العمل بما تعلم

الكاتب: المدير -
العمل بما تعلم
"العمل بما تعلم

 

• لأن الأمة الآن صارت عالمة - نسبيًّا - بما لها وما عليها، فلا تكاد ترى أحدًا يقترف جرمًا أو يقع في محذور، فأردت أن تنصحه، إلا وبادرك قائلاً: فاهم، عارف، أفهم، أعلم، فإن ذكرته بحديث أكمَله، وإن وعظتَه بآية بيَّنها لك!

• فأين العمل وهو المقصود من العلم والغاية من تحصيله؟ أين الاستجابة؟ أين الاستسلام؟ أين اتباع النبي صلى الله عليه وسلم؟

• أيها الأخ الحبيب، منذ متى وأنت تسمع عن الله؟ كم خطبة حضرت؟ كم كتابًا قرأت؟ كم نصيحة سمعت؟ كم أمرًا نفذت؟ كم نهيًا اجتنبتَ؟ قال تعالى: ? إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? [النور: 51].

? وقال صلى الله عليه سلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يُسأل عن أربع...) حتى قال: (.. وعن علمه ماذا عمِل فيه؟)؛ رواه الترمذي وصححه الألباني.

? وعن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تَشبع، ومن دعوة لا يُستجاب لها)؛ رواه مسلم.

 

اعتناء السلف رضي الله عنهم بالعمل بالعلم:

• عن ميمون بن مهران: قال: أبو الدرداء: ويل لمن لا يعلم ولا يعمل مرة، وويل لمن يعمل سبع مرات[1].

• وقال رجل لإبراهيم بن أدهم: قال الله عز وجل: ? ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ? [غافر:60]، فما لنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ فقال إبراهيم بن أدهم: من أجل خمسة أشياء، قال: وما هي؟ قال: عرَفتم الله ولم تؤدوا حقه، وقرأتم القرآن ولم تعملوا به، وقلتم: نحب رسول الله وتركتم سنته، وقلتم: نلعن إبليس وأطعتموه، والخامسة: وتركتم عيوبكم وأخذتم في عيوب الناس[2].

• وصَّى بعض السلف قائلًا: إذا أحدث الله لك علمًا، فأحْدِث له عبادة، ولا يكون همُّك أن تُحدِّث به الناس.

• وقال فضيل بن عياض: لا يزال العالم جاهلًا بما علِم حتى يعمل به، فإذا عمل به كان عالِمًا[3].

• وعن معروف الكرخي قال: إذا أراد الله بعبد خيرًا، فتح له باب العمل، وأغلق عنه باب الجدل، وإذا أراد الله بعبد شرًّا فتح له باب الجدل، وأغلق عنه باب العمل[4].

• وقد كانوا يخشون هذه المسألة: يقول أبو الدرداء: مَن يزدد علمًا يزدد وجعًا [5].

• وكان يقول: إنني أخاف أن يقال لي يوم القيامة: أعلمت أم جهلت؟ فأقول: علمت، فلا تبقى آية آمرة أو زاجرة إلا جاءتني تسألني فرضيتها، فتقول الآمرة: هل ائتمرت؟ وتقول الزاجرة هل ازدجرت؟[6].




[1] اقتضاء العلم العمل؛ الخطيب البغدادي، ص48.

[2] موارد الظمآن لدروس الزمان؛ عبدالعزيز السلمان ج6 ص 614.

[3] اقتضاء العلم العمل ص49.

[4] اقتضاء العلم العمل ص 79.

[5] جامع بيان العلم وفضله ج1 ص135.

[6] جامع بيان العلم وفضله ج2 ص3.


"
شارك المقالة:
37 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook