رتبة ذات الجناحين:(Order Diptera)

 

تعد هذه الرتبة رابع أكبر الرتب الحشرية المعروفة، وتمثل الذباب الحقيقي، وهي واسعة الانتشار، ووصف منها 100.000 نوع تتبع أكثر من 105 فصائل، ويستطيع الشخص أن يميز الذباب الحقيقي عن بقية أنواع الحشرات بوجود الزوج الأمامي من الأجنحة، في حين الزوج الخلفي متحور إلى دبوس توازن (Halter)، وأجزاء الفم لاعقة أو ثاقبة ماصة، والتحول تام، واليرقات أسطوانية عديمة الأرجل، والعذارى تكون حرة أو مستورة. وتعد من أهم الرتب الحشرية من الناحية الطبية والبيطرية، وأيضًا ذات أهمية اقتصادية، وقليل منها نافع للإنسان.

 

1 - ذباب الرمل: (Phlebotomus papatasi) (Scopoli) 

 

تتبع فصيلة سيكوديدي (Family: Psychodidae) وهي صغيرة شبيهة بالفراشات، ويغطي جسمها شعر كثيف، وأرجلها طويلة ورفيعة، وهي ليلية المعيشة، وتعيش في الأمكنة الرطبة الظليلة، أو في المراحيض، أو في الأمكنة المظلمة المهجورة، وكذلك في شقوق القوارض وجحورها، وتوجد اليرقات في المواد العضوية المتحللة، أو في الوحل والمستنقعات، وقد سجل وجود الحشرة اليافعة في جميع مناطق المملكة العربية السعودية  .  وتتميز الحشرة البالغة بحجمها الصغير؛ فطولها يصل من 2 - 5مم، كما تتميز بمظهرها الشعري، وعيونها السوداء الكبيرة، وأرجلها الطويلة نسبيًا، وتمتاز بأن جميع جسمها بما في ذلك الأجنحة مغطى بشعر كثيف وطويل، وأجزاء الفم قصيرة وغير واضحة، لكنها متحورة لامتصاص الدم، وتمتاز أيضًا بأن أجنحتها تنتصب فوق الجسم عند الراحة. وتضع الأنثى من 5 - 100 بيضة مفردة مزركشة، وعادة ما يوضع البيض في شقوق المباني، وأرضيات الإسطبلات، وبيوت الطيور الداجنة، وجذور الأشجار، ويحتاج البيض إلى أمكنة رطبة؛ حيث لا تقاوم البيوض الجفاف، ويفقس البيض بعد 7 - 18 يومًا في الظروف المثالية، واليرقات الناتجة تتغذى على المواد العضوية المتحللة. وتمر اليرقة بأربعة انسلاخات تستمر ما بين 22 و 60 يومًا، وتتحول بعدها إلى عذراء تحتاج إلى ما بين 7 و 14 يومًا لتنسلخ إلى حشرة يافعة، ومدة الجيل تراوح بين 30 و 100 يوم معتمدًا على المواد الغذائية والظروف البيئية وخصوصًا درجة الحرارة، ويتغذى الجنسان (الذكر والأنثى) على عصارة النبات والإفرازات السكرية، إلا أن الإناث - بالإضافة إلى ذلك - تمتص الدم من الفقاريات بما في ذلك الحيوانات المنـزلية، والكلاب، والقوارض، والثعابين، والسحالي، والبرمائيات، كما يقوم ذباب الرمل من جنس (فليبوتومس) بوخز الإنسان، ويعيش هذا النوع في المنازل أو حولها. وذبابة الرمل تمتاز بظهور موسمي؛ حيث تظهر البالغات في أشهر الصيف فقط وتمتاز أيضًا بأنها ناقلة لمرض اللشمانيا، وربما هي الناقل الوحيد لهذا الطفيل الذي غالبًا ما تنقله إناث الذباب من مخازنه في الحيوانات إلى الإنسان، حيث يتسبب في حدوث داء اللشمانيا الجلدي الذي يعرف بالحبة الشرقية أو الأخت.

 

2 - الذباب الصحراوي:(Musca sorbens) (Wiedmann, 1830)

 

هو من فصيلة الذباب المنـزلي (Family: Mucidae)، ويوجد 60 نوعًا من الجنس (Musca)، وهذا النوع كثير وواسع الانتشار، وسجل في معظم مناطق المملكة العربية السعودية، بما في ذلك عرعر وطريف، ويفضل البيئات الصحراوية والريفية، ويهاجم البدو الرحل وبخاصة الأطفال وبأعداد كبيرة، ويتجمع حول العين، وله ارتباط وثيق بالبراز والجروح والمواد الغذائية  .  وتمتاز أفراد هذه المجموعة بأنها تكمل الذبابة المنـزلية في صفاتها الحيوية وسلوكها؛ إذ إن وجود هذا الذباب نادر داخل المباني، ويفضل أفراد هذه المجموعة الضوء على الأمكنة المظلمة، وله قوة احتمال أكبر لدرجات الحرارة العالية، وتكون البالغات أكثر انجذابًا لجسم الإنسان من الذباب المنـزلي، وتمتاز الإناث بوضع كمية كبيرة من البيض تصل إلى 80 بيضة في الدفعة الواحدة نفسها، وعلى دفعات خصوصًا على براز الإنسان، وتكمل دورة الحياة عند درجات الحرارة المعتدلة في مدة لا تتجاوز تسعة أيام. وللذباب الصحراوي القدرة على نقل عدد كبير من الأمراض للإنسان؛ بسبب عادته في زيارة الغوائط بلا تمييز، والتغذي على المواد غير الصحية، مثل: الجروح، والتقرحات، وأي إفرازات، وبعدها غذاء الإنسان؛ علاوة على ذلك فإنه يتقيأ أثناء التغذية، وكثيرًا ما يضع برازه على الطعام. ولقد سجل أكثر من مئة نوع من الأمراض يحملها هذا الذباب الذي غالبًا ما يقوم بنقلها ميكانيكًا إلى الإنسان وغيره من الحيوانات، ويمكن أن ينقل الأمراض الفيروسية، مثل: التهاب النخاع الشوكي، والتراخوما، والأمراض البكتيرية، مثل: الكوليرا، والتيفوئيد، والطفيليات الأولية، مثل: الانتاميبا، والديدان الشريطية، مثل: التينيا.