المؤلفات المعرفية العامة في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية.
أ - نجران، سلسلة هذه بلادنا:
يعد هذا الكتاب من أوائل المؤلفات الجادة الشمولية عن منطقة نجران. ذلك أنه عمل تأسيسي على الرغم من طابعه التعريفي العام وتوجهه إلى غير المتخصصين من القراء.
يتكون الكتاب من تقديم عام ومقدمة للمؤلف وعشرة فصول، فقائمة المصادر والمراجع، ويتضمن الكثير من الصور الفوتوغرافية لأهم آثار المنطقة ومظاهر طبيعتها ومعالم عمرانها التقليدية والحديثة، وهو مكتوب بلغة واضحة تتناسب مع طبيعة كتاب موجه إلى عموم القراء مثل بقية الإصدارات في هذه السلسلة الثقافية الرائدة حقًا.
وفيما يتعلق بمحتويات الكتاب يقول المؤلف في المقدمة مبينًا أهمية الكتاب:
"ومنطقة نجران إحدى هذه المناطق، وقد حاولت هنا في هذا الكتاب وبتكليف من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، أن أقدم بعض الشيء عنها، وفي سبيل ذلك واجهت بعض الصعوبات في إعداده، منها: قلة ما كتب عن هذه المنطقة وبخاصة في مجال العادات والتقاليد والألعاب والرقصات والأكلات والحرف الشعبية، وقد تطلب مني ذلك اللجوء إلى المقابلات والزيارات الشخصية مع كبار السن ومع أصحاب الحرف، وهؤلاء جميعًا متفرقون في أنحاء عدة من المنطقة وليس من السهولة الحصول على كل ما أُريد من شخص واحد، ولكن لا بدّ من مقابلة عدد من الأشخاص، ومن ثم التوفيق بين كلِّ المعلومات التي حصلت عليها منهم، كما أن بعضهم من أهالي البادية، والوصول إليهم ليس أمرًا سهلاً".
ثم يضيف عن المحتوى:
"ولإظهار ما كتبته بصورة واضحة وسهلة الفهم فقد قمت بتقسيم هذا العمل إلى تسعة فصول، حيث تحدثتُ في الفصل الأول عن الموقع والتسمية، وتاريخ المنطقة وأحوال السكان قبل دخول الحكم السعودي، ونجران على لسان الشعراء، والحالة الفكرية، ونبذة من أديب نجران، ونبذة أخرى من آثار المنطقة، ثم الأنظمة والقوانين التي كانت سائدة في المنطقة.
وفي الفصل الثاني تحدثتُ عن العمران والزراعة قديمًا. أما الثالث فقد خصصته للأودية والشعاب والجبال والكثبان الرملية. وفي الفصل الرابع تطرقت إلى القرى والهجر والسكان في المنطقة، وقد خصصت الفصل الخامس للعادات والتقاليد. والفصل السادس ألقيت فيه الضوء على الصناعة الحرفية. أما الفصل السابع فتحدثت فيه عن الأكلات والرقصات والألعاب الشعبية، وفي الفصل الثامن ألقيت نظرة على الشعر الشعبي. أما الفصل التاسع فقد تحدثت فيه عن التطور الحضاري الذي تشهده المنطقة حاليًا. وفي الفصل العاشر عرضت شيئًا عن السياحة".
ب - نجران منطلق القوافل:
على الرغم من أن الكتاب قد يوحي عنوانه بأنه موجه إلى المتخصصين في الآثار والتاريخ القديم إلا أنّّ محتوياته تبين أنه موجه كذلك إلى عموم القراء الشغوفين بالاطلاع والمعرفة. فالمؤلفان يحرصان على تقديم معلومات موجزة عن نجران، قديمًا وحديثًا بلغة تجمع بين الدقة والسهولة، كما يزودان النص بالكثير من الصور الجميلة الجذابة لمختلف فئات القراء كما نجده في الكتاب السابق. ومن مقدمة المؤلفين نقرأ:
"إن دار القوافل مستمرة وهي تمضي في إصدار سلسلة (قرى ظاهرة على طريق البخور) التي تهدف إلى تسليط الضوء على تاريخ المملكة العربية السعودية وآثارها. ويسر الدار أن تقدم الكتاب الثالث من هذه السلسلة بعنوان (نجران منطلق القوافل). لقد كانت نجران محط اهتمام ممالك الجزيرة العربية لموقعها الفريد على طريق البخور، فقد كانت تتجمع فيها القوافل القادمة من جنوب الجزيرة العربية حاملة البخور والعطور لتنطلق منها إلى وسط الجزيرة العربية وشمالها".
تتعدد في نجران المواقع الأثرية والمعالم التاريخية ما بين مواقع العصور الحجرية في الربع الخالي، وشعيب دحضة، والمواقع الأثرية التي تعود إلى عهد الممالك العربية وفي مقدمتها مدينة نجران القديمة التي تمثل أحد أبرز ملامح الحضارة العربية قبل الإسلام، بالإضافة إلى النقوش العربية القديمة في آبار حمى، والنقوش الإسلامية في جبال المركب والذرواء وغيرها، وتنفرد نجران كذلك بعمارتها التقليدية المتميزة التي تتجلى في مبانيها الطينية المتعددة الطوابق، كما تحفل بعدد من المواقع السياحية الفريدة".
ج - الثبات والتغير في بعض عناصر الثقافة غير المادية في ضوء عمليات التحضر في منطقة نجران - دراسة تحليلية مقارنة:
وتقع الرسالة في 243 صفحة بالإضافة إلى ملاحق خرائط وصور ووثائق عددها 13 ملحقًا.
وقد ركزت الباحثة بقسم الاجتماع على الآتي:
1- معرفة التغير والثبات في العادات والتقاليد المرتبطة بدورة الحياة من (الميلاد، الزواج، الوفاة، بعض الأمراض وطرق علاجها والأعياد والمناسبات) في محافظة نجران. ما يعني معرفة السمات الاجتماعية والثقافية لمجتمع البحث ورصدها في محاولة لسد النقص القائم في الدراسات الاجتماعية في جنوب غرب المملكة العربية السعودية.
2- معرفة العلاقة بين التحضر وتغيير عناصر الثقافة ممثلة في بعض وسائل الإعلام، وأثر ذلك في تغير بعض عادات وتقاليد المنطقة.
3- معرفة أثر التعليم ودوره في تغير بعض العادات والتقاليد في منطقة الدراسة.
4- معرفة تأثير الهجرة إلى منطقة الدراسة والاتصال بالمجتمعات المجاورة في العناصر الثقافية التقليدية للعادات والتقاليد.
5- تحديد مدى الفروق في التغير والثبات في عناصر الثقافة غير المادية بين مدينة وريف وبادية منطقة الدراسة.
6- تحديد مدى اختلاف التغير والثبات في العادات المدروسة باختلاف عينة الدراسة من حيث المتغيرات الديمغرافية الوسيطة الآتية: (الجنس، العمر، مكان الميلاد، محل الإقامة، المستوى التعليمي والمهنة).
7- عقد مقارنة بين الثبات والتغير في منطقة الدراسة ومناطق أخرى درست من قبل سواء في المجتمع العربي السعودي أو خارجه بهدف معرفة إذا ما كانت الأسباب واحدة أم مختلفة ودور الثقافة بشكل عام في الحفاظ على بعض عناصرها أو تطورها"