القولون هو من أهمّ أجزاء الجهاز الهضميّ، وهو معروفٌ باسم الأمعاء الغليظة التي تُعتبرُ من أطول أجزاء الجهاز الهضميّ، حيث تمتدُّ من نهاية الأمعاء الدقيقة وصولاً للمستقيم، وللقولون أهميّة في حفظ الطعام حتى يتمَّ امتصاصُ ما به من ماء ومواد غذائية لازمة للجسم، ثمّ التخلّص من المواد المتبقية من أملاح وسموم إلى خارج الجسم عن طريق عمليّة الإخراج على شكل براز، إذ تتحرّكُ العضلات عن طريق انقباضات وانبساطات لإخراج الفضلاتِ من الجسم.
قد يُصاب القولونُ بمشكلة صحيّةٍ ألا وهي مرض القولون العصبيّ، وهو مرض أصبح شائعاً وازدادت نسبة الإصابة به في الفترة الأخيرة، حيث يحدُث خللاً في وظيفةِ القولون، فيُصاب المريضُ بالإمساك أو الإسهال لوقت طويل، مع وجود ألم في منطقة البطن وقد يكون الألم شديداً وغير محتمل، ومرض القولون يختلف عن الأمراض الأُخرى في أنّه يرتبطُ بخللٍ مُؤقّت في وظيفة القولون ويُمكنُ علاجه، كما أنّه من الأمراض التي لا تؤدّي إلى أمراضٍ أخرى، كما أنّه لا يتسبّبُ بحدوثِ الأورام الخبيثة.
إن القولون من أكبرِ أعضاء الجسم، حيث يصل طوله إلى 10 أقدام، ويُحيط بالقولون عددٌ كبير من العضلات التي يتحكم بها الجهاز العصبيُّ كأيّ عضلة في الجسم، فإذا تعرّضَ الإنسان لمشاكل نفسيّة كالقلق، والتوتر، والاكتئاب فإنّ الجهازَ العصبي سيتأثر، وبالتالي سيُؤثر ذلك على وظيفة القولون، لذا تُعتبرُ الحالة النفسيّة للإنسان من أهمّ العوامل التي تُسبّبُ القولون، لهذا قد نجد أكثر من فرد في الأسرةِ نفسِها مصابين بالقولون العصبي، وقد يلجأ الطبيب إلى تحويلِ المريضِ لعلاج المُشكلة النفسيّة قبل البدْءِ بعلاج مرض القولون العصبيّ بالأدوية الخاصّة بتنظيم حركة القولون والعضلات المحيطة به.
أشارت معظمُ الدارسات إلى أنّ الحالة النفسية تُسبّبُ القولون العصبيّ، إضافة إلى أنّ القولون والآلام التي قد تكونُ غير محتملة تُسبّب أيضاً حالة نفسية ومزاجيّة سيئة لدى المريض، لذا يجبُ الابتعادُ قدرَ الإمكان عن كُلّ مسبّباتِ الضغط النفسيّ حتّى يتمكّن المريض من تخطي هذه المُشكلة الصحية التي لا تُعتبرُ من المشاكل الخطيرة على حياةِ المريض.