تشكّلت معالم تاريخ العرب قبل الإسلام وكانت الحياة الاجتماعية والسياسية والدينية، وازدهر الأدب العربيّ وهذا يتضّحُ من خلال ما قُدّم من شعر الجاهلية، وكانت هناك ممالك كثيرة ظهرت في فترة تاريخ العرب قبل الإسلام منها: مملكة أوسان، مملكة حضرموت وغيرهم وقد كانت الديانة السائدة في تلك الفترة هي الديانة الوثنية، وقد انتشرت الأصنام التي أدخلها عمرو بن لُحيّ في شبه الجزيرة العربيّة، وذاع صيت الصنم هُبل الذي جيء بهِ من بلاد الشّام ليبدأ عرب الجزيرة بعبادته وتقديسه والتقرّب منه، وكانت هناك أصنام ذات شهرة غير هُبل هي: اللات، مناة، العُزّى، وكانت العرب تعتبر الصنم هو الوسيط بينها وبين خالقها، يتقربون إليه ويقدمون القرابين بغيّةَ تحقيق الأمنية ونشر الطمأنينة، وقد كان لكل قبيلة صنم يضعونه عند الكعبة ويتوسلون إليه ويطلبون منه قضاء الحاجة، هذا إلى جانب العصبيّة القبلية التي انتشرت وذاع صيتها في تاريخ العرب قبل الإسلام، وكان لكل قبيلة شيخ أو رئيس وبهذا حُكمت قبائل العرب قبل الإسلام، وكانت العشيرة حامية للفرد ورافعة لشأنه، فقد تفاخرت قبائل العرب بأنسابها وجذورها. وفيما يخصّ المرأة وقد ذاع الصيت أنها مسلوبة الحقوق ومقهورة لا شأن لها، نعم هذا صحيح وحدث في تاريخ العرب قبل الإسلام لكن في فترة معيّنة من تاريخ العرب قبل الإسلام، وذلك لبروز عدّة نساء لهنّ شأن كبير مثل خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- وعملها في التجارة قبل زواجها من الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان هناك نساء طبيبات وغير ذلك، وكان للعرب صفات جمّة تتمثّل في: الكرم، الشجاعة، المروءة، الأخلاق وغير ذلك، ولم يهدف الإسلام إلى القضاء على هذه الصفات على العكس، كانت الدعوة الإسلامية تهدف إلى تنمية الصفات الحميدة والقضاء على المُعتقدات الخاطئة وتصحيح المسار الديني الذي اتبعه العرب وشكلوا به معالم تاريخ العرب قبل الإسلام.
أيام العرب قبل الإسلام
كان لأيّام العرب دور في صياغة تاريخ العرب قبل الإسلام، فقد شكّلت هذه الأيام مراحل فاصلة في التاريخ، وهذه الأيام تُعالج الكثير من الأحداث سواء في الحرب أو في السلم، فهي تروي قصصًا دارت وكان لها أثر في نفوس العرب بعد الإسلام كان فيها عبرة للجيل الذي جاء من بعد العرب، وهذه الأيام تُعتبر مرجعًا في تاريخ العرب قبل الإسلام، ومن هذه الأيام: يوم ذي قار، يوم حليمة، يوم طِخفة وغيرها من الأيّام التي روت قصص من تاريخ العرب قبل الإسلام.
استوطن العرب في منطقة شبه الجزيرة العربية ليشكلوا معالم تاريخ العرب قبل الإسلام، وكانت مراكز الاستيطان مُتعددة منها: الحجاز، اليمن، نجد، تهامة، العروض، عُمان، وفي تلك المناطق تمّت صياغة مرحلة تاريخ العرب قبل الإسلام، والعرب هُم فرع من الشعوب السامية وتتركز أصولهم في مناطق شبه الجزيرة العربية، وهناك ثلاث أقسام للعرب وهي: العرب البائدة، العرب العاربة، العرب المُستعربة، وبالنسبة للعرب البائدة فهم من نسل سام بن نوح، وضمّت هذه الفئة سبع قبائل منها: ثمود، طسم وغيرها، ولكن هذه القبائل انقرضت ولم يصل من تاريخها شيء، أمّا بالنسبة للعرب العاربة فهم القحطانيين نسبة إلى يعرب بن قحطان، وقد سكنوا مناطق الجنوب واشتهروا بالتجارة، وكانت الديانة السائدة لديهم هي الديانة الوثنية، وأخيرًا العرب المُستعربة الذين ينتسبون لإسماعيل بن إبراهيم، وهؤلاء سكنوا مناطق الشمال، ومن قبائل العرب المستعربة: مُضر، تميم، هذه الأقسام كان لها دور مهم في تشكيل معالم تاريخ العرب قبل الإسلام.
ظهر الإسلام في شبه الجزيرة العربية في المنطقة التي احتضنت فترة تاريخ العرب قبل الإسلام، وبظهور هذا الدين الجديد انتهى ما يُعرف بعصر الجاهلية، وقد ظهر الإسلام على يد الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وهو من قريش، جاء الإسلام ليخلّص البشر من اعتقاداتهم الخاطئة في توحيد الله تعالى، وقد واجه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- العديد من الصعاب أثناء دعوته للإسلام، لأنّ العرب اعتقدت أنّه يريد المُلك ولم يفرقوا بين السيادة والنبوّة، فكان لديهم تخوّف كبير من أن الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم- يريد القضاء على سيادتهم وحكمهم، ولم يكن هذا الهدف بل كان الإسلام يهدف إلى تنمية صفات العرب الحميدة وتقوية الصلات بينهم وبين الله تعالى، وقد ثبّت الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم- أركان الدولة الإسلامية بعد هجرتهِ إلى يثرب ليقضي على جاهلية العرب في عبادتهم، وليبدأ عهد الدولة المدنية وأسسها، وبهذا تنتهي فترة مهمّة في التاريخ وهي فترة تاريخ العرب قبل الإسلام
موقع سطور