النثر في العصر العباسي

الكاتب: بتول فواز -

النثر في العصر العباسي.

 

النثر في العصر العباسي

بعد الحديث عن الشعر في الأدب في العصر العباسي، لا بُدّ أن يكون للنثر نصيب من الكلام، لقد امتاز العرب بإنتاج نثرًا فنيًّا رائعًا، ما زالت نماذجه عندما تُقرأ تمتّع العقول وتثير النفوس، وقد كانت بدايات النثر في العصر الإسلامي بسيطة ومباشرة، إلّا أنّها بلغت أوجها في العصر العباسي، فتنوّعت مواضيعه، بالإضافة إلى تعدّد الفنون فيه، ودقّة معانيه، كما قاموا باستخدام الصنعة في أسلوب النثر وعباراته، ومن أبرز كتّاب النثر الذين تميّزوا في ذلك الوقت: عبد الحميد الكاتب، عبد الله بن المقفّع، وأبو حيّان التوحيدي والجاحظ ، وقد حذا حذْوَهُم الكثير، ثمّ طغى على النثر موجة من الزخارف اللفظية والكثير من المحسنات البديعية، أضف إلى ذلك دقّة المعاني وعمق الموضوعات المستخدمة، ويظهر هذا التميّز في الأسلوب في مقامات الحريري وبديع الزمان الهمذاني، وفيما يأتي سيتم الحديث عن بعض أنواع النثر التي اشتهرت في الأدب في العصر العباسي:

الخطابة

تعدّ الخطابة العباسية من أهم الفنون التي يمكن الحديث عنها تحت موضوع الأدب في العصر العباسي، وهي توجُّه الخطيب إلى عقول السامعين فيقوم على إقناعهم من خلال إثارة عواطفهم، وهي تلي الشعر في أهميتها عند العرب، وقد كان لها شأنها في العصر العباسي، وظهر ذلك من خلال قيامهم بتدريب فتيانهم على الخُطب البليغة؛ ليتأدبوا بها ويحذوا حذوها، باعتبارها كلامًا بليغًا يزخر بالحماسة والخيال، وتمتلأ كتب الأدب في العصر العباسي بالخطب البليغة، مثل كتاب البيان والتبيين للجاحظ.

الأمثال

تعدّ الأمثال من أشهر الفنون النثرية التي اشتهرت في الأدب في العصر العباسي، كما اهتم العلماء العرب بها فجمعوها، وقاموا بتأليف العديد من الكتب فيها، ومن أشهر هذه الكتب: مجمع الأمثال للميداني، وكتاب المُستقصى في الأمثال للزمخشري، والمثل عبارة موجزة تقوم بتلخيص المغزى والهدف من تجربة معيّنة مرّ بها الفرد أو الجماعة، وهي نتائج تجارب الأمة جيلًا بعد جيل.

القصة

وفي الحديث حول الأدب في العصر العباسي، لا بدّ من إفراد القصة بجزء من الحديث، فقد بدأت القصة منذ العصر الجاهلي، من خلال حكاياتهم وأخبارهم ونوادرهم، واستمرت في العصر الإسلامي من خلال الحديث عن قصص الأنبياء وما جرى حولهم، وقد التفت العرب في العصر العباسي إلى النقل والترجمة لبعض القصص والحكايات الأجنبية، وأشهر ما تُرجم في باب الحكايات، كتاب كليلة ودمنة على لسان الحيوانات الذي نقله ابن المقفع، وفي القرن الرابع الهجري اشتهرت القصة القصيرة من خلال ما يُعرف بالمقامات، وهي حكايات تتميز بالقصر وأحداثها قليلة، تقوم على التأنُّق في العبارة وإظهار البراعة في اللغة، ومن أشهرها مقامات بديع الزمان الهمذاني

 

شارك المقالة:
434 مشاهدة
المراجع +

موقع موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook