بعض أنواع الثديات في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
بعض أنواع الثديات في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

بعض أنواع الثديات في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية.

 
رتبة القوارض (Order Rodentia)
 
تعد القوارض ثاني أكبر رتبة من حيث عدد الأنواع في المملكة، وتوجد في جميع البيئات وبخاصة بيئات السهول والمناطق المفتوحة؛ حيث تنتشر العضلان والفئران بشكل كبير. وتضم الرتبة خمس عائلات، وتشكل الفئران والعضلان نحو 95 % من الأنواع، بينما يوجد نوع واحد في كل من عائلة النيص وزغبة الحدائق، وتضم عائلة الجرابيع نوعين فقط، ومن هذه الأنواع في منطقة الجوف:
 
- عضل جيسمان (Gerbillus cheesmani): 
 
عضل جيسمان من عائلة العضلان (Cricetidae)، وهي قوارض متكيفة للحياة البرية؛ إذ تتسع محفظة الأذن الداخلية؛ ما يمكنها من سماع الأصوات الخافتة، وكذلك قدرتها على تحمل نقص الغذاء. يمتاز هذا الجرذ بلونه الرملي، وأطرافه الخلفية الطويلة، وذيله الطويل، وهو حاد البصر ليلاً، ويصل طوله إلى 23سم، كما يصل طول ذيله إلى 12سم، وهو صغير الحجم، ويشبه الفأر إلى حد كبير.
 
يعيش في البيئات الرملية وبخاصة حول نباتات الأرطى التي توفر له المأوى، وهو حيوان ليلي المعيشة، ويتغذى على الحبوب والنباتات الصحراوية، ويقوم بجمع الغذاء خلال الليل لاتقاء حرارة الشمس، وربما لاحتواء النباتات على كمية كبيرة من الرطوبة خلال الليل؛ وذلك لتعويض نقص الماء.
 
تهتم العضلان بشكل عام بتأمين المسكن؛ لأنه يوفر الأمان للغذاء المخزن؛ حتى تقلل ما أمكن من التعرض لمخاطر الافتراس، وكذلك لتأمين مأوى لصغارها التي تولد غير قادرة على الحركة لعدد من الأسابيع، وتشكل مع بقية القوارض فرائس لكثير من الطيور والثدييات والزواحف.
 
عضل واجنر (Gerbillus dasyurus):
 
عضل واجنر من عائلة العضلان (Cricetidae) من رتبة القوارض. وهو ذو انتشار واسع في الجزيرة العربية، ويعيش في المناطق والسهول الصخرية، وهي مناطق انتشار الفأر كثيف الشعر. ويعد هذا العضل حيوانًا ليلي المعيشة، ويعيش في مستعمرات جماعية، ويتغذى على بذور الأعشاب الموسمية.
 
- الجرذ الليبي (Meriones libycus): 
 
الجرذ الليبي من عائلة العضلان (Cricetidae)، وهو جرذ قوي البنية، ويمتاز بوجود خصلة شعر سوداء في نهاية الذيل الطويل، ومخالبه سوداء، ويغطي جسمه شعر رملي اللون. وينتشر في مناطق واسعة من المنطقة الوسطى، وهو واسع الانتشار في الجزيرة العربية، ويعيش في مستعمرات جماعية، ويعد نهاري المعيشة، ويتغذى على النباتات الصحراوية.
 
- جرذ سندوفال (Merionaes crassus): 
 
جرذ سندوفال من عائلة العضلان (Cricetidae)، وهو أكثر القوارض انتشارًا في المنطقة الوسطى من المملكة، ويغطي جسمه شعر كثيف يميل إلى اللون الرملي، وتوجد خصلات شعر بيضاء خلف الأذن، أما لون شعر البطن فأبيض، وينتهي الذنب بخصلة شعر سوداء.
 
ينتشر في مناطق واسعة من المنطقة الوسطى وبخاصة في المناطق الرملية، ويعيش معيشة جماعية على هيئة مستعمرات حول جذور الأشجار. وهو حيوان ليلي المعيشة؛ إذ يخرج للبحث عن الغذاء عند الغروب، ويتغذى على الحبوب والحشائش. كما يوجد في المنطقة أنواع أخرى مثل: فأر المنازل، والفأر الشوكي الذهبي.
 
- الجربوع الصغير (Jaculaus jaculus): 
 
اليربوع أو الجربوع قارض صغير، ويعرف بقفزاته العالية التي تشبه قفزات الكنغر، وهو من عائلة الجرابيع التي تتبع رتبة القوارض. ويعد حيوانًا صغير الحجم؛ إذ لا يتعدى طوله 30سم، ويكسو جسمه فراء ناعم رملي اللون، وأطرافه الأمامية قصيرة، والخلفية طويلة تمكنه من القفز عاليًا هربًا من الأعداء، والذيل طويل؛ إذ يصل طوله إلى ثلثي طول الجسم، وينتهي بخصلة شعرية بيضاء، ويساعد الذيل الطويل في التوازن أثناء الحركة.
 
يعيش في السهول الصحراوية والمناطق الرملية، وهو متكيف للمعيشة في الرمال؛ إذ توجد خصل شعرية بين أصابع القدمين تمكنه من السير على الرمال، كما أن محفظة الأذن الداخلية متضخمة تمكنه من سماع أخفت الأصوات.
 
ينشط هذا الحيوان خلال الليل بحثًا عن الغذاء، وعادة ما يأخذ حمامًا رمليًا لتنظيف فرائه مما يعلق به. ويتغذى على الحبوب والسيقان والأعشاب، ولا يحتاج لشرب الماء. وتعيش الجرابيع وحيدة عادة، وقد يستخدم الجحر أكثر من جربوع فترة من الزمن. وعادة ما تحفر الجرابيع أنفاقًا عميقة حلزونية.
 
تتكاثر الجرابيع في الربيع والخريف، وتلد الأنثى من 2 - 5 صغار بعد فترة حمل تستمر مدة 25 يومًا، وتبقى الصغار إلى أن تنمو وتصبح قادرة على البحث عن الغذاء. وتشتهر الجرابيع بجحورها متعددة الأبواب؛ فإذا طلبه المفترس من باب خرج من الباب الآخر، ويسمي العرب جحر الجربوع (القاصعاء). وتشكل الجرابيع فرائس لعدد من الحيوانات البرية مثل: الطيور الجوارح، والثدييات، والزواحف، كما أنها تصاد وتؤكل في المنطقة الوسطى والمناطق الشمالية من المملكة.
 
- جربوع الفرات (Allactaga euphratica):
 
جربوع الفرات من عائلة الجرابيع (Dipodidae)، ويمتاز بوجود خمسة أصابع بقدميه الخلفيتين الطويلتين، ولكنه يستخدم الأصابع الوسطى فقط في الحركة، أما الإصبعان الآخران فضامران. وله أذنان طويلتان، وذيل طويل ينتهي بخصلة شعرية بيضاء وسوداء. يعيش هذا الحيوان في المناطق السهلية، ويوجد في شمال الجزيرة العربية.
 
وهو حيوان ليلي المعيشة؛ إذ ينشط بعد الغروب، ويتنقل مسافات بعيدة بحثًا عن الغذاء، ويعيش في جحور ذات مداخل متعددة تحسبًا للفرار من الأعداء، معتمدًا على خفة حركته وقفزاته السريعة.
 
- النيص (Hystrix indica): 
 
يعد النيص أو الشيهم أو الدعلج أكبر القوارض الموجودة في المملكة؛ إذ يصل طوله إلى متر، ويزن نحو 15كجم، كما يعد النوع الوحيد ضمن عائلة الشياهيم من رتبة القوارض. وهو حيوان مميز بوجود الأشواك الطويلة التي تغطي جسمه؛ حيث يغطى الرأس والجزء الأمامي من الجسم بشعر قصير أسود خشن، ويوجد شعر قوي على الرقبة، وتغطي بقية الجسم أشواك طويلة حادة يستخدمها سلاحًا يطلقها كالقذائف تخترق جلد الحيوان المهاجم لذلك تهابه السباع.
 
يوجد في معظم مناطق المملكة عدا الربع الخالي وصحراء النفود، ويكثر في الأودية والمناطق الجبلية؛ حيث يقوم بحفر جحره مستخدمًا مخالبه القوية. وهو حيوان ليلي المعيشة، ويمتاز بحاستي شم وسمع قويتين، ويتغذى على عدد من النباتات والخضار والثمار، ويستخدم مخالبه للبحث عن الطعام.
 
يتكاثر النيص في فصل الربيع، وتستمر فترة الحمل شهرين، وتضع الأنثى صغيرًا أو صغيرين في جحور محمية، وتبلغ سن التزاوج عند السنة الثانية. ويعتقد أن النيص يعمر مدة 15 سنة تقريبًا.
 
يشكل النيص غذاء لبعض الحيوانات مثل: الذئب، والوشق، وقد يصاد للأكل في بعض مناطق المملكة. وعلى الرغم من أنه يدمر المحصولات الزراعية إلا أن أعداده القليلة نسبيًا تقلل من هذا الأثر، علمًا بأنه ينقل بعض الأمراض الخطيرة.
 
 رتبة اللواحم (Order Carnivora)
 
تضم رتبة الضواري مجموعة كبيرة من الأنواع تصل إلى 14 نوعًا تقريبًا في المملكة، تشملها خمس عائلات هي: العائلة الكلبية مثل: الذئب، والثعلب، وعائلة العرسيات ومنها الظربان، وعائلة الزباديات ومنها الزريقاء والنمس، وعائلة الضباع ومنها الضبع المخطط، والعائلة القطية التي تشمل القطط، والوشق، والنمر العربي. وتعد أنواع عائلة القطط قليلة العدد ومهددة بالانقراض.
 
- الذئب العربي (Canis lupus): 
 
يوجد من الذئب العربي سلالتان في الجزيرة العربية، شمالية كبيرة الحجم، وأخرى جنوبية أصغر حجمًا، والذئب من العائلة الكلبية التي تضم الثعالب وابن آوى. والذئب العربي صغير الحجم؛ فقد يصل وزنه إلى 20 كيلو جرامًا، وارتفاع كتفه 70سم عن الأرض، وأطرافه طويلة، ويصل ذيله إلى عقبيه، ويكسوه شعر خشن، ونهاية الذيل سوداء  . 
 
يوجد الذئب في جميع مناطق المملكة عدا الربع الخالي وبعض أجزاء من صحراء النفود، ويكثر في جبال الحجاز ووسط المملكة. وهو حيوان ليلي المعيشة؛ إذ ينشط عند الغروب بحثًا عن الغذاء، وعادة ما يكون في جماعات للمساعدة في القبض على فريسة، بينما يستقر في مخبئه في الكهوف والجحور خلال النهار، ولا يخرج إلا نادرًا.
 
وهو من اللواحم، ويتغذى على ما يصيده من حيوانات فقارية مثل: الماشية، والثعالب، والكلاب، وقد يهاجم حيوانات كبيرة مثل الحمير عندما يكون في مجموعات، وقد يلجأ إلى الحيوانات الميتة وقتلى الطرق عندما لا يجد ما يصيده، ويعتمد على حاسة الشم؛ حيث يشم على مسافة 2كم أو أكثر  
 
يعيش الذئب وحيدًا أو في جماعة، وعادة ما تتكون الجماعة من زوج وجيل أو جيلين من أبنائهما. ويتكاثر في الشتاء، وتستمر فترة الحمل شهرين، وتلد الأنثى من 3 - 7 جراء، وترضع الأم صغارها أكثر من شهرين، وعند عمر سنة يصبح الذئب بالغًا قادرًا على التزاوج.
 
وعلى الرغم من انتشاره الواسع في جميع المناطق تقريبًا إلا أن أعداده قليلة نسبيًا لارتباطه بالإنسان منذ القدم، وافتراسه حيواناته وبخاصة في البادية؛ ما يعرضه للقتل بشكل مستمر؛ ويؤدي إلى تدني أعداده في كثير من المناطق.
 
- الثعلب الأحمر (Vulpus vulpus): 
 
الثعلب الأحمر أو الثعلب العربي من العائلة الكلبية التي تتبع لرتبة الضواري. وهو أحد أربعة أنواع من الثعالب التي توجد في المملكة. ويعرف عند العامة بـ (أبو حصين) وهي كنيته.
 
وهو أكبر الثعالب حجمًا؛ حيث يصل طوله إلى متر تقريبًا، وطول ذيله 40سم تقريبًا، وهو رشيق الجسم، ويكسو جسمه فراء ناعم محمر، وذيله الطويل ينتهي بخصلة بيضاء، ويتميز بوجود شعر أسود خلف الأذن.
 
يعيش الثعلب في المناطق الصحراوية في السهول والأودية، ولكنه يفضل القرب من المناطق السكنية للإنسان؛ وذلك لتوافر الغذاء. وللثعلب قدرة كبيرة على الاختفاء وتجنب الوقوع في الأسر، كما أنه بارع في الحصول على الغذاء باتباع أساليب خدع تدل على ذكاء ومكر.
 
يستقر هذا الحيوان داخل جحره خلال النهار، وينشط للبحث عن الغذاء خلال الليل، ويستخدم حاسة الشم القوية لتحديد مكان الغذاء، ويتغذى تغذية مختلطة؛ فقد يأكل الطيور والثدييات الصغيرة، كما يأكل الثمار والخضراوات. والثعلب مشهور بحبه للعنب.
 
يتكاثر خلال الشتاء، وتضع الإناث من 4 - 6 جراء في بداية فصل الربيع بعد فترة حمل تستمر شهرين، وغالبًا ما تقضيها الأم في جحرها منفردة. وتتخاطب الثعالب فيما بينها بوساطة الرائحة؛ حيث تضع البول والبراز في أمكنة محددة ضمن مناطق معيشتها لتحذير الأفراد الأخرى وإبعادها.
 
ويشكل الثعلب مشكلة اقتصادية لكثير من المزارعين وسكان البادية؛ حيث يقتل الدواجن وصغار الماشية. كما أنه يتعرض لعدد من الأمراض التي تصيب الضواري، مثل داء الكلب الذي يمكن أن ينتقل للإنسان. ويعيش الثعلب مدة عشر سنوات تقريبًا.
 
- الثعلب الرملي (Vulpus rueppelli): 
 
ثعلب الرمال من العائلة الكلبية، وهو أصغر حجمًا من الثعلب الأحمر؛ إذ يصل طوله إلى 80سم تقريبًا. ويمتاز هذا الثعلب بطول أذنيه، وذيله كثيف ينتهي بطرف أبيض، ولون فرائه رملي باهت، ولا يوجد شعر أسود خلف الأذن. ويعيش في المناطق الرملية المفتوحة وبخاصة الربع الخالي، وأعداده قليلة؛ لذلك فهو قليل المشاهدة على الرغم من أنه يتجول كثيرًا في مناطق عيشه بحثًا عن الغذاء.
 
والثعلب الرملي حيوان ليلي المعيشة، يتغذى على القوارض، والزواحف، والحشرات، كما أنه يأكل النباتات العصارية بوصفها مصدرًا إضافيًا للغذاء. وعلى الرغم من قلة المعلومات المتوفرة عنه، إلا أنه يعيش في أزواج أو جماعات.
 
يتكاثر الثعلب الرملي في فصل الشتاء، وتلد الأنثى من 3 - 4 جراء صغيرة عمياء غير قادرة على الحركة بعد فترة حمل تستمر شهرين، وتعتني الأم بصغارها مدة أربعة أشهر، بعدها تكون قادرة على الاعتماد على نفسها.
 
ولا تتوفر معلومات عن مناطق انتشار هذا الحيوان وحياته في بيئاته الطبيعية، ولكنه يعد من الحيوانات النادرة، ويوشك على الانقراض نتيجة قلة أعداده وصيده المستمر لغرض الاستفادة من فرائه.
 
- الظربان (Mellivera capensis): 
 
الظربان أو الظربون يسمى (الغريري) و (آكل العسل) أيضًا، وهو حيوان من عائلة العرسيات (Mustelidae) من رتبة الضواري. ويمتاز بلونه البني القاتم أو الأسود مع وجود خط أبيض أو مصفر عريض على منتصف الظهر، ويصل طول جسمه من 80 - 90سم، وله ذيل قصير، ويصل وزنه من 6 - 12كجم، وأطرافه الأمامية قوية تنتهي بمخالب طويلة قادرة عل الحفر، وأرجل خلفية ضعيفة، وله جلد سميك يوفر له الحماية من أعدائه.
 
يوجد الظربان في معظم مناطق المملكة، وهو متكيف للمعيشة في البيئات الجافة لقدرته على التحمل. وهو نشط وفعال خلال النهار، كما ينشط خلال الليل وبخاصة في فصل الصيف، ويسكن الجحور والشقوق في الليل. ويتغذى تغذية مختلطة، ولكنه يفضل الحيوانات الفقارية واللافقارية، كما يأكل الحيوانات الصغيرة، والبيض، والسحالي، والثعابين. ويعد من ألد أعداء مربي العسل التقليديين؛ حيث يحفر المناحل ويسطو على أقراص العسل، ويوفر له جلده السميك الحماية من لدغ النحل، ويعتمد بشكل رئيس على أطرافه الأمامية القوية ومخالبه الطويلة في الحفر والبحث عن الفرائس في الجحور والشقوق. ويعيش وحيدًا، ويستخدم غدد الرائحة في تحديد مناطق معيشته لحمايتها وتجنب المنافسين، كما أنه يستخدم غدة الرائحة العجزية في نشر رائحة قوية تنفر وتبعد الأعداء.
 
يتكاثر خلال فصل الشتاء، وتستمر فترة الحمل مدة ستة أشهر، تلد الأنثى بعدها من صغيرين إلى أربعة، وتعتني بهم بمفردها. ويعمر الظربان نحو عشرين عامًا.
 
- الضبع (Hyaena hyaena): 
 
يتبع العائلة الضبعية، وهو من رتبة الضواري أو اللواحم، ويعرف بـ (الضبع المخطط) لوجود خطوط سوداء على جوانب جسمه تميزه عن الضبع المنقط الذي ينتشر في إفريقية. ويمتاز ببنيته القوية، ورجليه الأماميتين القويتين، وأسنانه الكبيرة القوية القادرة على تهشيم العظام وفتح الجماجم، ويغطي جسمه شعر رمادي كثيف، ويستطيع نصب شعر العرف الموجود على الرقبة لإخافة الأعداء، كما أن له دورًا في الاتصال مع أفراد النوع.
 
يعيش الضبع في المناطق الصحراوية، والأودية، والحرات، وفي الكهوف، والجحور، وقد يوجد قريبًا من المناطق الزراعية. وهو ليلي المعيشة؛ إذ يخرج ليلاً بحثًا عن الغذاء، ويتغذى على الحيوانات الصغيرة من الثدييات والزواحف، وقد يهاجم قطعان الماشية فيقتل بعضها، كما يأكل بقايا الحيوانات الميتة والفضلات، وله القدرة على استخلاص مواد غذائية من العظام الجافة، ويتحمل العطش فترات طويلة، ويحصل على احتياجاته المائية من فرائسه ومن بعض الخضار الذي يتغذى عليه. ويتكاثر الضبع في فصل الشتاء، وتستمر مدة الحمل 80 يومًا تقريبًا، وتلد الأنثى من صغيرين إلى أربعة في كل مرة، وتولد الصغار عمياء، وتعتني بها الأم مدة عام تقريبًا.
 
وللضبع أهمية بيئية كبيرة؛ حيث يخلص البيئة من المواد والبقايا غير المستفاد منها، ويحصل منها على غذاء مفيد؛ وبهذا فهو يعيد استخدام هذه المواد مرة أخرى. بالإضافة إلى ذلك يصيد بعض سكان البادية الضبع لبعض الاستخدامات الطبية؛ لذا فهو يتعرض للصيد بشكل مستمر.
 
- القط الرملي (Felis margarita): 
 
القط الرملي من العائلة القطية، ومن رتبة الضواري، ويشبه القط البري في المظهر العام إلا أنه أصغر منه حجمًا؛ حيث يصل طول جسمه إلى 75سم تقريبًا، وطول ذيله 30سم تقريبًا، ويمتاز بأذنين كبيرتين عريضتين، ويظهر الوجه على شكل مربع، ولون الجسم رمادي مصفر، ويوجد على الأطراف الأمامية خطوط عريضة، وينتهي الذيل بخصلة سوداء.
 
يعيش القط الرملي في المناطق الرملية، فهو متكيف للمعيشة في هذه البيئات التي تقل فيها المياه والغذاء. ويعد هذا الحيوان ليلي المعيشة؛ لذا فإن رؤيته نادرة في بيئته؛ حيث لا يظهر خلال النهار إلا نادرًا، ويتغذى بصورة أساسية على القوارض، كما يأكل الزواحف والطيور. ويتكاثر في الشتاء، وتولد الصغار خلال الربيع. ويعد من أجمل حيوانات البيئات الرملية، ويعتقد أنه يوجد بأعداد قليلة جدًا، وهو مهدد بالانقراض؛ لذا فهو بحاجة ماسة إلى الحماية.
 
- القط البري (Felis silvestris): 
 
القط البري من العائلة القطية من رتبة الضواري، وهو أحد أربعة أنواع من عائلة القطط لاتزال توجد بأعداد قليلة في المملكة، وهو يشبه القط المستأنس، ولكنه أكبر حجمًا؛ إذ يصل طوله إلى 85سم تقريبًا، وطول ذيله 40سم، ويميل لونه إلى الرمادي الباهت مع وجود خطوط سوداء على الوجه وجانبي الجسم، كما توجد على الذيل حلقات سوداء، وينتهي بخصلة سوداء. وتوجد هذه القطط بشكل واسع في أجزاء متعددة من المنطقة، ولكنها تفضل مناطق السهول المفتوحة والمناطق الصخرية، وتعيش في الجحور والشقوق.
 
وتقضي معظم النهار في الجحور، وتنشط بحثًا عن الغذاء خلال المساء، وتتغذى على القوارض والزواحف والثدييات الصغيرة مثل: الأرنب، والوبر، وتعتمد على حاستي البصر والشم لتحديد فرائسها.
 
يتم التكاثر خلال معظم أوقات العام، ولكنه يتركز في أوقات توفر الغذاء. وتضع الأنثى من 3 - 5 صغار غير قادرة على الحركة خلال شهر، وقد تعمر القطط البرية إلى 15 سنة.
 
يعد القط البري أحد الحيوانات الفطرية الجميلة في البيئات الرملية، وعلى الرغم من أن القطط البرية توجد بأعداد قليلة في بيئاتها الطبيعية إلا أن ذلك لم ينقذها من استمرار اصطيادها؛ لذا فهي مهددة بالانقراض، ويجب حمايتها والمحافظة عليها.
 
رتبة شفعية الحافر (Order Artiodactyla)
 
تشمل رتبة شفعية الحافر أو الظلفيات مزدوجة الحافر عائلة واحدة في المملكة هي العائلة البقرية، وتضم هذه العائلة عددًا محدودًا لا يتجاوز خمسة أنواع من المها العربي، وثلاثة أنواع مثل الظباء والوعل، وهناك أنواع أخرى انقرضت منذ زمن مثل: الكبش البري، والماعز البري، وقد تمت إعادة توطين المها والظباء في المحميات الطبيعية في المملكة. ويعد الوعل النوع الوحيد الذي ما زال موجودًا بأعداد لابأس بها في بيئاته الطبيعية.
 
- المها العربي (Oryx leucoryx): 
 
يعد المها العربي أو الوضيحي من أكثر حيوانات الجزيرة العربية شهرة في التراث العربي، وهذا هو النوع الوحيد من جنس المها من العائلة البقرية (Bovidae) الموجودة في الجزيرة العربية، وهو أصغرها حجمًا وأكثرها رشاقة؛ إذ يصل وزنه إلى 130كجم، وطوله نحو 170سم، ويميل لون جسمه إلى البياض؛ ومنه اشتق الاسم. وهناك علامات فارقة للمها مثل: البقعة البنية مقرضة على الوجه التي تمتد لتغطي العين، وكذلك وجود منطقة بيضاء فوق الأظلاف السوداء. كما يمتاز المها بقرنين طويلين، يصل طول الواحد منهما إلى 70سم، وهذه القرون حادة النهاية، وتكون في الذكور أكبر، وتستخدم في العراك مع الحيوانات الأخرى والمفترسات.
 
كانت قطعان المها منتشرة في أجزاء متعددة من المملكة  ؛ حيث توجد في الربع الخالي، والدهناء، وصحراء النفود، والمناطق الوسطى والشمالية من المملكة، ولكن أعداده بدأت بالتناقص منذ أكثر من قرن نتيجة للصيد المستمر، وتطور وسائل الصيد والطرد عند الصيادين. وقد انقرضت أعداده من بيئاته الطبيعية بعيد منتصف القرن العشرين (خلال الستينات من القرن الميلادي الماضي)، ولكن اهتمام بعض الهيئات العالمية، ومساندة الحكومات المحلية في المنطقة ودعمها أدى إلى تكوين قطيع مكون من عشرة أفراد، تبرعت المملكة بأربعة أفراد (ذكرين وأنثيين)، وأنثى من الكويت، وأخرى من عمان، وثالثة من حديقة لندن صيدت من عمان، وثلاثة أفراد (ذكرين وأنثى) في الربع الخالي عام 1382هـ / 1962م  .  وقد أرسل القطيع إلى حديقة حيوان فيونكس بولاية أريزونا في أمريكا لتشابه المناخ مع البيئة الطبيعية للمها في الجزيرة العربية. وتكاثر القطيع بشكل جيد، ووصل عدده إلى 150 فردًا عام 1403هـ / 1983م. وقد أسهم هذا القطيع في إعادة توطين المها في بيئاته الأصلية في الأردن، وعمان، والمملكة فيما بعد.
 
وتجدر الإشارة إلى أهمية دور حديقة حيوان مدينة الرياض التي أُسست عام 1377هـ / 1957م، ضمت في ذلك الوقت مجموعة كبيرة من المها بلغت ثلاثة عشر فردًا، أهديت منها أربعة أفراد لتكوين القطيع العالمي، وكانت تلك الأفراد تلقى عناية جيدة، وتكاثرت هذه المجموعة بصورة ممتازة إلى أن تم نقل القطيع إلى مزرعة الملك خالد بالثمامة عام 1401هـ / 1981م لإعادة بناء الحديقة، وقد نما القطيع إلى أن وصل عدده إلى 72 فردًا عام 1406هـ / 1986م. اهتمت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها حال إنشائها بالقطيع، كما بدأت في إكثاره تحت الأسر في مركز أبحاث الحياة الفطرية في الطائف، ونجحت نجاحًا كبيرًا في إعادة بناء القطيع وإكثاره، وكانت أول ثمرة لهذا الجهد إطلاق أول مجموعة في بيئاتها الطبيعية في محمية محازة الصيد عام 1410هـ / 1989م، وقد وصل عدد المها في المحمية إلى أكثر من 600 رأس في الوقت الحاضر، كما يوجد نحو 300 رأس في محمية عروق بني معارض.
 
يعيش المها في قطعان تتكون من ذكر وعدد من الإناث وبعض الصغار متنقلاً بين المناطق الرعوية، فيقضي الشتاء في المناطق الرملية الداخلية، ويلجأ إلى الأودية ذات الأشجار خلال الصيف لاتقاء حرارة الشمس. ويتغذى على أنواع متعددة من النباتات الحولية خلال الشتاء، ويفضل النباتات التي تحتوي على كمية من الماء خلال الصيف لتعويض النقص فيه؛ لذلك فهو لا يحتاج لشرب الماء. ويستطيع المها أن يعيش على ما يعادل 1 % من وزنه من الغذاء مقارنة بالمواشي الأخرى التي تحتاج إلى أكثر من 2.5 % من وزنها كي تبقى حية.
 
يتكاثر المها خلال العام، وتراوح فترة الحمل بين 8 و 9 شهور، وتضع الأنثى صغيرًا واحدًا في مكان منعزل لتوفر الحماية له، ويبقى الصغير دون حركة مدة ثلاثة أسابيع، حيث تتردد عليه الأم لإرضاعه، ويقوم بعدها بالتغذية على النباتات، وتبلغ الإناث بعد سن سنتين ونصف تقريبًا.
 
- غزال الريم (Gazella subgutturosa): 
 
غزال الريم أو غزال الرمال من العائلة البقرية من رتبة الظلفيات ثنائية الحافر، وهو أكبر أنواع الغزلان وأجملها شكلاً في المملكة. ويمتاز بلونه الشاحب ولا تظهر خطوط واضحة على وجهه أو بطنه، كما تمتاز الذكور بقرون قيثارية الشكل، ولكنها في الإناث صغيرة أو غير موجودة، كما أن للذكور انتفاخًا واضحًا في منتصف الرقبة يزداد حجمه وقت التزاوج، وتوجد على الوجه غدد يستخدمها الذكر لتعليم مقاطعته وبخاصة وقت التكاثر.
 
يعيش غزال الريم في الصحارى الرملية في النفود والدهناء في مجموعات أو قطعان (قبل انقراضها)، تتحرك في مساحات واسعة بحثًا عن النباتات الموسمية والأعشاب، وعادة ما تنشط خلال فترتي الصباح والمساء، وقد تكون ليلية خلال فترة اشتداد حرارة الجو. ولا يشرب الغزال الماء، ولكنه يعتمد في الحصول على احتياجاته من النباتات التي يتغذى عليها.
 
يتكاثر الغزال خلال الشتاء، وغالبًا ما يتزامن ذلك مع فترة هطلان الأمطار ووفرة الغذاء، وتحدث الولادات في بداية فصل الربيع بعد فترة حمل تستمر خمسة أشهر، وتعتني الأم بصغارها حتى تعتمد على نفسها في البحث عن الغذاء أو اتقاء الأعداء. وكانت الظباء ومنها الريم تعيش بأعداد كبيرة على هيئة قطعان يصل عددها من 50 - 100 فرد تتجول في مناطق انتشارها في النفود والدهناء والمناطق المجاورة، ولكن الصيد الجائر منذ بداية القرن الماضي أدى إلى تناقص أعدادها بشكل تسبب في انقراضها من بيئاتها الطبيعية. وقد عملت الهيئة الوطنية على إعادة توطين الريم في المحميات الطبيعية في محازة الصيد وعروق بني معارض وغيرها من المحميات.
 
- غزال الأدمي (Gazella gazella): 
 
غزال الأدمي أو الغزال الشائع يسمى كذلك (الغزال الجبلي)، وهو أحد أفراد العائلة البقرية من رتبة الظلفيات شفعية الحافر. وهو ظبي صغير الحجم؛ إذ لا يتجاوز طوله مترًا تقريبًا، ويميل لونه إلى البني الداكن، وتوجد علامات واضحة وهي خطوط بنية على امتداد الوجه، ويوجد خط بني داكن على الخاصرة يفصل لون الظهر عن لون البطن، وللذكور والإناث قرون طويلة؛ إذ يصل طولها في الذكور إلى 27سم. ويوجد غزال الأدمي في مناطق متعددة من المملكة وبخاصة المناطق الغربية والشمالية منها، ويوجد أيضًا في المنطقة الوسطى في جبال طويق جنوب الرياض.
 
تعيش ظباء الأدمي في قطعان صغيرة، وقد تكون وحيدة، ويعتقد أنه ما زالت هناك مجموعات صغيرة منها تعيش بصورة طبيعية في بعض مناطق شمال المملكة وغربها والمناطق الجنوبية، أما في بقية مناطق المملكة فقد تعرضت للزوال بسبب الصيد المستمر لها.
 
الأدمي متكيف بشكل كبير مع البيئة التي يعيش فيها؛ فلون جسمه يساعده على التخفي في الأودية وسفوح الجبال، وهو مثل بقية الظباء حذر في حركته، ويسمع الأصوات الخافتة، ويعتمد على الإبصار بشكل كبير. ويتغذى على الأعشاب وأوراق الشجر، ويتحمل العطش فترات كبيرة، ولكنه يحتاج إلى الماء كل 7 - 10 أيام وبخاصة خلال الصيف. وعلى الرغم من وجود أعداد قليلة منه في مناطق متفرقة من المملكة إلا أنه يعد في حكم المنقرض من البيئات الطبيعية، وقد تم إعادة توطينه في محمية محازة الصيد، ومحمية الوعول بحوطة بني تميم.
 
- الغزال العفري (Gazella dorcas): 
 
الغزال العفري أو الغزال السعودي من العائلة البقرية، من رتبة الظلفيات شفعية الحافر. وهو ظبي صغير الحجم، ولون جسمه رملي، وهناك خطوط طولية على الوجه، وكذلك خط خفيف فاصل بين لون الجسم ولون البطن، وتوجد على الرأس قرون متوسطة الحجم متجهة نحو الخلف، وينتشر هذا الغزال في المناطق الشرقية والشمالية والوسطى، وفي الأطراف الغربية من الربع الخالي.
 
تعيش ظباء العفري على هيئة قطعان صغيرة، وتفضل التغذية في المساء أو خلال فترة الصباح الباكر، وتعتمد على الأشجار والأعشاب في الحصول على ما تحتاج إليه من غذاء. وهي مثل بقية الظباء تستطيع البقاء فترة طويلة دون شرب الماء؛ حيث تحصل على احتياجاتها المائية من النباتات التي تتغذى عليها  
 
تتكاثر ظباء العفري في فصل الشتاء، وتحدث الولادات خلال الربيع، وقد تحدث ولادات أخرى في بداية الصيف. ولم تبق أعداد تذكر منها في البيئات الطبيعية؛ حيث تم القضاء عليها بالصيد الجائر. وهناك بعض الأعداد في مراكز الإكثار التابعة للهيئة، تمهيدًا لإعادة توطينها في بيئاتها الطبيعية السابقة.
 
شارك المقالة:
214 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook