تاريخ مدينة جدة في المملكة العربية السعودية.
جدة
يعتبر العرب مدينة جدة (Jeddah) بأنها عروس البحر الأحمر، لما تمتلكه من موقع رائع على ساحل البحر الأحمر، وما تتمتع به من مظاهر طبيعية وجو مميز، بالإضافة إلى مكانتها التاريخية العريقة، فالمدينة كانت دائمًا مقصد للرحالة والباحثين في التاريخ؛ حيث تعتبر جدة من أقدم المدن حول العالم إذ يتجاوز عمرها 3000 سنة تقريبًا، كما تعتبر مقصدًا لزوار بيت الله الحرام بمكة المكرمة، حيث تبعد جدة عنها 79 كيلو متر. وتعتبر ميناء مكة الرئيسي إلى جانب كونها أكبر ميناء بحري على البحر الأحمر، بالإضافة لكون جدة ثاني أكبر مدينة في المملكة العربية السعودية بعد العاصمة الرياض، والواجهة الأولى للسياحة سواء الداخلية أو الخارجية ومن أكبر المراكز التجارية في المملكة.
تاريخ مدينة جدة وسبب تسميتها
ترجع نشأة مدينة جدة إلى الصيادين الأوائل الذين كانوا يستقروا بها بعد رحلات صيدهم وذلك قبل 3000 عام، إلى أن جاءت قبيلة قضاعة إلى جدة واستوطنتها قبل 2500 سنة تقريبًا، ويقال أنها سميت جدة نسبة إلى أحد أبناء هذه القبيلة وهو جدة بن جرم بن ريان بن حلوان بن عمران بن إسحاق بن قضاعة، ويقال أنها تنطق جُدة بضم الجيم وهو ما يعني شاطئ البحر وهي التسمية التي ذكرها ابن بطوطة وياقوت الحموي في معجم البلدان، كما يُطلق عليها أيضاً اسم جَدة بفتح الجيم بمعنى والدة الآب أو الأم نسبة إلى أم البشر حواء زوجة أبينا أدام، حيث يعتقد أنها دفنت في هذا الموقع، ولكن على أي حال فإن سكان المدينة نفسهم غالًبا ما ينطقون اسمها بكسر الجيم جِدة.
ازدادت قيمة مدينة جدة لدى المملكة العربية السعودية والعرب والعالم الإسلامي أجمع في عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان؛ حيث حولها إلى ميناء رسمي للحجّاج المتجهين إلى أداء فريضة الحج بمكة عن طريق البحر. واستمرت جدة إلى الآن في استقبال الحجاج القادمين عن طريق البحر أو الجو أو حتى البر؛ فهي معبر رسمي إلى أرض الحرم وبيت الله العتيق.
أهم معالم مدينة جدة التاريخية
تعتبر مدينة جدة شاهدًا مخضرمًا على التاريخ وما مرّ به أهلها من تغيرات لم تبعدهم عن الكثير من عاداتهم التي ورثوها عن أجدادهم منذ نشأة المدينة، إذ أن تاريخية جدة ليست فقط في مبانيها بل بأهلها الحافظين لهذا التراث أيضًا، لذا يجد السائح المهتم بالتاريخ والعاشق له في أهل جدة عونًا لرسم صورة كاملة عما كانت عليه المدينة، كما يجد المعالم التاريخية التي تحكي عمّا شيّده الأجداد وما تركوه فخرًا لأحفادهم أمام سائر الزوار من حول العالم، ومن أهم هذه المعالم التاريخية بمدينة جدة :-
مقبرة أمنا حواء
هي مقبرة تقع قرب ساحل البحر الأحمر في حي العمارية جنوب غرب مدينة جدة، وسميت بمقبرة حواء لاعتقاد أهل جدة والكثير من المسلمين أن أم البشر حواء دُفنت فيها؛ فحسب ما تناقله الناس عبر التاريخ وقد ذكره ابن كثير في كتابه “بداية ونهاية”؛ أن أمنا حواء نزلت في أرض جدة وأبينا آدم نزل في الهند والتقيا معًا عند جبل عرفات، وأيًا كان مدى صدق هذه الرواية فالمقبرة تعتبر موقع أثري عريق يستحق الزيارة.
بيت نصيف
هو بيت عمره حوالي قرنين ونصف القرن من الزمن، بناه أحد تجار جدة القدامى؛ ليصبح فيما بعد منزل تاريخي له ولعائلته حتى أصبحنا نعتبره الآن بمثابة المتحف الذي يعكس الشكل الجمالي للعمارة في جدة قديمًا، كما أن للمنزل أهمية خاصة لدى الشعب السعودي؛ حيث بايع أهل جدة فيه الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الحديثة وذلك في عام 1925م.
حارات جدة
تمثل الحارات تقسيم أحياء جدة القديمة فهي مجموعة من الحارات التاريخية التي شهدت عصور عدة مثل حارة المظلوم التي سميت بهذا الاسم بعد أن قتل أحد سكانها ظلمًا في عهد الدولة العثمانية، وغيرها مثل حارة الشام وحارة البحر وحارة اليمن.
ليست المزارات التاريخية فقط ما تجعل السياحة في مدينة جدة فكرة رائعة ومليئة بالأوقات الممتعة، فمع التعرف على تاريخ جدة ورؤية عادات أهلها التي تميزها كملابس أهل جدة وتذوق طعام جدة الشهي، ولكن يمكنك أيضًا التمتع بمدينة ساحلية على أعلى مستوى وشراء الهدايا من مراكزها التجارية الكبيرة، كما يمكنك الاستمتاع بجو بحري رائع على جزرها كجزيرة الشراع المليئة بالألعاب المائية، كما أن مدينة جدة تمتلك موقع مميز يجذب محبي رياضة الغوص إليها للتمتع بتجربة غوص رائعة في أعماق البحر الأحمر.