الصيام عبادةٌ عظيمٌ من العبادات التي شرعها الله -تعالى- لعباده، يتقرّبون بها إليه سبحانه، وقد جاءت النصوص الشرعيّة مبيّنةً أحكام الصيام، وتناول أهل العلم هذه الأحكام بالتوضيح والبيان، ومن بين هذه الأحكام؛ ما يتعلّق بمرض القُرحة وأثرها على الصيام، وفصّلوا الحكم الشرعي في صيام المصاب بالقرحة، وبيان ذلك فيما يأتي.
ذهب أهل العلم إلى أنّ من عجز عن الصوم بسبب قرحة المعدة مطلقاً يفطر بلا حرجٍ، ولكن يلزمه إخراج فديةٍ، مقدارها إطعام مسكين مُدّاً من طعامٍ عن كلّ يومٍ أفطره، ويجوز إخراج قيمته، وأمّا إن كان بمقدوره الصوم في بعض أيّام الشهر دون الأخرى؛ فيلزمه صوم ما يستطيع من أيّامٍ، ويفطر في الأيام التي لا يقوى فيها على الصيام، ويقضي ما أفطره بعد انقضاء شهر رمضان، ولا تلزمه الفدية، والأصل في المسلم أن يتحرّى قدرته على الصيام من عدمها من الطبيب الثقة المأمون في إخباره والخبير في فنّه، وعندها يتعيّنُ على المريض التزام ما نصحه الطبيب به؛ وذلك لقوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)، وقوله سبحانه: (لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا).
الواقع الطبيّ يؤكّد أنّ الصيام ليس له تأثيرٌ على الجهاز الهضميّ السليم؛ فالجسم له قدرةٌ على التكيّف مع الظروف المستجدّة إلى حدٍّ كبيرٍ، غير أنّ هناك عوارض قد تظهر للصائم، وتقسم إلى قسمين؛ هما:
موسوعة موضوع