تاريخ شبه الجزيرة العربية

الكاتب: رامي عبد ربه -

تاريخ شبه الجزيرة العربية

 
شبه الجزيرة العربية هي تلك المنطقة الجغرافية التي تقع في جنوب غرب قارة آسيا عند تلاقي قارة آسيا مع قارة أفريقيا. ولها حدود بَحْرِيَّة من الشمال الغربي تتمثل في البحر الأحمر وخليج العقبة، ومن
 
الجنوب بحر العرب ومن الجنوب الشرقي خليج عمان والخليج العربي وتضم شبه الجزيرة العربية من الناحية السياسية حاليا عدة دول هي السعودية واليمن وعُمان والإمارات والكويت وقطر والبحرين
 
والأردن.
 
وتقدر المساحة الإجمالية للجزيرة العربية بثلاثة ملايين كيلو متر مربع أغلبها مناطق صحراوية غير مستغلة. وقد أثبتت العديد من الدراسات الجيولوجية الحديثة بأن جزيرة العرب كانت قبل حقب زمنية
 
بعيدة واحة خضراء تجري فيها الأنهار وتعج بمظاهر الحياة المتنوعة، الأمر الذي جعل اختيارها مكاناً مناسبًا لحياة الإنسان منذ أقدم العصور. تتمتع أراضي الجزيرة العربية بالكثير من الموارد
 
والخيرات الطبيعية التي أكسبت المنطقة أهمية اقتصادية وجعلت منها محورًا مُهِمًّا يلعب دورا كبيرا وحيويا على الساحة الدولية. تجلت تجليًا أوضح بالاكتشافات النفطية في القرنين الماضيين وتقديرات
 
كبيرة لاحتياطيات النفط داخل أراضيها.
 

التاريخ القديم للسعودية

 
تميزت شبه الجزيرة العربية بموقعها الذي يتوسط بلاد الشرق الأدنى القديم، ودروها البشري المؤثر في تكوين السلالات الأكثر عددًا بين سكانه الأقدمين، كما كان لها نصيب أيضًا من دور الوساطة
 
والتأثير في بعض خطوط اتصالاته واقتصادياته.تدل الآثار الباقية أن شبه الجزيرة مرت بفترات متعاقبة بداية بما خلفه الإنسان البدائي القديم في العصور الحجرية من أدوات حجرية ورسوم بدائية
 
متفرقة، كما أنها تتضمن أساسًا ما تركته الجماعات العربية المتحضرة في عصورها التاريخية القديمة من آثار معمارية قائمة كبقايا المعابد والأسوار والسدود والحصون والأبراج والمساكن والمقابر، وما
 
عثر على ما تحتويه من آثار متنوعة لأدوات الاستعمال اليومي وأدوات الزينة وفنون النحت والنقش، في مناطق عدة من أنحاء شبه الجزيرة العربية. أشارت الاكتشافات الأثرية إلى وجود أقدم
 
الحضارات التاريخية على مستوى شبه الجزيرة العربية في منطقة نجران، ومن أقدم الحضارات المكتشفة في شبه الجزيرة حضارتي العبيد ودلمون اللتين ازدهرتا في منطقة الأحساء والخليج العربي،
 
حيث اكتشفت أقدم آثار الحضارة الإنسانية، وقد جاء ذكر دلمون في الكتابات المسمارية القديمة التي تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد التي وجدت في بلاد الرافدين وشمال سوريا.
 
من الحضارات التي ازدهرت في شبه الجزيرة، حضارة قوم عاد الذين سكنوا شبه الجزيرة العربية، ويقول الباحثون أن مساكن عاد كانت في الأحقاف الواقعة في جنوب الربع الخالي. ومن الحضارات
 
التي ظهرت في شبه الجزيرة أيضاً حضارة قوم ثمود التي تعد من ضمن الحضارات البائدة التي تألفت من قبائل وعشائر متعددة. وقد بلغت حَدًّا عظيمًا من المدنية والازدهار في شمال الجزيرة العربية،
 
واتفق المؤرخون المسلمون على أن أهم ديارهم كانت بوادي القرى فيما بين الحجاز والشام، وقد وجدت آثار لهم في مدينة العلا بين المدينة المنورة وتبوك وكانوا بعد قوم عاد، وقد تميزوا كونهم ينحتون
 
بيوتهم في الجبال.
 
ازدهرت كذلك حضارة مدين، وهم الذين أرسل الله إليهم نبيه شعيب عليه السلام، ليأمرهم بعبادة الله تعالى. وتعود حضارتهم إلى ما قبل القرن الثالث عشر ق.م وانتشرت في إقليم يمتد إلى الشرق والجنوب الشرقي من خليج العقبة، ويتوقع وصولها حين فترة ازدهارها إلى حدود منطقة ما يعرف الآن العلا شمال الحجاز وكان لهم شأن كبير في السيطرة على طرق التجارة.
 
كما توجد الكثير من الحضارات التي توالت في شبه الجزيرة العربية، حيث ازدهرت مملكة معين التي قامت على ضفتي وادي جوف وهي المنطقة السهلية الواقعة بين نجران وحضرموت، التي تميز
 
أهلها في فنون العمارة والزخرفة، التي وضعت فنون الحضارة المعينية في مركز رفيع يضاهي فنون حضارات مراكز الشرق القديم في مصر وبلاد الرافدين، كما برعوا في الزراعة والصناعة
 
واشتهروا أيضاً بالتجارة، وامتد نفوذهم إلى بعض المناطق في شمال الجزيرة العربية وخارجها، وتعود إليهم نقوش قديمة عُثر عليها في مدينة العلا قرب وادي القرى. وقد ازدادت شهرة الحضارة
 
المعينية حتى وصلت إلى مراكز حضارات العالم القديم، وكتب عنها الكلاسيكيون من اليونان والرومان والبعثات الأثرية الإيطالية والفرنسية التي قامت بأعمال تنقيب في مواقع من أرض الجوف كشفت
 
عن نتائج علمية تشير أن الدولة المعينية عاصرت مرحلة ازدهار مملكة سبأ وكانت أحياناً تابعة لها وأحياناً أخرى تعمل عَمَلًا مُسْتَقِلًّا عنها.
 
 
شارك المقالة:
242 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook