جبلُ توبقال

تُعَدُّ قمّةُ جبلِ توبقال (بالإنجليزيّة: Toubkal) من أعلى قِمم المغربِ، وفي جبالِ الأطلسِ، والشمالِ الأفريقيّ أيضاً؛ حيثُ يصلُ ارتفاعه إلى حوالي 4,167 متراً فوق مستوى سطحِ البحرِ، وتجدرُ الإشارةُ إلى أنّ أوّلَ من تسلّقَ قمّةِ توبقال هو الأوروبّي (ماركيز دي سيغونزاك) في عامِ ألفٍ وتسعمئةٍ وثلاثةٍ وعشرين، وإن كانَ هذا التاريخُ موضعَ شكٍّ للبعضِ، كما يُشار إلى أنّه لا بُدّ لمُتسلِّقي الجبلِ من سلوك طريقِ قريةِ أرومب، والمرور بصعابِ الطبيعةِ، كالسهولِ الفيضيّةِ، والوديانِ، ومن المهمّ بمكان ذِكر أنّ الجبلَ يتميّزُ بكونه من الجبالِ شديدةِ الانحدارِ؛ ممّا يوجِب على السيّاحِ المُتسلِّقين أخذ الحيطةِ، والحذرِ عند تسلُّقِه.

 

موقعُ جبلِ توبقال

يوجَد جبلُ توبقال في جبالِ الأطلسِ، وتحديداً في الأطلسِ الكبيرِ، وهي تبعد عن جنوبِ مدينةِ مراكشَ مسافةَ ستّين كيلومتراً تقريباً، علماً بأنّه يُعَدُّ من أهمِّ الأماكنِ التي تجذبُ إليها السيّاحَ؛ إذ تضمُّ قمّةُ الجبلِ حديقةَ توبقال الوطنيّةَ التي تُتاح فيها ممارسةُ رياضةِ التزلُّجِ الشتويّ، والسَّيرُ مسافاتٍ طويلةٍ في فصلِ الصيفِ، وعلى الرغم من أنّ المُنحدَراتِ السُّفليةِ من الجبلِ قد تعرّضت للرعي الجائرِ، إلّا أنّ المُنحدَراتِ العُليا، والمرتفعةَ من الجبلِ تكتسي بغاباتِ العرعر (بالإنجليزيّة: Juniper forests).

 

أفضلُ وقتٍ لزيارةِ جبلِ توبقال

يُعتبَرُ شهرُ إبريلَ، ومايو (فترةُ الرّبيع) من أفضلِ الشهورِ لزيارةِ جبلِ توبقال؛ ويعودُ ذلك إلى درجاتِ الحرارةِ الباردةِ، والمناسبةِ للأغلبيّةِ، إلى جانبِ قلّة تساقُطِ الأمطارِ، والثلوجِ، أمّا بالنسبةِ إلى شهورِ حزيران/يونيو، وتموز/يوليو، وآب/أغسطس، فإنّ الارتفاعَ الشديدَ لدرجاتِ الحرارةِ فيها قد يجعلُ من عمليّةِ تسلُّقِ الجبلِ صعبةً جدّاً، بينما تتساقطُ كمّيات كبيرة من الثلوجِ، والأمطارِ في أشهرِ الشتاءِ، ممّا يُؤدّي إلى تراكُمِها على المُنحدَراتِ؛ ولهذا فإنّه لا يُنصَح بزيارةِ الجبلِ، وتسلُّقِه في تلك الفترةِ.

 

ومن الجديرِ بالذّكرِ أنّ أنسبَ الأوقاتِ للذهابِ، والتمتُّعِ بتسلُّقِ الجبلِ؛ للوصولِ إلى قمّتِه بعيداً عن ازدحامِ السيّاحِ، والمُتسلِّقين هو مع نهاية شهر أيّار/مايو، وبدايةِ شهرِ حزيران/يونيو، وأواخرِ شهرِ آب/أغسطسَ، وبداية أيلول/سبتمبر، وعلى الرغمِ من أنّه يُمكنُ الذهابُ، وتسلُّقُ الجبلِ في أيّ وقتٍ من السنةِ، إلّا أنّ المُتسلِّقين قد يُواجهون مجموعةً من المتاعبِ، والمخاطرِ في بعضِ الشهور، علماً بأنّ مسألة الوقتِ لن تكونَ عائقاً أمامَ من يبحثون عن المغامرةِ، والتحدّي في تسلُّق هذا الجبلِ.