بحث عن حقوق المساجد في الإسلام

الكاتب: علا حسن -
بحث عن حقوق المساجد في الإسلام.

بحث عن حقوق المساجد في الإسلام.

 

المسجد

المسجد مكان أداء العبادة من صلواتٍ واعتكافٍ، وهو أيضاً مكان تلاقي المسلمين واجتماعهم، ومركز تحاوُرِهم وتشاوُرِهم. كان المسجد في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وعهد من جاء بعده من خلفاء المسلمين مكان انطلاق جيوش المسلمين، التي فتحت مشارِق الأرض ومغاربَها، وهو كذلك مكان تخريج العُلَماء والقادة والمُبدِعين؛ حيث عُقِدت فيه المجالس العلميّة، والحلقات الحواريّة، والنّدوات الأدبيّة منذ عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وحتّى الوقت الحاضر، ولكلّ ذلك فقد احتلّ المسجد مكانةً خاصّةً في الإسلام؛ لما له من دورٍ في بناء المُجتمعات بشكلٍ عامّ، والنّظام الإداريّ الإسلاميّ بشكلٍ خاصّ؛ فكان النّواة الأولى لانطلاق الدّولة الإسلاميّة، والأساس المنيع في بداية نشأتها، وقد احتفظت المساجد بهذا الدّور الرّائد عصوراً عدّة.

حقوق المسجد في الإسلام

يرتبط المسجد بالشّعيرة الأهمّ في الإسلام، وهي الصّلاة، ومع أنّ وظيفة المسجد في الإسلام لا تقتصر على الصّلاة والعبادة فحسب؛ إلّا أنّ أبرز ما يُميّز المساجد إقامةُ الصّلاة فيها؛ حيث يجتمع المسلمون في المسجد لأجلها خمس مرّاتٍ في كلّ يوم، وممّا ينبغي على المسلمين الانتباه إليه وتأمينه من حقوق المساجد ما يأتي:

 

واجبات الإمام المسلم تجاه المساجد

 

واجبات إمام المسجد وخطيبه تجاه مسجدهما

خطيب المسجد وإمامه قائدان في مسجدهما، وتجب عليهما بعض الحقوق تجاه مسجدهما، ومنها:

  • نهي المُشركين عن الاقتراب من المسجد الحرام: كان المؤمنون والمشركون يحجّون إلى بيت الله جميعاً في الوقت نفسه، وقد قضى الأمر الإلهيّ في تلك المرحلة بعدم منع المسلمين غيرَهم من أصحاب الأديان الأخرى من الحجّ إلى الكعبة، أو التعرُّض لهم بأيّ أذىً، بعدها أنزل الله تعالى قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌوفي هذه الآية الكريمة نهيٌ صريح من الله عزّ وجلّ للمؤمنين عن السّماح للمشركين أو الكافرين بدخول المسجد الحرام أو الاقتراب منه، وكان هذا النّهي من أجل صون المسجد الحرام وأكنافه من خبث المشركين وتخطيطهم، حينها نُفِي المشركون من دخول المسجد الحرام بعد أن بلغ الإسلام مُبتغاه من العِزّة والمَنَعة، فلم يعُد المسلمون يخشون الفقر؛ لعلمهم بأنّ الله سيُغنيهم
  • مراقبة المساجد ومتابعة أمورها: ينبغي على الحاكم المسلم أن يُكلّف مَن يثق به؛ لمتابعة إدارة شؤون المساجد كافّةً، ومتابعة ما يخصُّها؛ لما تحتلّه من مكانة بالغة الأهميّة في الدّولة الإسلاميّة، على ألّا تكون تلك المتابعة تقييداً لعمل الأئمّة، وتضييقاً لصلاحيّاتهم ونشاطاتهم، التي يجب أن تتوافق مع قواعد الشّريعة وما وُجِد لأجله المسجد، وتكون وفق الكيفيّة التي يراها وليّ الأمر في خدمة المجتمع الإسلاميّ وأفراده، فقد أباح رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فعل بعض الأعمال في المسجد، ونهى من بعضها؛ وذلك حفظاً لهيبة المسجد ومكانته، وإعمالاً للدّور المطلوب منه شرعاً وفق ما تقتضيه المصلحة العامّة لذلك.

     

    • أن يرسّخ الخطيب والإمام معنى الوحدة بين أبناء الحيّ والمنطقة والدّولة ككلٍّ في نفوس المُصلّين جميعاً، ويُعزِّزا ذلك بالعمل له، ويُعمِّقا أواصر المحبّة بين المُصلّين الذين يرتادون المسجد، كما يجب عليهما أن يُذَكِّرا المصلين بأنّ الإسلام جعل الأخُوَّة من دعامات وحدة المجتمعات وتماسكها، وجعلها أساساً للتّرابط بين أفراد المجتمع الإسلاميّ.
    • أن يُسارع الخطيب والإمام إلى فضّ الخلافات والنّزاعات التي ربّما تظهر بين المُصلّين أو بين أبناء الحيّ أو المنطقة، فيبادران إلى الإصلاح بين النّاس في خصوماتهم، وإزالة خلافاتهم، وتوطيد علاقاتهم الأخويّة، وترسيخ دواعي الألفة والانسجام؛ لأنّ ذلك أدعى إلى ترسيخ أمن المجتمع، وضمان الاطمئنان والاستقرار، ممّا يؤدّي إلى حفظ أمن المجتمع، وحفظ دعائمه من التّزعزُع والانهيار.
    • أن يتولّى الخطيب والإمام توعية المُصلّين وأهل الحيّ بالضّوابط الأمنيّة التي أقرَّتها الشّريعة الإسلاميّة؛ لحفظ أمن المجتمع وسلامته، وضمان خُلُوِّه من الجرائم، ووقايته من الانحراف، ومحاربة ما قد يتعرّض له من الإرهاب المُنظَّم أو الفرديّ.
شارك المقالة:
259 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook