بنات الرسول عليه الصلاة والسلام

الكاتب: مروى قويدر -
بنات الرسول عليه الصلاة والسلام

بنات الرسول عليه الصلاة والسلام.

 

 

آل البيت

 

آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هم أولاده، وأزواجه، وبنو عبد المطلب، وبنو هاشم، ومواليهم، وقد خص الله -تعالى- آل البيت بالعديد من الفضائل، وأجمع المسلمون على وجوب محبتهم ورعاية حقهم، وقد وردت الكثير من الآيات والأحاديث التي تدل على ذلك، ومنها ما روي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (خرج النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ غداةً وعليه مِرْطٌ مُرحَّلٌ، من شعرٍ أسودٍ، فجاء الحسنُ بنُ عليٍّ فأدخلَه، ثم جاء الحسينُ فدخل معه، ثم جاءت فاطمةُ فأدخلها، ثم جاء عليٌّ فأدخلَه، ثم قال: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).

 

عدد بنات الرسول صلى الله عليه وسلم

 

رُزق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبعة أبناء؛ ثلاثة أولاد وأربع بنات، والبنات هن: زينب، وأم كلثوم، ورقية، وفاطمة رضي الله عنهن، وأكبر البنات زينب رضي الله عنها، وقيل هي أسن من القاسم، وثمة خلاف في ترتيب رقية وأم كلثوم وفاطمة -رضي الله عنهن- العمري، حيث قيل عن كل واحدة منهن أنها أكبر من أختيها، وذكر ابن عباس أن أكبرهن رقية وأصغرهن أم كلثوم، أما الأولاد فأكبرهم القاسم الذي كان يكنّى به رسول لله صلى الله عليه وسلم، ثم عبد الله، ثم إبراهيم، ومن الجدير بالذكر أن كل أبناء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، إلا إبراهيم فهو من ماريا القبطية رضي الله عنها.

 

فاطمة الزهراء رضي الله عنها

 

هي فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وهي أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث ولدت قبل البعثة بخمس أعوام، ومن ألقابها -رضي الله عنها- أم أبيها والزهراء، وكانت فاطمة -رضي الله عنها- أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم، مصداقاً لقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (ما رأَيْتُ أحَدًا أشبَهَ سَمْتًا ودَلًّا وهَدْيًا برسولِ اللهِ في قيامِها وقعودِها مِن فاطِمةَ بنتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)، ومن الجدير بالذكر أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- تزوجها في السنة الثانية للهجرة بعد معركة بدر، وكان مهرها درعاً حطمية تبلغ قيمتها 400 درهم، ولم يكن في بيتها سوى قطعة من قطيفة، ووسادة حشوها الليف، ورحيين، وجرتين، وسقاء، وأنجبت -رضي الله عنها- خمسة أبناء وهم: الحسن والحسين، ومحسن، وزينب، وأم كلثوم.


ومن الجدير بالذكر أن فاطمة -رضي الله عنها- روت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثمانية عشر حديثاً، وروى عنها ابنها الحسين، وأم المؤمنين عائشة، وأم سلمة، وأنس بن مالك وغيرهم، ومما يدل على عظم قدر فاطمة الزهراء ما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ هذا ملَكٌ لم ينزلِ الأرضَ قطُّ قبلَ اللَّيلةِ استأذنَ ربَّهُ أن يسلِّمَ عليَّ ويبشِّرَني بأنَّ فاطمةَ سيِّدةُ نساءِ أَهْلِ الجنَّةِ وأنَّ الحسَنَ والحُسَيْنَ سيِّدا شبابِ أَهْلِ الجنَّةِ).

 

زينب بنت محمد رضي الله عنها

 

هي أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث وُلدت قبل البعثة بعشرة أعوام، وأول من تزوج من بناته عليه الصلاة والسلام، حيث تزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع العبشمي، وأمه هالة بنت خويلد أخت خديجة رضي الله عنها، وقد كان لزينب -رضي الله عنها- مكانة عظيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا سيما أنها من السبّاقين إلى الإسلام، وقد أوذيت في سبيل الله، وتحملت الأذى وصبرت، فقد رُوي أنه لما هاجر رسول الله إلى المدينة، خرجت زينب -رضي الله عنها- مع ابن كنانة، فتبعها نفر من قريش، ولما لحقوا بها أخذ هبار بن أسود يطعن بعيرها برمحه حتى سقطت وألقت ما في بطنها وسال دمها، فحُملت إلى مكة وتشاجر فيها بنو هاشم وبنو أميّة، فقال بنو أمية: نحن أحق فيها، وكانت تحت ابن عمهم أبي العاص، فمكثت عند هند بنت عتبة، التي كانت تقول لها هذا بسبب أبيك.


ثم أرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيد بن حارثة -رضي الله عنه- ليأتي بها من مكة، وأعطاه خاتمه ليكون علامة على أنه مبعوث من عنده، ولما وصل زيد إلى مكة وجد راعٍ للأغنام، فسأله عن صاحب الأغنام، فقال له أنهم لزينب بنت محمد، فطلب منه أن يدلّه على مكانها، ولما وصلا أعطى زيدٌ الخاتم للراعي وطلب منه أن يوصله إليها، فلما رأته علمت أنه مبعوث من أبيها، فخرجت باليل متخفيةً إلى أن لقيت زيداً، وركبت معه إلى أن وصلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك كان -عليه الصلاة والسلام- يقول: (زينبُ خيرُ بناتي، أُصِيبَتْ بي).

 

رقية بنت محمد رضي الله عنها

 

هي رقية بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمية القرشية، وولدت -رضي الله عنها- قبل البعثة بسبعة أعوام، وأسلمت مع أمها خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- وهي في السابعة من عمرها، ولما بلغت حوالي العشر سنوات أو أقل من عمرها تزوجها عتبة بن أبي لهب، وعند نزول سورة المسد أمره أبوه أبو لهب وأمه أم جميل أن يفارقها، ففارقها قبل أن يدخل بها كرامة من الله تعالى، فقد أبدلها -عز وجل- بزوج خير من ابن أبي لهب، حيث تزوجت برجل صاحب خلق كريم، ونسب عريق، وطلعة بهية، ومال كثير، ومن السبّاقين للإسلام، ومن العشرة المبشرين بالجنة ألا وهو عثمان بن عفان رضي الله عنه، ورُزقت بولد واحد منه واسمه عبد الله، ولذلك كانت تُكنّى بأم عبد الله، و كنّيت بذات الهجرتين، لأنها هاجرت إلى الحبشة، وإلى المدينة المنورة، وقد أصابها مرض شديد، عند خروج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بدر، فأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعثمان بن عفان -رضي الله عنه- بالتخلف عنه والبقاء معها، ثم توفيت -رضي الله عنها- يوم عودة المسلمين من بدر، ودُفنت في المدينة المنورة.

 

أم كلثوم بنت محمد رضي الله عنها

 

هي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أحب الناس إلى قلبه، أسلمت مع أمها وأخواتها، وتزوجها عتيبة ابن أبي لهب، وتزوج أخوه عتبة أختها رقية، ولما نزلت سورة المسد أمر أبو لهب أولاده بمفارقه بنات رسول الله، ففارقها عتيبة، وعاشت في مكة مع أبيها -عليه الصلاة والسلام- صابرةً على أذى المشركين، محتسبةً أجرها على الله، حيث شهدت حصار قريش لبني هاشم، ووفاة أمها خديجة رضي الله عنها، ثم هاجرت إلى المدينة المنورة، وقد لقبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالخيّرة لما لمس فيها من حب الخير، وبعد وفاة أختها رقية -رضي الله عنها- زوجها لعثمان بن عفان رضي الله عنه، وتوفيت في العام التاسع للهجرة ودُفنت في البقيع.

شارك المقالة:
262 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook