الألوان جزءٌ لا يتجزأ من حياة الإنسان اليومية، فهي تحيط به من جميع الاتجاهات، في المنزل، والملابس، والشارع، والتلفاز، والطبيعة. ومن الممكن أن يمتلك اللون تأثيراً كبيراً ومهماً على الإنسان، وعلى تفاعله مع المحيط الخارجي، فهو يُعتبر أداة اتصالٍ قوية، من حيث دوره في نقل المعلومات، والتأثير على الحالة المزاجية، بالإضافة إلى التأثير على القرارات التي يتخذها الشخص، كما يساهم الاختلاف في الأذواق في التأثير على نوعية الأشياء التي يقوم الناس بشرائها، والملابس التي يرتدونها، فغالباً ما يقوم الشخص باختيار الألوان التي تناسب حالته المزاجية، أو مشاعره الخاصة.
لا يمكن إنكار حقيقة أنّ للألوان تأثيرٌ على المشاعر والأفعال الخاصة بالإنسان، وإن كان هذا التأثير غير مباشر إلا أنه موجود، بالإضافة إلى ذلك فإنّ عملية الإستجابة للألوان تختلف من شخصٍ إلى آخر؛ حيث يوجد العديد من العوامل التي تؤثّر على الطريقة التي سيشعر بها الشخص عند تعرضه للونٍ معين، وكيفية التصرف والتعامل مع هذا الشعور، ومن أهم هذه العوامل الارتباط الشخصي مع اللون، ومثالٌ على ذلك ارتباط لونٍ معين بذاكرة الشخص منذ أيام الطفولة سواء أكان ارتباطاً إيجابياً أو سلبياً، وبالتالي سينعكس ذلك على استجابة الشخص لهذا اللون عن طريق تقبله، أو رفضه وكرهه له. والعامل الثاني هو ارتباط الألوان بالتجارب الإنسانية العالمية، على سبيل المثال ارتباط اللون الأخضر بالطبيعة ونمو النباتات؛ لأن معظم الناس قد شاهدوا عملية النمو للنباتات وتكاثرها، أما اللون الأزرق فمرتبطٌ بالهدوء والسكينة باعتباره لون السماء والبحر. ومن العوامل الأخرى أيضاً الاختلافات الثقافية، ومن الأمثلة على ذلك ارتباط اللون الأبيض في بعض الثقافات بالسعادة والنقاء، بينما في ثقافاتٍ أخرى فإنه يرتبط بالحزن والموت.
مارست العديد من الحضارات والثقافات القديمة مثل الحضارة المصرية (الفراعنة)، والحضارة الصينية العلاج عن طريق استخدام الألوان، كما لا يزال البعض في عصرنا الحالي يستخدم علم الألوان كعلاجٍ بديل، ويؤمن بفعاليته، ومن الأمثلة على دور الألوان في العلاج ما يأتي:
من المتعارف عليه استخدام علم الألوان في التسويق والإعلان، حيث تقوم العديد من الشركات والمؤسسات التجارية باستغلال التأثير الذي ينتج عن بعض الألوان لجذب المستهلكين، وزيادة مبيعاتهم عن طريق الإعلانات المصورة، ومثالٌ على ذلك استخدام بعض الألوان لتحفيز الناس للشعور بالجوع، أو لنشر الطاقة الإيجابية.
تمتلك الألوان بعض التأثير على ذاكرة الإنسان، فوجود الكثير من اللون الأحمر حول الشخص يُعيد إلى ذاكرته العبارات السلبية التي تعرض لها، بينما اللون الأخضر يساعد على الارتباط مع الأفكار الإيجابية.
فيما يأتي ذكرٌ لتأثير بعض الألوان الرئيسية وارتباطاتها مع سلوك الإنسان: