أرسل الله تعالى نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- رحمةً للعالمين، فكان مثالاً للصدق وحسن الأخلاق والقيادة، ومثالاً للرحمة بالخلق جميعهم؛رجالاً ونساءً، صغاراً ومسنين، أغنياء وفقراء، أحراراً وعبيداً، فمعاملته للعبيد تفوق الخيال في اللطف، والإنسانيّة، والرحمة، فلقد أعطاهم حقوقهم كاملةً، وأشفق عليهم، وأوصى بهم، بل وصل رفقه بهم إلى جعْلهم إخواناً لمن هم تحت أيديهم.
قال عليه السلام والصلاة عن الخدم: (هم إخوانُكم . جعلهم اللهُ تحت أيديكم . فأَطعِموهم مما تأكلون . وأَلبِسوهم مما تلبسون . ولا تُكلِّفوهم ما يغلبُهم . فإن كلَّفتُموهم فأعِينوهم) [صحيح مسلم] . أمّا هو عليه أفضل الصلاة والسلام فقد عامل خدمه بأرقى معاملةٍ، وكأنّهم أفرادٌ من أهل بيته الكرام، فجعلهم يشعرون ببشريتهم وبمكانتهم بعد أن عانوا الكثير قبل الإسلام، فلا إنسانيّة كانت ولا أخلاق في معاملتهم، وكأنهم ليسوا من بني البشر، ومن أمثلة المعاملة الكريمة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم