في محمية حرة الحرة التي يدخل جزؤها الشمالي الشرقي ضمن الحدود الإدارية لمنطقة الحدود الشمالية.