تدرج الشريعة الإسلامية في الميراث

الكاتب: علا حسن -
تدرج الشريعة الإسلامية في الميراث.

تدرج الشريعة الإسلامية في الميراث.

 

جاء الإسلام بنظامه المتكامل لينير الطرق للناس، ويضعهم على الطريق المستقيم، وكان من الطبيعي أن يصحح الأوضاع المعوجة التي درج الناس عليها في الجاهلية، يقر ما يراه صالحاً، ويبطل ما عدا ذلك، وكان من الطبيعي أن يعالج نظام الميراث عندهم، حيث ظهر فيه الإجحاف ببعض الفئات، وقد عالج الإسلام في هذا الموضوع بحكمة بعد أن تمكن من نفوسهم.

بدأ الإسلام يتدرج معهم في الميراث كما تدرج معهم في تحريم الخمر، فأول ما بدأ الإسلام تركهم وشأنهم، وركّز حملته الإصلاحية على غرس عقيدة التوحيد في نفوسهم، وحثهم على الاستعداد لليوم الآخر، وبقي الأمر كذلك حتى هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة.

وأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل من مجتمع المدينة متماسكاً متكاتفاً يكون مثلاً يُحتذى في أخلاقه ومعاملاته وعاداته، فآخى بين المهاجرين والأنصار، وجعل من هذه الأخوّة سبباً للميراث، لأنّ المسلم المهاجر انقطعت صلته مع أهله وأقربائه حتى من أسلم منهم.

وما أن قويت شوكة الإسلام، وتمّ فتح مكة ودخل الناس في دين الله أفواجاً حتى نسخ الله التوارث بالهجرة، وعاد التوارث بالقرابة النسبية، وجاء القرآن يعيد التوارث إلى أسبابه الأصلية بعد أن زالت الأسباب التي جعلت المهاجرين والأنصار يتوارثون بالإخوة في الدين، وهذه الأسباب هي قلة عدد المسلمين في بداية الأمر وحاجتهم إلى أن يؤازر كل منهم أخاه في الإسلام.

وقال تعالى ﴿ وَأُو۟لُوا۟ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضࣲ فِی كِتَـٰبِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُهَـٰجِرِینَ إِلَّاۤ أَن تَفۡعَلُوۤا۟ إِلَىٰۤ أَوۡلِیَاۤىِٕكُم مَّعۡرُوفࣰاۚ كَانَ ذَ ٰ⁠لِكَ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ مَسۡطُورࣰا﴾ [الأحزاب ٦] كما أنّ الإسلام أبطل التوارث بالتبني تبعاً لإبطال التبني .

ثمّ كان الأمر في بداية الإسلام متروكاً للشخص الذي تحضره الوفاة يوصي بماله كيف يشاء، ثمّ قيّد الإسلام الوصية بعد ذلك فلا تكون لوارث له نصيب في التركة، ويجب أن لا تزيد عن الثلث.

 

شارك المقالة:
335 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook