لقد ظهر خلال السنوات الأخيرة وخاصّةً مع انتشار الموسيقى في العالم بأسره، وتوجّهها إلى الموسيقى المبتذلة والرّخيصة العديد من المنشدين المسلمين من العرب وغير العرب، والّذين أطربوا العالم بأسره عن طريق أناشيدهم الّتي تقربّهم إلى حبّ الله عزّ وجل عن طريق الموسيقى الجميلة والّتي تواكب العصر وتواكب أذواق الشّباب في هذه الأيام، ومن أهمّ المنشدين الّذين ذاع صيتهم في الأيّام الحاليّة المنشد ماهر زين؛ حيث يعتبر من أكثر المنشدين الّذين يلاقون إعجاباً لدى جميع الفئات العمريّة وليس الشباب فقط.
هو أحد المغنين المسلمين، وهو مولود في طرابلس في لبنان يوم 16 يوليو عام 1991م، ويحمل الجنسيّة السويديّة، ولكنّه لبناني الأصل، وهو متزوّج ولديه طفلان: ابنه عبد الله، وابنته: آية، ويقوم ماهر زين بالإنشاد والتّلحين والتّوزيع الموسيقي، ويقوم بالعزف أيضاً على الجيتار والبيانو والعود، ويتمتّع ماهر زين بخامة صوت وتوزيع موسيقي مميّز وكلماتٍ رائعة مكّنت أغانيه من النّجاح بشكلٍ كبيرٍ جداً على مستوى العالم بأسره؛ إذ يقوم بالغناء باللغتين العربيّة والإنجليزيّة، ويقوم بغناء أنواع موسيقيّة مختلفة منها: موسيقى البوب، والآر آند بي، والأناشيد الإسلاميّة.
نشأ ماهر زين على حبّ الموسيقى والتعلّق بها بشكلٍ كبيرٍ جداً؛ إذ كان والده بدوره مغنيّاً في بيروت في لبنان فقام بدايةً بالعزف عن طريق حصوله على آلته الموسيقيّة الأولى وهو في سنّ العاشرة، وهذا ما زاد من تعلّقه وحبّه للموسيقى، ومع أنّ ماهر زين متعلّق بالموسيقى بشكلٍ كبير جداً إلّا أنّه لم يهمل دراسته، ولم يغفل عنها؛ إذ إنّه حاصلٌ على البكالوريوس في هندسة الطيران، ودخل بعدها عالم الموسيقى؛ إذ لاقى نجاحاً كبيراً في السويد، وبعد ذلك انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد إلى نيويورك حيث كان هذا الأمر بمثابة الحلم بالنّسبة له، وحقّق نجاحاً كبيراً في نيويورك، إلّا أنّه ومع النجاح السّاحق الّذي لاقاه في أعماله لم يكن مرتاحاً بشكلٍ أو بآخر للجوّ المحيط به من الابتذال الرّخيص في الموسيقى والّتي يكمن واجبها الأساسي في أن تسمو بالرّوح وليس أن تقوده إلى الانحطاط.
وعند رجوع ماهر زين إلى السويد التقى بمجموعة ناشطة في المجتمع الإسلامي في ستوكهولم، فأصبح يحضر معهم الدّروس في مسجدٍ محليّ، وهو ما جعله يكتشف الهدف الحقيقي من الموسيقى الّتي يحبّها أكثر من أيّ شيءٍ آخر؛ فأصبح يتوجّه نحو الأناشيد الإسلاميّة؛ حيث إنّه وجد كما وصف المنزل الآمن، وشقّ ماهر زين بعد ذلك طريقه إلى قلوب الكثير من المسلمين وغير المسلمين حول العالم وفي البلاد العربيّة عن طريق أغانيه الّتي تظهر الإسلام بصورته الصّحيحة، فكان أوّل ألبوماته هو ألبوم الحمد لله؛ حيث استطاع من خلاله جذب الشباب في العالم، والّذين لا تعجبهم ولا تدخل إلى قلوبهم الطّريقة القديمة في غناء الأناشيد الإسلاميّة في ظلّ الموسيقى الموجودة في الوقت الحالي، فحصل هذا الألبوم على العديد من الجوائز البلاتينيّة حول العالم، وأصبح ألبومه هو الأكثر مبيعاً في ماليزيا في عام 2010م.