الفن قيمة جمالية وعمل إنساني مرتبطٌ بالعديد من مجالات الحياة، مثل: كتابة وإلقاء الشعر، و الرسم، و النحت، و التمثيل، وغيرهم الكثير.
عرفت الفنون منذ عصور قديمة جداً، واعتمد أغلبها على تصوير واقع الحياة البشرية، لذلك استغل الناس الذين وجدوا في تلك العصور، جميع الموارد المتاحة، والموجودة من حولهم، وتلك التي اكتشفوها عن طريق البحث، أو بالصدفة، للتعبير عن عاداتهم الخاصة، ولعل من أكثر الفنون انتشاراً في تلك الحقب الزمنية؛ النحت، والرسم، فكانت القبائل تهتم في صناعة المنحوتات التي تعبر عنهم، ورسم الرسومات على جدران المساكن التي عاشوا فيها، من أجل نقل صورة عن نمط حياتهم، ومع أن الوسائل التي استخدمت في ذلك الوقت كانت بدائية، ولكنها قامت بالغرض المطلوب منها في التعريف بتلك الحضارات، لتبقى معظم آثارهم باقية إلى الوقت الحالي.
ساهمت عمليات التنقيب، والحفريات في المواقع الأثرية المكتشفة، في الحصول على العديد من الدلالات عن طبيعة حياة الشعوب التي سكنوا في تلك الأماكن، وذلك بسبب تركهم للعديد من الدلائل التي تعبر بوضوح عن حياتهم آنذاك، مثل: الأواني التي استخدموها في تحضير طعامهم، والتماثيل المنحوتة في الصخور لشخصيات من عصرهم، والعديد من القطع الأثرية الأخرى التي بعد أن تمت دراستها بشكل دقيق ومفصّل، ساهم ذلك في التعريف بتلك الفنون المتنوعة، والحضارات التي قامت في العصور السابقة.
قسم العلماء الفنون إلى فترتيْن: التاريخ، وفن ما قبل التاريخ. وفن التاريخ: هو الفن الذي يعتمد على وثائق ومراجع توثق للمرحلة التاريخية التي أتى منها، ولا يزيد عمره عن خمسة آلاف سنة. أما فن ما قبل التاريخ: هو مجموعة الفنون التي إعتمدت على الإكتشافات الأثرية، والتي لا تمتلك معظمها، وثائق تدل بشكل مباشر على صانعيها الأصليين، ويقاس عمرها بملايين السنوات، تتم دراسة جميع البقايا الموجودة في عصور ما قبل التاريخ، للوصول إلى أقرب نقطة تحدد الهوية الخاصة بها، ومن هذه الفنون المصنوعات والمشغولات اليدوية، والمنحوتات، والنقوش والرسومات الموجودة في بقايا الآثار، والكهوف.
قسمت فترة الفن ما قبل التاريخ، على حسب أنواع المواد التي استخدمها الناس في الحقبة التي تواجدوا فيها، ووزعت على أسماء عصور، مثل: العصر الحجري، والعصر الحديدي، والعصر البرونزي.
ووزعت فنون ما قبل التاريخ على مجموعة من الأقسام، وهي: