تعاظم تكاليف إنشاء وإدارة الوحدات الإنتاجية الزراعية الصغيرة والمتوسطة في تنمية المشروعات الصغيرة على كثير من الشباب، خاصة شباب المزارعين في بعض القرى أو المراكز بالأقاليم ليس فقط بالدول العربية ولكن بكثير من دول العالم، ما أدى إلى التفكير الريادي في حل تلك المشكلة نتيجة قلة الأراضي الزراعية وتراجع الزراعات التقليدية، حيث أصبح من الضروري والعملي في تلك التطبيقات التوجه إلى إنشاء وإدارة الوحدات الإنتاجية الزراعية متناهية الصغر مع العمل بكل الوسائل، لرفع كفاءة التشغيل لزيادة الإنتاجية وتحقيق الاستمرارية من خلال خلق الميزة النسبية لتلك الوحدات وقدرتها التنافسية للوحدات الأكبر حجما، وبهدف توفير فرص عمل حقيقية منتجة تحقق التنمية الاقتصادية للمجتمعات المحلية. وتوضح هذه المقالة مفهوم الوحدة الإنتاجية الزراعية متناهية الصغر، ولماذا وكيف يمكن أن يتم ذلك في تنمية المشروعات الزراعية؟
فالوحدة الإنتاجية متناهية الصغر هي حلقة أو عملية واحدة، تشمل عدة خطوات تنفيذية من خلال خط إنتاج وفريق عمل من فرد واحد أو أكثر ولا يزيد على ثلاثة إلى خمسة أفراد، ويمكنها تحقيق الاستمرارية لإنتاج منتج محدد رئيس واحد، وأحيانا منتج آخر ثانوي، بالمواصفات والخصائص والجودة المطلوبة. بحيث يتم تنميتها واعتماد مواصفاتها وشروط تصميمها من الجهات التنموية والمعنية، وتنفيذها من خلال الاعتماد على الذات للأفراد في بناء أصولها مستخدمين لذلك أقل الموارد المتاحة بحيث تعمل الوحدة:
وأمثلة لوحدات إنتاجية وخدمية متناهية الصغر تشمل المساحات الزراعية المحدودة، والمشاتل والبساتين والخدمات الزراعية والبيطرية، وحظائر التربية الحيوانية والداجنة وخدمات التاكسي والميكروباص ونقل الركاب ونقل البضائع، وميني الماركت والبقالة ومحال بيع الخضراوات والفاكهة، وورش التفصيل والتطريز، وورش النجارة والحدادة والسباكة والتركيبات، والفنادق الصغيرة والمطاعم، وعيادات الأطباء البشريين والبيطريين والأسنان، ومكاتب المحاماة والاستشاريين، والصيدليات ومعامل التحاليل، ووحدات التعليم والتدريب، وميني جيم، والمهندس والمدرس والمدرب وغيرها.
وتتكون المبادئ الأساسية لتنفيذ الوحدات من خمسة مبادئ أساسية هي:
وتصمم هذه الوحدات الإنتاجية متناهية الصغر بحيث تكون أكثر كفاءة من الوحدات المتوسطة من خلال المرونة والتكرارية والنمو السريع في معدلات الإنتاج، وتكلفة وحجم الإنتاج بالنسبة إلى التكلفة الكلية، وتكلفة وحجم الإنتاج بالنسبة إلى المساحة، وتحقيق أقل تكلفة لفرصة العمل، واستخدام وقت العمل في كسب العمل ولزيادة الإنتاجية.
لماذا الوحدات الإنتاجية الزراعية متناهية الصغر؟؛ ذلك بسبب أن الزراعة أهم قاطرات التنمية وتأتي بعدها الصناعة، وهي الأساس في التغذية والأمن الغذائي للمجتمعات، وقد أثبت عمليا في معظم دول العالم أن الوحدات والمساحات الزراعية الصغيرة أكثر كفاءة وإنتاجية وأقل تكلفة من المساحات الكبيرة في إنتاج وحدة المتر المربع، إضافة إلى نقص الأراضي الزراعية ورغبة شباب المزارعين في المشاركة وامتلاك وحدات إنتاجية زراعية، وندرة المياه للزراعة التقليدية وازدياد تكلفة تكاليف إنتاج الفدان من المستلزمات من الأسمدة والمبيدات، وتناقص العائد من المساحات والحيازات الصغيرة بالزراعات التقليدية والحاجة إلى تحويلها إلى تجمعات لوحدات إنتاجية متناهية الصغر أكثر كفاءة وإنتاجية ولها القدرة على الاستمرارية.
ويمكن أن نأخذ مثالا يطبق في كثير من دول العالم وهو زراعة البطاطس في الحاويات أو القادوس مثل البراميل أو القصيص الزراعي وغيرها وذلك لأسباب التالية:
ويتكون خط إنتاج البطاطس (المميكنة) من ثلاث وحدات أساسية هي:
وتحدد إنتاجية الخط بناء على محورين أساسيين وهم محور البرنامج المتبع للخط الإنتاجي اليومي أو الأسبوعي أو الشهري، ومحور حجم خط الإنتاج من حيت أعداد الإمداد المستمر من القادوس. وتختلف معدلات الإنتاج على الخبرة والتأهيل والتدريب لمستوى الأداء الإنتاجي من حيث هو إنتاج تجريبي أو إنتاج ممارسة أو إنتاج محترف.
ومن أهم المميزات للوحدات الإنتاجية في الزراعة هي إتاحة التنمية الزراعية بدون توفر الأراضي الزراعية التقليدية ويتيح الاستخدام المثالي والأفضل والأقل إهدارا للمياه ويسمح بإمكانية تجميع المياه وإعادة استخدامها مرات عديدة، وإمكانية حماية المحصول والجذور من الحشرات والآفات نتيجة وضعها في حاويات، والتوفير في استخدام الأسمدة والمبيدات عند وضعها في الحاوية وليس في كامل الأرض، إضافة إلى إمكانية النمو والتنمية المستدامة في عدد الخلايا الإنتاجية والتوسع في الإنتاجية والتحسين والتطوير في معدلات الإنتاج والمقارنة وتسجيل التجارب.