العيوب المغتفرة للمُوَلَّدِيْن

الكاتب: رامي -
عيوب القافية العروض والقوافي

العيوب المغتفرة للمُوَلَّدِيْن :

(1) الإِيطاء : هو أن تتكرر كلمة الروي بلفظها ومعناها في قصيدة واحدة من غير فاصل يعتدُّ به كسبعة أبيات ، وهو مأخوذ من (المواطاة) التي تعني الموافقة ، مثل :

لقد هتفتْ في جنح ليل حمامةٌ

 

على فننٍ وَهْنًا وإني لنائمُ

أأزعمُ أني هائمٌ ذو صبابة

 

لسعدى ولاأبكي وتبكي الحمائمُ

كَذِبْتُ وبيتِ اللهِ لو كنتُ عاشقا

 

لما سبقتني بالبكاءِ الحمائمُ

 

أما إذا اتفت الكلمتان لفظا واختلفتا معنًى فإن ذلك يعد من ضروب الإبداع والتزيين ، وهو دليل الإحاطة العلمية ورسوخ قدم القائل في اللغة ، ولا يتسنى لكل أحد أن يأتي بمثل هذا ، مثال ذلك :

ماذا نؤمل من زمانٍ لم يزلْ

 

هوَ راغبا في خاملٍ عن نَابِهِ

نلقاه ضاحكةً إليه وجوهُنا

 

وتراه جهمًا كاشرًا عن نَابِهِ

 

فـ( نابه ) الأولى ذو نباهة ، والنباهة ضد الخمول ، و( نابه ) الثانية بمعنى السِّن .

 (2) التَّضْمِين : وهو تعلق قافية البيت بصدر البيت الذي يليه وهو نوعان :

أ- قبيح : وذلك إذا كان مما لايتم الكلام إلا به ، كالفاعل ، والصلة وجواب الشرط ، وخبر المبتدأ والنواسخ ، مثل :

وهمْ وردوا الجِفارَ على تميمٍ

 

وهمْ أصحابُ يومِ عكاظَ إنِّيْ

شهِدتُ لهم مواطنَ صادقاتٍ

 

شهدنَ لهمْ بحسنِ الظنِّ مِنِّيْ

 

فقوله : ( شهدتُ ) خبر ( إن ) في البيت السابق .

ب-مقبول : إذا كان الكلام يتم بدونه كالتوابع ، وما أشبهها من الفضلات ، مثل :

وتعرفُ فيهِ منْ أبيهِ شمائلا

 

ومن خاله ومن يزيدَ ومن جُحُرْ

سماحةَ ذا ، وبِرَّ ذا ووفاءَ ذا

 

ونائلَ ذا إذا صحا وإذا سَكِرْ

 

فـ( سماحةَ ) ومابعده بدل اشتمال من قوله ( شَمائِلا ) .

(3) السِّناد : وهو اختلاف مايراعى قبل الروي من الحروف والحركات ، وهو خمسة : اثنان باعتبار الحروف ، وثلاثة باعتبار الحركات :

أ- سناد الردف : وهو جعل بعض الأبيات مردوفة ، وبعضها غير مردوف ، مثل :

إِذا كُنتَ في حاجةٍ مُرسلا

 

فأرسلْ حكيما ولا تُوْصِهِ

وإِنْ بابُ أمرٍ عليك التوى

 

فشاورْ حكيمًا ولا تعْصِهِ

 

فالبيت الأول مردوف والثاني غير مردوف .

ب- سناد التأسيس : وهو جعل بعض الأبيات مؤسسة ، وبعضها غير مؤسس ،مثل :

الرأيُ رأيُ أميرِ المؤمنينَ إذا

 

حارتْ رجالٌ وضلتْ في مَرَائِيْهَا

أسدى إليَّ أميرُ المؤمنين يدًا

 

جلَّتْ كما جل في الأملاك مُسْدِيْهَا

بيضاءَ ما شابها للأبرياء دمٌ

 

ولا تَكَدَّر بالآثام صافِيْهَا

 

فالبيت الأول والثالث فيهما ألف تأسيس ، والبيت الثاني غير مؤسس  .

ج- سناد الإشباع : وهو تغيير حركة الدخيل في القافية المطلقة والمقيدة ، مثل :

وهلْ يتكافا الناس شتى خلالهم

 

وما تتكافا في اليدين الأَصَابِعُ

يُبجَّلُ إجلالا ويُكْبَرُ هيبةً

 

أصيلُ الحجى فيه تُقًى وَتَوَاضُعُ

 

ففي البيت الأول حركة الدخيل وهو الباء كسرة ، وفي البيت الثاني حركة الدخيل وهو الضاد ضمة.

د- سناد الحذو : وهو اختلاف حركة ماقبل الردف ، مثل :

السِّحْرُ من سود العيون لَقِيْتُهُ

 

والبابِلِيُّ بلحْظِهِنَّ سُقِيْتُهُ

الناعساتُ الموقظاتُ من الهوى

 

المُغْرِياتُ بهِ وكُنْتُ سَلَيْتُهُ

 

فحركة القاف في البيت الأول ، وحركة اللام في البيت الثاني تسمى حذوا ، وكان ينبغي أن تتحد حركة ماقبل اليائين ، لكنها جاءت في البيت الأول كسرة وفي البيت الثاني فتحة .

هـ سناد التوجيه : وهو اختلاف حركة ما قبل الروي المقيد ( الساكن ) ، مثل :

إنَّ (لا) بعد (نعم) فاحشةٌ

 

فبـ(لا) فابدأْ إذا خِفْتَ النَّدَمْ

لا تراني راتعا في مجلسٍ

 

في لحوم الناس كالسَّبْعِ الضَّرِمْ

 

فحرف الروي الميم الساكنة ، وقد جاء توجيه القافية الأولى فتحة ، وتوجيه الثانية كسرة .

هذه العيوب المتقدمة قد اغتفر للمولدين (المتأخرين ) ارتكابهُا لوقوعها كثيرا في شعر المتقدمين إلا التضمين القبيح ، فهو عيب غيرمغتفر ويجب الاحتراس منه .

 

شارك المقالة:
301 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook